أحدث المواضيع

المقامة الاحتفاليّة.. بقلم منير صويدي



المقامة الاحتفاليّة..
***********
حدّث حنظلة قال:
قُبر الأوّل.. وفرّ الثاني.. وسُجن الأشراف والغوالي.. فتاه القوم في البراري أيّاما ولياليَ.. لم ييأسوا من حياتهم.. ولم يخجلوا من يُتمهم.. وفقرهم.. وبُؤسهم.. ثم ما لبثوا أن أخرجوا مومياء من بحر النسيان.. ونصّبوها ملكة البحار.. وسادنة معبـد الأمصار.. بعد أن تفنّن المبدعون في تجميل صورتها ... وتعب العرّافون.. من البحث عن سبيل لبث روح الشباب بين تجاعيدها الكثبانيّة.. وأسنانها الاصطناعيّة.. لكنّها نامت في قصر مرصود .. كلاب تحرسه.. وجنود.. وطفق اليتامى يَـمنّـون أنفسهم بعودة زوج أمّ تفنّنوا في ابتزاز خيراتها.. واحتلبوا من ضرعها تينا.. وعنبا.. ومرجانا وذهبا... فأزبدوا .. وأرْعدوا.. وجاهدوا .. وكابدوا.. في البحث عن أب يحميهم من غوائل الزّمن.. لكنّهم لم يجدوا سوى حضن أمّ حنون.. ووجه أبناء بررة يتآزرون.. ويتعاونون.. بالأخوّة يؤمنون.. وبالأصنام يكفرون.. ولا يبالون.. 
اختلفوا .. بلا هوادة.. فكان الشّقاق.. والنفاق.. وسال الدّم المهراق.. بين مؤيّد للاحتفال بعيــد ميلاد الأمّ ذات الأساور والتيجان... ومُصِـرّ على الاحتفال بذكرى تنصيب مومياء الزّمن الغابر.. أميرة على عرش الغدر والخذلان..
تألّـم الابن البــكــْــر لِـمـا جرى.. وطفـق يهْـذي .. كمَـن لا يسمَعُ.. ولا يَـــرَى.:
العقـل.. جُنــون..
الحيـاة.. مَنــون..
الأمَــل.. سَـقــم.
الفـــرَح... ألـَــم
والــوجـود.. عــدم..

ثمّ تــاه في الزّحــام.. وكانت الواقعة..
*****
منير صويدي

ليست هناك تعليقات