( الضدان ) .. قصة قصيرة : بـقلم الكاتب / عـــبادة عــشيبة
( الضدان ) .. قصة قصيرة : عـــبادة عــشيبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.......................................... ( 1 )
يقتلعني ..
بغتة يقتلعني من جذوري ، ولم أعرف من أين جاء اللحظة وأين كان ، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا فوق كتفه هشاً .. ؟
وعلى غير بعيد يدخل سكنة ضيقة عتمة ، ينضح الملح من أرضيتها وجدرانها وسقفها الواطئ ، ولا أعرف كيف يصدر عن الملح رائحة روث البهائم .. ؟
ثم طوحني ..
وحش كاسر ملأه غضب ، بقوة يطوحني ، يهدَّ عظامي ويفصصني ، وفي الحال تبعه عسكري أزرق ، مغبر وهائج ، يقرض على أنيابه ، موجوعاً بكيتُ ، مرعوباً متحسراً
أحترق .. !
بغتة يقتلعني من جذوري ، ولم أعرف من أين جاء اللحظة وأين كان ، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا فوق كتفه هشاً .. ؟
وعلى غير بعيد يدخل سكنة ضيقة عتمة ، ينضح الملح من أرضيتها وجدرانها وسقفها الواطئ ، ولا أعرف كيف يصدر عن الملح رائحة روث البهائم .. ؟
ثم طوحني ..
وحش كاسر ملأه غضب ، بقوة يطوحني ، يهدَّ عظامي ويفصصني ، وفي الحال تبعه عسكري أزرق ، مغبر وهائج ، يقرض على أنيابه ، موجوعاً بكيتُ ، مرعوباً متحسراً
أحترق .. !
...........................................( 2 )
فرحة ما تمت :
" جمع هائل ـ كان ـ يحتضنني فيه أخي كأنه حارس ، نحدق في شيء على ما أعتقد ـ أنا ـ شاشة عرض ، تسد واجهة عمارة هائلة تطل على وسعاية ، أقيمت فيها كوشة يُخال إليّ أنها كوشة فرح ، ويتوافد وفود تفرحني ، تلهب مشاعري الحانية ، ننتظر عرض شيء طال غيابه ، واشتقنا إليه جميعاً على أحر من الجمر ، ولم لا وقد بان لنا أن فيه خلاصنا بعد أن غُلتْ صدورنا ، وتقطعت أنفاسنا ، فأنهكت قوانا ، وثبطت عزائمنا في أمل الخلاص
والآن يجيء ..
نعم ها هو يجيء ، أنا سعيد ، أنا منتشي ، أنا فرحان آه لو أن لي جناحين ، أطير ، أستقبل عبق هذا الخلاص القادم قوياً ، وبالتأكيد أن كل هذه الناس تتمنى لو تطير هي أيضاً ، لكنها تترقب ، ولم تظهر بعد علامات الفرح ، ولا أعرف لماذا هذا التحفظ .. ؟
ومع ذلك أنا متأكد أنها سعيدة ، ذلك لأن إيماني أنه لا مكان هنا البتة لغير الفرح ـ الكبير ـ ولا يصح أن يصير هنا في هذه اللحظة غير الفرح ، وتساءلت لماذا الصمت إذاً ؟
ولم أنتظر لا من أخي ولا من غيره رداً ، وذهبت وكنت الوحيد مستنكراً أزيح هذا الصمت الثقيل المميت ، فألقيتُ التهاني ، وتلقيتُ بالإشارة تهاني ، ولا اعرف لماذا يمنعني أخي زائغ البصر :
ــ صه ، صه
ــ يا أخي إننا في فرح
ــ يقرصني أخي مرتاباً : صه ، صه
ــ يا أخي وأي جرم في هذا ، وكلنا في فرح
ــ وكزني أخي قلقاً : صه ، صه ، ويسد فمي بيديه في
إشفاق متخوفاً .. ! "
...............................................( 3 )
" جمع هائل ـ كان ـ يحتضنني فيه أخي كأنه حارس ، نحدق في شيء على ما أعتقد ـ أنا ـ شاشة عرض ، تسد واجهة عمارة هائلة تطل على وسعاية ، أقيمت فيها كوشة يُخال إليّ أنها كوشة فرح ، ويتوافد وفود تفرحني ، تلهب مشاعري الحانية ، ننتظر عرض شيء طال غيابه ، واشتقنا إليه جميعاً على أحر من الجمر ، ولم لا وقد بان لنا أن فيه خلاصنا بعد أن غُلتْ صدورنا ، وتقطعت أنفاسنا ، فأنهكت قوانا ، وثبطت عزائمنا في أمل الخلاص
والآن يجيء ..
نعم ها هو يجيء ، أنا سعيد ، أنا منتشي ، أنا فرحان آه لو أن لي جناحين ، أطير ، أستقبل عبق هذا الخلاص القادم قوياً ، وبالتأكيد أن كل هذه الناس تتمنى لو تطير هي أيضاً ، لكنها تترقب ، ولم تظهر بعد علامات الفرح ، ولا أعرف لماذا هذا التحفظ .. ؟
ومع ذلك أنا متأكد أنها سعيدة ، ذلك لأن إيماني أنه لا مكان هنا البتة لغير الفرح ـ الكبير ـ ولا يصح أن يصير هنا في هذه اللحظة غير الفرح ، وتساءلت لماذا الصمت إذاً ؟
ولم أنتظر لا من أخي ولا من غيره رداً ، وذهبت وكنت الوحيد مستنكراً أزيح هذا الصمت الثقيل المميت ، فألقيتُ التهاني ، وتلقيتُ بالإشارة تهاني ، ولا اعرف لماذا يمنعني أخي زائغ البصر :
ــ صه ، صه
ــ يا أخي إننا في فرح
ــ يقرصني أخي مرتاباً : صه ، صه
ــ يا أخي وأي جرم في هذا ، وكلنا في فرح
ــ وكزني أخي قلقاً : صه ، صه ، ويسد فمي بيديه في
إشفاق متخوفاً .. ! "
...............................................( 3 )
رفضت صهصهة أخي ، لعنتها بضجر ، ورفضتُ أن ألعن أخي ، وجريتُ أحتضن ، أرحب ، أهني ، أُدْخِلُ أولاد عمومتي الكوشة ، أقهقه مبتهجاً ، أقفز ، فأنا لن أنتظر
خلاصي صامتاً ..
واختلطت الأصوات ، أنا أقهقه ، أنا أبكي ، وأيضاً فجأة وجدتني بتُ في محنة ، وراحت طبول الضياع تدق ، وأرى مخالب حديدية مسممة لوحوش تنتزع روحي ، فَرُحْتُ
متوسلاً بين ساقيهما الطويلة جداً ، الثابتة جداً أزحف أن يُطلقَ أسري ، مستغرباً في مسكنة : ماذا جنيتُ .. ؟!
خلاصي صامتاً ..
واختلطت الأصوات ، أنا أقهقه ، أنا أبكي ، وأيضاً فجأة وجدتني بتُ في محنة ، وراحت طبول الضياع تدق ، وأرى مخالب حديدية مسممة لوحوش تنتزع روحي ، فَرُحْتُ
متوسلاً بين ساقيهما الطويلة جداً ، الثابتة جداً أزحف أن يُطلقَ أسري ، مستغرباً في مسكنة : ماذا جنيتُ .. ؟!
..............................................( 4 )
ويقطع نحيبي رنين هاتف صاخب ومزعج لم أكتشف له مكاناً ، وصرخ صوت خشن ، حاد ، قاطع ، صريح : " أجهز على حياته ، الموقف لا يتقبل بقاءه "
ليست هناك تعليقات