نحو عالم افضل ٨ سلسلة يومية للكاتب أيمن غنيم
نحو عالم افضل ٨
سلسلة يومية
يقول الله تعالى فى محكم التنزيل
"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "
سورة العنكبوت الآية ٦٩
إن هدى الله وهدايته للبشر إلى طريق الصواب مقرون بالإحسان ومقرون بالجهاد فى الله . وفى اقتناء سبله العصماء والانطلاقة الى العلا . وأى علا !!!
إنه الهداية والصلاح وتحقيق الأمانى وإسباغ الحياة بالهلات النورانية والتى لاتنتكس أبدا وإنما هى مزدانة بعون الله وهدايته .
وتعالوا بنا نجوب فى تلك المعانى المتدفقة والتى لو تداركناها وعملنا بها وجاهدنا فى الله لأدركنا سبله وانتعشت حياتنا بالرخاء المعنوى الذى يجوب كل حواسنا ويتملك كل جوارحنا ونحلق فى سماء الحرية والتحرر من ذلات البشر والإنتكاسات والنزوات وتحول مسرى حياتنا إلى الخير والرفاهية المثلى والانتعاشة الفكرية التى تخط بأحرف من نور تلك الأطر والنمازج التى ستعلو بنا إلى الإرتقائية والرخاء . فى شتى حيواتنا ومختلف اهتماماتنا .
والمقصد من الجهاد هنا هو عدم التراخى والمثول امام انهزامية أو فشل أو كساد أو فساد أغلظ بمخالب الإحباط وجعلنا عاجزين عن مسايرة ماحولنا ومجاراة التغيرات التى تنتشر من حولنا كإهطال السيل العرم
لتهدم صوامع السكون. وتسارع خطوات التحرك وتسابق عقارب الزمن .
نعم لقد إنتابتنا لحظات كمون واثب .وتعطلت منابع الفكر. وانخرطت فى عبثية العادات الرثة وراحت تصفق بأيادى النفاق فى مساندة الزعماء ومديح الأغنياء ومجارات الدهماء احساسا منهم بالضياع وإدراكا منهم بأن الوقت ضاع .
وتارة تخبو هذه الكوكبة وتتلاشى معها ضياء علومها فى ظل مظلة الخضوع والإستسلام لما هو حاصل فى مجتمعاتنا من لغط فكرى آثم . وأصبحت ساحات الفكر والعلم والتنوير فى بلادنا قلعة بلا أسوار .
بل تحولت إلى أطلال ذكرى فى أناس مرضوا بزهيمر علوم الإنسانية . فتناسوا قيمها وأدواتها وطفقوا يجوبون عبثا فى دهاليز الفوضى العارمة والتى ضيعت كرامة الإنسان فى دين يحترم الإنسان .
وبقى منه أسوأ مافيه . وارتحل منه أحلى مافيه . نعم مسختنا الأيام بضحكاتها الهازية وراح كل منا يتفنن كيف يقتل وقته ويقتل يومه . وهو لايدرى أنه يقتل نفسه ورويدا رويدا تنتحر مقوماته وتتلاشى معاييره ويصبح كجسد بلا روح . ملامح دون معنى . عقل خرب بلا فكر .
ويكون حصاده كل حصاده ممارسة شهواته مابين أكل وشراب وخلوة شرعية أو غير شرعية . وتبقى محصلة أدائه وإنتاجه لنفع البشر صفر اليدين
وتجاهل ادراك الدور المنوط به عندما خلق وتأهل هو له بتعليم او منجزات او أدوات أو طرق نجح فيها وحقق فيها قسطا من الإرتياح الذاتى . وفقط لأنه لم يدرك دوره تجاه مجتمعه ولا يدرك دوره تجاه دينه ولا يدرك دوره تجاه امة بأسرها .
وتكاسل وماتت معه قدراته وتلاشت معه آماله وشيئا فشيئا أصبح كالنعام تأكل وتشرب وتنام . وفقط هى كل مدارات فكره فتلاشت معه الطموحات وضاعت معه الأمة . وانتكست وخابت لأنه ساهم بأن يوكل الأمر لغير أهله . وترك الساحات لهلاميات البشر فكرا وعقيدة ونهجا .
لذا كان إدراك السبل السوية ومعرفة معاول البناء والتعمير فى الأرض والوصول إلى القمة والانتقالية من القاع والانتكاسة إلى الأمجاد والعلا . كان جهادا فى الله وإلى الله . لأن العلم هو سبيل الله ولأن الهدى هو طريقه والنجاة فى معانقة هديه والرشاد هو منهاجه .
فتعالوا بنا نجاهد فى الله ونطرق أبوابه بإصرار العبد الشكور الصبور .
وبوداعة قلب المؤمن الورع الخلوق .
وبهدى المصطفى صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ومنهاجه فى اللجوء إلى الله .
وبعزيمة صادقة نحو الإرتقاء ليس ذاتيا فحسب انما إرتقاءا أمميا ناهضين بأمتتا وبعزتها .
ومتمسكين بشرع الله . ومعتصمين بحبل الله وواعين بدورنا ومدركين لهويتنا الدينية والقومية .ومتتبعين نهج الصالحين . ولا نغالى ولا نتمسك بظاهرية الدين بل بجوهره . ومحسنين لأهلينا ململمين وجيعتهم ومحسنين لفقراءنا ومتصدقين بأموالنا وداعمين الخير أينما كان . وداعمين خطى التقدم فى الانتفاع بقدراتنا وامكانياتنا لصالح الأمة ومجدها .
متناغمين مكملين بعضنا البعض فى منظومة عطاء ذاخر بالنماء لحمة واحدة .
متناسين الأحقاد ومناوئين عن الاختلاف . فإختلافنا رحمة ليكمل كلانا الآخر . وندق على ابواب الله بيد الله وعطائه . تنفتح لنا وساعتها تكون الحياه وتكون سبل الله هى طوق النجاه . ومعا ننطلق نحو عالم افضل .
ليست هناك تعليقات