نحو عالم افضل سلسلة يومية للكاتب ايمن غنيم
نحو عالم افضل ٣
سلسلة يومية
فى ظل ظروف اقتصادية متقلقلة . وفى ظل مناخ سياسى متأرجح .وفى ظل جهل مقيت لحاملى الشهادات ومؤهلات هم اجهل بها عن الجهال الفعليين فى منظومة تعليمة خربة وفى غياب حواس فقدت قيمة التمييز وطفقت تترجم كل مايحيطها فى لون المتعة الوقتية الفانية . وفى ظل ألسنة مفوهة بحماس النفاق والمداهنة وفى ظل بيوت خربة من عطف اب راح يسعى كدا على العيش طوال يومه تاركا بيته على مصرعيه بلا لجام او سلطان عليه .وخاو من حنان ام تلاطف اولادها وبناتها بحنين يعطيهم الامان والطمأنينة . مشغولة عنهم فى مكياجها وموضاتها تارة وعاكفة على خصوصياتها التكنولوجية والفنية فكل له هفواته وانتم ادرى بها عنى وفى ظل فجوات سحيقة عميقة مابين اجيال احتدم الصراع بينهم واصابهم الهلع والخوف من هوة الفكر والحس بينهم حتى صار المجتمع مفتت وممزق الى دويلات فكرية بعيدة كل البعد عن اللحمة المعنوية التى تقتضب تلك المتعرجات الثقافية التى لا تستقيم او تنتوى الاعتدال فى ظل تحديات عصرية تجبرهم على المضى كل فى مساره فى مناورات بينهم والصراع يبقى هو الاساس فى التواجد بينم . وتبقى الأبناء متذمرة على والديهم وتظل الاسرة مفككة بين جيل وجيل . وتباعا يصبح المجتمع بلا هوية وبلا غلبة تقود دفة قاربه الى النجاة .
وفى ظل حراك فكرى مغلوط مابين ماهو حاصل من شطط وهمجية وبطلان الحقائق وانكسارية وانعدام التوازن فى مثقف عاطل وجاهل يشغل احسن المناصب . ورويبضة يتشدقون بالدين واهل العلم والدين لاجدوى ولا مناص مكممين الافواه . وتركت الساحات الفكرية والاعلامية والتنويرية لبلهى لا يدركون قيمة المعنى او فحوى الكلمة فهم مبرمجين وفقا لايدولوجيات مستخدميهم وممنهجين على اختراب عقول النشء واغتراب ابناء الوطن عن اوطانهم . مشردين متفرجين بلهى مكتوفى الايادى ومكبلين محاصرين فى سلاسل العوز والحاجة والفقر . ويشترون الوهم فى ظل وعود كاذبة وامال زائفة وطموحات وهمية .حتى كرهوا الحياة . وفى ظل كتاب وشعراء راح يتغنون بالحب ولعا ومشاعرهم معطلة تجاه او طان تموت عطشى وتأن من اغتراب اولادها عنها . وفى ظل كتاب نصبوا المنصات وخطبوا فى الناس ارتجالا وعلت أنذاك صيحات الاعجاب وهتافات التحايا وهم لا ينتجون الا فراغا من الصدق وينسجون خيوط عنكبوتية لاخفاق واقع هو أشد ألما وتأوها بما هو حاصل . وهؤلاء الذين فلسفوا الواقع وامتهنوا السفسطة فى مجريات الامور وكأنهم يبررون الاخطاء ويحولون الوهم واقع . وفى ذاك الوادى الضيق السحيق كيف ان نتنفس صعداء الحياة ونحن نموت وتموت معنا انسانياتنا . ونمثل السعادة ونحن اجهل الناس بها . ونتباهى بالقيم والمبادئ ولا نتعامل بها . ونقضى اوقاتا طويلة وننفق اموالا طائلة لابراز مظاهرنا ومواكبة الرقى والذوق الرفيع وسلوكياتنا أبشع ان توصف . نعم اصبحت الحياة أضحوكة وتعيشناها فيلما سينمائيا لمخرجا يهوديا ومنتجا امريكيا وبطولات ورقية لانها لاتعدو كونها رسوم متحركة ممسوخة . انها مسرحية بلهاء ودون وعى نصفق وتتعالى اصوات المديح وشيئا فشيئا صارت حقيقة بشعة المعالم مفرغة المعنى ومتفاقمة الخطورة مجهولة الهوية . تلك هى الحياة التى نعيشها فاين الممات اذن . انها اقرب للموت لاننا نعيش بلا روح وكأننا خشب مسندة . فان اردت ان تحيا لابد وان تعلى الانسانية بداخلك وتسلك المسلك الطيب ولا تخاف فى الله لومة لائم . وانهض بقيمك فى سلوكك . واعلى من قدرك بدينك ففيه الكرامه وفيه العزة وبإباء وشمم عانق امالك وصافح طموحك واشدد من أزرك وآزر اولادك واحتويهم وكن قائدا فى محرابك انت . وانت فى دارك اليد العليا فى العطاء والاستيعاب والقدوة الحسنة التى تطيب لها الارواح وتصفى لها النفوس . وكونى انت الام الحنون المتسترة على بيتها الحليمة فى استيعاب غضب زوجها وكونى اليد الرحيمة التى تطبطب على وليدها عند الانكسار وكونى جلدة اذا ماحل بك او ببيتك انهيار . ومن هنا سيتحقق لك ولاسرتك النجاة والانتصار . ووجب علينا الا ندعم باطل مهما علت ارصدته ولابد من مقاطعة ثقافة بلهاء اودت بحياتنا الى الزيف والتضليل . ونصمت الاذان عنها ونغض الابصار عن رؤيتها ونشجب ونرفض كل نوازع الشر ونمحو من ذاكرات التاريخ ما يشين امة خلقت للامجاد لا الانتكاسة ونتفوه بما هو صالح ومفيد . ونمارس عباداتنا فى كل كلمة ننادى بها فتلك منح الله ولايجوز ان نحاربه بما من علينا به من نعيم . ونعم . فالغنى يغدق بكرمه على مواصلة الجيهاد التوعوى ومناهضة الفكر الخرب باستيعابه لتلك المهاترات الاعلامية والمباغتة الاعلانية فى توصيف الحياة بتجارة وكسب مالى على حساب معنويات انتحرت وماتت فى قلوب بائسة خاوية من مشاعر تتفهم معنى العطاء فى منظومة خربة بنيت على ايدى دهماء منوارين الحق وقاتلى فى الناس الامل والرجاء. تعالو ا نعلن الردة على كل مايؤرق حياتنا وكل مايدعو للباطل فالحق احق ان يتبع . وعودوا لفطرتكم البريئة النقية تستقم الحياة ونكن نحو حياة ارقى ونحو عالم افضل .
ليست هناك تعليقات