قصيدة : " أنْتِ الوَطَــنُ " بِمِــــدَادِ : محمّــد الخـــذري

قصيدة : " أنْتِ الوَطَــنُ "

الإهـداء : 

إلى كُلِّ أمٍّ أفْنَتْ عُمرها في العَطَاءِ سَخِيَّــة قَدْ صَقَلَتِ النُّفُوسَ مِنّا سَوِيّــة

..إلى كُلِّ امْرأةٍ حُرّةٍ أبِيَّـــة ..أُهْدِي هذه القصيدةَ في عِيدِها العالميّ :

أنْـتِ فينـا دَوْحَـةٌ ظِلاًّ ظليـلاَ + + أنْـتِ فينـا وَطَـنٌ رَوْضًـا جَميـلاَ

أنْتِ يَنْبُوعُ حَنَـانٍ سَلْسَبيـلاَ + + أنْتِ فَيْضُ العَطْفِ وجْدَانًا وَبيلاَ

أنْتِ نُورُ العَقْلِ مِنْهَاجًا دَلِيـلاَ + + أنْتِ ضَوْءُ الفَجْرِ يَهْدينَـا سَبِيـلاَ

أنْتِ الوطنُ 

منْ فَيْض عطائكِ 

تَرْتوي المُهَجُ

وتَعْمُرُ الدِّمَــنُ

منْ سَنَاء سيرَتك نَقْبَسُ

تَتَضَوّعُ الأفْئدةُ

وَ الأفْوَاهُ تَتَعَطَّــــرُ..

أنت الأمُومَةُ

بكِ نَحْيَــا..

بعَطْفك نَتَنفّسُ

في مُقْلَتَيْك القَمَرُ

مِنْ رَوْحِ حنَانِكِ 

تَتَــوَقّدُ البَصِيرَةُ

فَــنُبْـصِـــــرُ..

أنت الوطن أرْضًا مَرِيئَةً 

لِلْمَـرْءِ مُسْتَقَــرٌّ 

فَمُسْتوْدَعُ

أنتِ لنا الأمُّ والأختُ والخليلة

أنتِ الحُضْنُ والسّكَنُ

تُدَثّرينَ آمالنا

فيَزْهُو عَيْشُنا 

ويَنْضُــــرُ..

أنتِ الوطن عِشْقًا ينْبُضُ 

يُرَدِّدُ لَحْنَهُ الزّمَــنُ

حُرّةٌ أبِـــيَّـــــة

بِكِ نَسْعَــدُ و نَفْخَــــرُ...

أنت الوطن عَطَـاءً مَوْفُورًا

قَدْ حَمَلَتِ ثِقْلَ أعْبَائِنَــا

يَابِسَـهُ و الأخْضَـــرْ

فَـمَـــا وَهَـنْـتِ 

و لا اسْتَكَـنتِ

في جَلَدٍ

جِراحكِ تكَتّمْتِ

كفّكِ غيْثٌ هَمَى يَنْهَمِرُ

أنْتِ الوطَنُ أُمًّا رَؤُومًــا

مِنْ وَفِيرِ عَطائِكِ مَرِئْنَـا

مِنْ نَبْعِ حَنَانِكِ نَغَبْنَـــا

دِفْءَ صَبْرِكِ تَوَسَّدْنَــا

مِنْ عَرَقِكِ يُورِقُ حُلْمُنَـا

يَشْتَدُّ عُــودُهُ

يَخْضَلُّ غُصْنُـهُ فينَـــا

يَمْتَـدُّ و يَكْبُــرْ

فلا نجوعُ و لا نَعْرَى

و أبدًا لا نَفْقَــرْ

شَذَى رُوحِكِ مِسْـكٌ

طِيبُ تَحْنَانِكِ عَنْبَـــرْ

مِنْ وَهِيجِ صَبْرِكِ 

ينْبُتُ العِشْقُ 

بيْن مفاصِلِنَــا

يَسْتَغْلِظُ 

يَسْتَوِي على سُوقِهِ

و لا يَضْمُـــرْ...

أنتِ الوطنُ نِضَالاً مُتّصِـلاً

مُخْطئٌ مَنْ يَرْمِيكِ بالوَهَـن

فَمَـا أنْصَفَكِ

بَلْ قَدْ قَصَّـــــرْ

تَسْتَصْحِبينَ في الضَّنَكِ الصّبْرَ 

يَعْبَقُ في دَمِنَا رِيحُهُ

و يَتَعَطَّـــــرْ..