تغريدة الشـــــــــــــــعر العربي بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
تغريدة الشـــــــــــــــعر العربي
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
--------------------------------------
شاعر الوطن
أحمد رفيق المهدوي (1898 - 1961)
كنا نقاسي تحت مر الصبر أنواع العذاب
النفي إذ لم يبق في سجن ممر للذباب
والسيف في الهامات يفري والمشانق في الرقاب
---------
من أرض لبيا التي دخل منها العرب فاتحين المغرب العربي بدعوة الاسلام العظيم حيث التاريخ و التراث الجميل نتوقف مع سليل الزعيم ( عمر المختار ) شاعرنا الفذ الوطني المناضل المهدوي ---
الذي نقش روائعه حبا في جبين الوطن المفدي و اليوم نتذكر أوجاع لبيا و مدي الجرح الغائر المقيم الذي نال من كل شيء لعلنا نقدم كلمات وطنية تغني بها هذا الشاعر الليبي في حب و نضال من اجل هذا الوطن وتجلت اسمي آيات الحب في شعره بكائيات و غنائيات تشرق و تغرب في ذاكرته انه العاشق المتيم بتراب لبيا مهد الحضارة نقضي بين سطوره النيرات لحظات نتأمل فيها عبقريته التي سجلها في كبرياء وخلود في سجل الخالدين حفظ الله أرض و شعب لبيا العظيم ----------
حيث شعره مفعم بالنزعات الوطنية و الغنائية و الحب يجسد ملامح هذا الوطن المسافر معه داخل حلمه الكبير هكذا يمضي بقصائده يعطر بها خريطة الوطن دائما ---------
نشــــــــــأته :
-----------
ولد الشاعر و الأديب الليبي أحمد رفيق المهدوي في بلدة ( فساطوجبل نفوسه (جادو بليبيا عام 1898. وفي سن الثالة عشرة هاجر إلي مصر، وفيها حصل على الشهادة الابتدائية ثم الكفاءة ثم البكالوريا.
تنقل بين مصراته والإسكندرية وبنغازي، ومنها هاجر إلى تركيا ثم عاد إلى بنغازي، وهاجر ثانية منها مطروداً من الإيطاليين، وعاد بعد الحرب العالمية الثانية.
درس الفرنسية، والتركية.
اشتغل موظفاً، وعمل بالتجارة، وعين عضواً بمجلس الشيوخ سنة 1951.
له مواقف اجتماعية ووطنية مشهودة، وثقها إنتاجه الأدبي.
عينه الملك إدريس السّنوسي، عضواً بمجلس الشيوخ، بعد أوّل تشكيل للمجلس عام 1952، وجدد عضويته بالمجلس، عام 1956، في التعيينات الجديدة للمجلس. توفي في العاصمة اليونانيّة أثينا، يوم الخميس الموافق 6 يوليو 1961، وأُرسل جثمانه إلى ليبيا، ودفن، يوم الثلاثاء الموافق 11 يوليو 1961م، بمقبرة (سيدي عبيد) بمدينة بنغازي.
توفي عام 1961 م في مدينة بنغازي
لقب بشـــــــاعر " الوطن "
الإنتاج الشعري:
- طبع جزء من ديوانه بعنوان: «رفيق شاعر الوطنية الليبية» مؤسسة المطبوعات الحديثة - القاهرة 1959، وطبع الديوان كاملاً بعنوان:«ديوان شاعر الوطن الكبير أحمد رفيق المهدوي» في ثلاثة أجزاء - بنغازي 1962، 1965، 1971 .
شعره من طينة الشعر العربي في تلك المرحلة، لغة وتراكيب ومخيالا، ومكانته في الثقافة الليبية تعود، بالدرجة الأولى، إلى شعره الوطني الأقرب إلى الأناشيد الغنائية منه إلى القصيدة التقليدية الفصيحة المسبوكة. فلغته تلتقط جل مفرداتها من اليومي. وكان على شيء من البرم من قيود الخليل، لكنه لم يتجرأ على تحطيمه إذ ظلت محض رغبة:
فهو مجدد للشعر في كافة اتجاهاته و ميوله و اغراضة و لم لا فهو ألف الغناء الشعري و المقاومة خلال نزعته الوطنية فهو شاعر الوطن يقول عن رؤيته الشعرية :
أما آن للشعر أن يستقل * ويخلص من ربقة القافية
فقد طال والله تقييده * بتقليدنا العصور الخالية
أطلق عليه تسمية شاعر الوطن بسبب كثرة شعره الفصيح والعامي في حب الوطن:
رحيلي عنك عز علي جدا * وداعا أيها الوطن المفدى
وداع مفارق بالرغم شـاءت * له الأقدار نيل العيش كدا
وخير من رفاه العيش كد * إذا أنا عشت حرا مستبدا
سأرحل عنك يا وطني وإني * لأعلم أنني قد جئـت إدا
ولكني أطعت إباء نفـس * أبت لمرادها في الكون حدا
من شــــــــــــعره :
----------------
مع قصيدة حنين غريب لاوطانه - لشاعر الوطن احمد رفيق المهدوي كتبها في غربته بتركيا --- و هو يذكرنا بشاعر السيف و القلم البارودي في سرنديب و شوقي في الاندلس حيث الحنين و الشوق للاوطان المسافر بين ضلوع الشاعر يقول عاشق لبيا المهدوي في رائعته المتيمة :
لم أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب ..
عجباً لي ولتركي وطناً فيه حبيبي !
وطناً فيه أناسي .. وبه مسقط رأسي ..
لست ما عشت بناسي .. لذة العيش الخصيب
بين أهل وقريب .. وصديق وحبيب ..
لم أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب ..
عجبا لي ولتركي وطنا فيه حبيبي ..
عجبا لي يا بلادي .. كيف ضيعتي رشادي !؟
لم أوفق في اجتهادي .. حين فارقت حماك
وتوطنت سواكِ .. بان لي قدر الغريب ..
لم أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب ..
عجبا لي ولتركي وطنا فيه حبيبي ..
أترى يذكر حبي ؟ أم سلا حبي لبُعدي ؟
ورأى في الناس بعدي .. من له مثل ولوعي
في هواه وخضوعي .. ووفائي لحبيبي !
لم أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب ..
عجبا لي ولتركي وطنا فيه حبيبي ..
ان من عاش وحيداً .. عاش لا شك كئيباً
وإذا كان أديبا .. عاش مهموما مضاعاً
ينفق العمر التياعاً بين شوق ونحيب
و نقدم له قصيدة بعنوان ( روح الشباب ) تتجلي فيها الرؤي و السرد حيث يصور فيها مدي تلاحمه مع الشباب في نضال و دفاع عن حق الوطن امام الاستعمار فظل يغني له من مهد صباه و يتذكر محطات العمر الذي يستلهم منه عشق لوطن كما نشم في لاميته الرائعة التي تقطر حبا و شبابا و جمالا يتغني بها في المحافل فيقول :
حـيِّ الشبـــــــــــــــاب ووفِّهِ الإجلالا واعقِدْ عـلى عزمـاته الآمـــــــــــــالا
أمـل الـبـلاد عـلى رُقـيِّ شبـابـهـــــــا إن كـان حـيّاً لا تخـــــــــــــاف زوالا
والـحـيُّ لا يأْلـو الـحـيـاة محــــــــبّةً ومطـامحـاً يَدْأَى لهــــــــــــــا وجِدالا
مـن لـم يـزاحـم فـي الـحـيـاة بقـــــوةٍ إن عـاش فـي الضعفـاء عـــــــــاش مُذالا
والعـيش فـي الـدنـيـا كفـــــــــاحٌ سنَّهُ حقُّ الـبقـاء لـمـن أجـاد نضــــــــــالا
والعـيش لا معـنى له إن لـم يكـــــــــن حـرّاً يُنـيلك عِزُّهُ استقـــــــــــــــلالا
الـيـومَ أنـتـم يـا شبـابُ رجـاؤنـــــــا سنعـدُّ مـنكـم للـبـلاد رجــــــــــــالا
الـيـوم! نعـرفكـم شبـابـاً طـامحـــــــاً وغداً سنعـرف فـيكـمُ الأبطــــــــــــالا
ويكـون مـنكـم للـحـمـى رِئْبــــــــــالُه يحـمـي العـريـن ويُنجـب الأشبــــــــالا
ذودوا عـن الأوطـان مـلء قـلـوبكـــــــم حـبّاً وفـوق جهـودكـم أفعـــــــــــــالا
وتقـيَّلـوا آبـاءكـم وخذوا لـمــــــــــا تَسعَوْن مـن عـمـرَ الشهـيـدِ مـثــــــــالا
عـاف الـحـيـاة ذلــــــــــــيلةً فبِروحِه فكَّ القـيـــــــــــــــود وحطَّمَ الأغلالا
يـتطلَّع الـوطن العزيـز إلـيكـــــــــــمُ متـرقِّبـاً لرقـيِّه أعـمــــــــــــــــالا
يرجـو عـلى يـدكـم نجـاحَ طِلابــــــــــه فـي أن يكـون مـصـيرُه استقــــــــــلالا
برَح الخـفـاءُ وقـد عـرَفـنـا كلَّ مـــــــن يـتقـلَّبـون مع الهـوى أشكــــــــــــالا
كـم قـد سمعـنـا مـن وعـــــــــودٍ أُخلفتْ كـانـت خداعـاً كلهــــــــــــــا وضلالا
كشفتْ لنـا الأيـام بعـد تجـــــــــــاربٍ أن الصديـق الـحقَّ صـار مُحــــــــــــالا
حـاكـوا مـن الـحـلـم اللـذيذ حـبـــائلاً نسجتْ عـلى بعض العقـول خـيـــــــــــالا
والآن قـد قَلَبـوا لنــــــــــــا بصراحةٍ ظهـر الـمِجَنِّ وخـيَّبـوا الآمـــــــــــالا
فـمـن الـحـمـاقة أن نظنَّ بـوعـدهـــــــم خـيراً ونأمـل فـي الســــــــــراب نَوالا
الإعتـمـادُ عـلى النفـوس فجـــــــــدِّدوا بـالإتحـاد وبـالجهـاد وِصــــــــــــالا
بعد أن تجولنا مع شاعرية الشاعر الوطني الليبي أحمد رفيق المهدوي و عشنا بين غزلياته و شكوي المنافي و قسوة الاستعمار و نزعاته الوطنية من خلال لغته و صوره و ايقاعاته ذات الموروث الشعري بين العراقة و الحداثة نجده يتصدر مشهد الليبي في قالب تجديدي لروح الشعر في دلالات اكتسبها مع مشواره الطويل و اسفاره المتنوعة و مواقفه التي تنبع من ايمانه برسالته و عشقه وحسه الوطني و شخصيته المركبة فهو يمتلك طاقة و موهبة جعلته يتصدر سجل الشعر الخالد مع جيل الرواد انه الصوت الليبي ذائع الشهرة عن جدارة ---------
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
عبر عن الوطن كيف مانشعر به
ردحذف