الأثر... بقلم/ حسن حماده
الأثر...
لَمْ يَخْتَفِ الوَرَقُ المُنَمَّقُ
تحتَ أغلفِةِ الغبارِ
بِدُرْجِ مَكْتَبيَ الحَزينِ مَعَ السِّنينِ
ولا المساءُ
مَضَتْ نَسائِمُهُ من الشُّرْفاتِ
أَشْجَارُ الرَّبيعِ تَقَشَّرَتْ من لَوْنِها
من مَوْجَةٍ تَصْبوا إلى النِصْفِ الشَّماليِّ البَعيدِ
تَرَنَّحَتْ سُهْداً بِناياتُ الشَّوارعِ
لو رَأَتْنى جالِساً أَتَنَاوَلُ الذِّكْرى
بِعالَميَ المُفَضَّلِ واغْتِرابى داخِلى
وتَداخُلى بَيْنى
فَمَا زَالَ الحَنِيْنُ مُمَدّاً بِوِسادَتى
والشّارِعُ المَطْليُّ بالأوْجاعِ
تَفْرِشُهُ الخُطا
للْيلِ ذاكِرَةٌ
تُرَسِّخُ كُلَّ من نَقَشَتْ أَنَامِلُهُ الصَّباحَ
فَيُمْنَحُ الحَوْضَ المُعَبَأَ بالحَكايا
ياصديقى كَمْ مَلأْتَ مِنَ البِحارِ بِما أَقُولُ
فَقُلْتَ لى :
"إصْعَدْ إلى حَيْثُ النَّقاءُ ولا تَمُتْ
فَهُناكَ من لا يَسْتَبِحْنَ الطَّعْنَ فِيْكَ فَكُنْ إذاً
قَالَتْ وَكُنْتُ أَمُرُّ مُكْتَرِثاً
"أُحِبُّكَ"
فى هدوءٍ
أَيْقَظَتْنى من وُجودي
والوُجودُ مُراوِغٌ
وَقَفَتْ بِشُرْفَتِهَا
تُنَاجى اللَّيْلَ فى صَمْتٍ
وَتَحْمِل بَيْنَ كَفَّيها
رَمادَ الضّحكةِ الْخَجْلى،
وَعصْفُورٌ عَلَى الشٌباكِ مُنْتَظِرٌ
يَشمَّ العِطْرَ مُبْتَلا
بِدَمْعِ اﻹنْتِظارِ
وفاضَ مَاءُ الْبَحْرِ
وَانْزَلَقَ الشِّتَاءُ مُتَيَّمَاً
وَالْمَوْجُ
يَزْحَفُ فى جُفُونِ الرَّاحِلِينَ إِلَى الهوا
وَالقلبُ
يَنْظُرُ لِلسما
الْغَوْثُ ثمَّ الْغَوْثُ
مَنْ عَبَثِ الغِياب
رَأَيْتُها
والصَّمْتُ مُتَّصِلاً بأَغْلِفَةِ البَراحِ
فَمَنْ يُضَمِّدُ كُلَ أَرْوِقَةِ النّواحِ
مُهَيَّأٌ للمَوتِ لا مَوتٌ يُهَيِّأُني لهُ
كَرَّسْتُ أَوْرِدَتي لأَعْرِفَ أيُّها مَسْمُوْمَةٌ
أَسْدَلْتُ أْبوابَ البُكاءِ
رَفَعْتُ مَحْبَرَتي لِضَوْءِ الشَّمِسِ
فامْتَلِئى وكُوني حَرفيَ الذَّهَبيَّ
بَلْ كوني إِرادَةَ عاشِقٍ
عَشِقَ الخُروجَ عن الرُّؤى
حتي يُجيدَ كَتابَةٍ
لا تَحْتَوي
مايَزْعُمونَ
هُنا بَقايا ما تَساقَطَ من حَياةٍ فى الحياةِ
هُنا المَساءُ يَذوبُ من كَلِماتِ أُغْنِيَتِى
وأُغْنيةٍ تُطالِعُ مَوْجَةً زَحَفَتْ علي الإسْفَلْتِ
تَقْفِزُ فوقَ أَكْتافِ السَّحابِ هُنَيْهَةً
وَتَعُوْدُ
تَقْتَرِبُ المَسافَةُ بَينَها والقَلْبِ
تَقْتَلِعُ الصَّباحَ منَ الرّمادِ
هنا سُطوعى كالمَجانينِ الأفاضِلِ
"غافِلٌ وَقْتُ البِدايةِ" قال لى أَعْمى
تَحَسَّسَ صهوةَ/لمعةَ الرُّوْحِ الجَديدةِ فى الجِوا بينى
هنا نايٌ وعازِفُهُ يُقاتِلُهُ
هنا تَمْشي حُروفيَ بينَ سِرْدابٍ
تَتيهُ عن القَصيدةِ
كي اتيهَ عن النِّهايَةِ
يالّذي تَأْتى كَوَشْمٍ فَوْقَ آفاقِ القُلوبِ
مَشاهِدى تَحْيا أَمامَكَ فى هُدوءٍ
بَلْ بِثَوبٍ أَبْيَضِ اللقَطاتِ
أُخْرى تَحْتَوى بَعْضَ المَخالِبِ
أُخْرَياتٌ تَنْتَمى لِقَبيلَةٍ
عَبَدَتْ تَفاصيلَ المَراثى
عَالِقٌ بينَ الهَوا ومنَ الهَوا
خُذْ أُغْنياتي رَعْشَةً
فوقَ التَّهاويلِ المُضيئَةِ
والتِّلالِ
ولا تُمَرِّغْني
كَدَمْعَةِ قَاتِلٍ
أو عَاشِقٍ خَسِرَ اللقَاءَ كَنَفْسِهِ
قُلْ لي :
أَأَضْحَكُ مِثْلَما اعْتادَ الأحِبَةُ أنْ يَرَوْني
أَمْ سَأَصْرُخُ مِثْلَ رُوْحي دونَما ضَوْضَا.
17/11/2015
بقلم/ حسن حماده
ليست هناك تعليقات