صقيع بداخلي بقلـــــــــــم/ امينة فلاحي
صقيع بداخلي
----------
فاض دمعي وما عهدته بهذا القدر
الذي يغرق العيون و يغمر الحلق
حتى كدت بغصته اختنق
ولا ظننتني يوما سارصد له بعض الفكر
او اضطر لتجميع ما يحتاجه السطر
ولا كنت لاعيش لحظات اسطر فيها حرفي بعبرات
فرت من المقل لتترجم احدى نوائب الدهر
كيف لي ان استرسل في العزف على الوتر
وقد اصبح نشازا لا تستصيغه الاذن ولا العقل يتقبل
وقد غشي الدمع البصر و تاه مني السطر وتلاشى الحبر
فما احوجني الى جرعتي التي ادمنتها ليال خلت
وباتت خيالات كل الصور بها قد بهتت
ياحبيبا غاب عن ناضري انكسر بشوقه خاطري
ما لطيفك حزين قد طاف ببالي وما اتاني منك بخبر
وانا كل ليلة احضر لسمري المعهود و مجيئك ابيت انتظر
قد غضبت لحزني السماء فارخت سدول الليل
وما اضاءت كعادتها النجوم ولا القمر ظهر
انت تعلمني في غيابك تنتحر الاحلام
وتموت الامنيات على عتبة الايام
ويغمر روحي اليأس و من حياتي اضجر
ففي بعدك اموت ببطئ وفي غيابك اموت الف مرة ومرة
ويعجز قلمي عن البوح تنتحر بين يدي كل الحروف
اتجرع لوعة الحرمان و الشوق المرة
اتوه بدياري و الحزن بعمق قلبي يستقر
حولي طيفك يطوف احاذثه اناجيه
لا يقتلني و لا يحييني فقط يزيد انيني
و القلب من الالم ينزف و يعتصر
احاسيس يجسدها سقمي و ما احتسيه من مر
لون مخطوف و احساس بالخوف من غياب
قد يحكم علي به الزمن وينفذه في مصيري القدر
صقيع بداخلي لا تزيله نيران الشوق والحنين
ولا تذيبه سيول الدمع المنهمر على الخدود مثل الجمر
خناجر تذبحني تعمق الجرح في قلبي الملهوف
اموت قهرا حين اتذكر غيابك الغير المألوف
احاول مدارات المي وعذابي والعن حظي العاثر
اصبر نفسي على بلائي واهرب من عيوني الحزينة واكابر
استنجد بربي ان يلطف بي ويقيني شر الهجر
فقلبي اضناه الحرمان والبعد و اعصابي كموج هادر
عواصف اختلط فيها الثلج و البرد و البرق و الرعد
اعصار قوي يعصف بروحي حنايا القلب يخرب و يدمر
و انا انصهر ببطء ما عاد لدي طاقة للتحمل و لا للصبر
الا ان ادعو في صلواتي ان يفرج ربي كربنا واياك لي يُحضر
اركع بمحراب الحب بالدعاء اتخشع اذرف الدمع
اتعبد اتلو آيات العشق اناديك باعلى صوتي اسمك اردد
اتدمر من ظلم الايام و سوء الظرف اشكو واندد
عسى ان تنفرج الايام بفضل الله الاكبر
ويعفو عني ان كنت عشقتك و كان ذنبي لا يغتفر
فلي رجاء من ربي الكريم قبل موتي
ان تكون اخر من عيوني تنظر
ليست هناك تعليقات