خطايَا.... بقلــــــــــــــم/ أسمهان الفالح
خطايَا....
_____________
على جناح بعوضةٍ أخطّ الطّلاسمَ...
أرتّل التّعاويذَ..
كي لا أنامْ...
يقولون أنّ النّوم موت صغير تغادر فيه الرّوح الجسدَ
ثمّ تعودْ...
لكنّي أخاف ألاّ تعودْ...
تبلغ البعوضة حرّ الشّمسِ
فيحذّرني ايكاروسْ
لكنّ ايكاروس قبل الطّلوع لم يرث من الأرض مثل الدّموعْ
وما غنمتُ من التّرابِ،
عداه التّرابُ الذّي ضاجَعتْهُ قدماكَ..أحتسيهْ
فيسكر نبضي..
و تثمل أوردتي..
أنفرد بي و قد علّمْتني التّداوي..
لن أنامْ...
و لن أجلسَ في محطّة القطارْ
و لا في صفّ المسافرينْ
لأنّني أخشى كلّ علامات الرّحيلْ
لأنّني لا أملك لي تبريراتْ...
فماذا لو سألتني غدا: لم غدونا اِثنين و بالأمس عاشقيْنْ
و كان في فمي قطن مبلّلْ
و حرّم على فمي الكلامْ ؟
فماذا لو أهديْتني وردةً بيضاءَ كما أشتهي
و يدايَ على صدري مشلولتانْ ؟
سأبكي...
لأنّ الزّهور ما عادت لي
و لا تاريخنا لي
لكن...
عذرا فهذا السّرير لي
أتعرّى في ثقوب السّماءْ
أختنقُ في لجّة العراءْ
و بين بقايا حبّ و مؤامرة عصيانْ
أخلع بعض أجزائي
أخلع كلّ أجزائي
بعضي ربّما لي...و بعضي ليس لي
أقذفه على عتبة لها ألف أنثى
و ذاكرة قيد الانتظارْ..
يجرّني اِثنان و أتشظّى في فزعي
أتبعثر في كفّ السّماءْ
أفضّ بكارة الصبّار في الصّقيع بدمي
و أبحث عن ذاكرة تعرف كيف تنسى
أجوب بضائع البائعينْ
فلا أجد عيونًا للبكاء تُشتَرَى
و حتّى بقايا البكاء جفّت مع خنجر قابيلْ
...أهداني ساعة بلا عقاربْ
و طريقا دون مسافاتْ
و مرّة أخرى..
يعود ليتطهّر بي..
بخطيئة أخرى
هي أقلّ الخطايا
فأنّى لي بذاكرة تعرف كيف تنسى ؟
فما بين حبّ و حبّ مسافات...ْ
و ما بيني و بيني صار عمرا من المسافاتْ
ليست هناك تعليقات