التضحية و الوفاء بقلـــم/الراوي : عز الدين الشعراوي
التضحية و الوفاء
اعزائي الاصدقاء اليوم مع قصة من نسج خيالي ولكنها برغم انها خيالية ولكن تحكي عن واقع اسمه التضحية و الوفاء عند الطيـــــــور كم نتمني ان يكون عند البشرهيا بنا الي القصة ولكن سوف نستهل قصتنا ببعض الاسئلة لنشحذ العقول !!!!!
ايهما افضل الحياة او الموت من اجل من تحب ؟
هل يوجد حب بهذه الدنيا الان يستحق ان يضحي الانسان بنفسه من اجل هذا الحب ؟
هل الوفاء مازل موجود بين البشر كمثـل الطيور و كمثل الحيوانات او حتي الحشرات ؟
ببلاد البرد و الثلج و السقيع الدائم طول السنة كانت السماء تهطل ثلــج قطني بصورة دائمة والشمس كانت لا تشرق الا نادرا وعلي استحيـــاء متخفية خلف ستائر ثقيلة من السحب وكانت الارض عبارة عن بساط ابيض وبه اشجار كثيفة من شجر الارز الضخم الكبير الذي يدل علـــي كبر سنه وانه قديم بعمر يناهز المئة سنه و اكثر وكانت هناك شجــــرة كبيرة جدا عالية الاغصان و الفروع اصلها ثابت في الارض ضاربـة بجزورها في اعماق الارض و قمتها بعنان السماء و اشجار كثيرة من الفواكة او اشجار صغيرة و قصيرة و اشجار العصف ذات العصف والريحان.
كان يسكن بها طير جميل له اللوان زاهية تأخذ النظر و صوته شجـــي رائع حين يغرد وكان معة زوجته من نفس فصيلته وكانا يلعبان ويرقصان سويا كل يوم يأكلان من فواكة الغابة الكثيرة و المتنوعـــة ومن يلقتان الحبوب التي تقع علي الارض من الشجيرات الاخري او يأكلان مـن اوراق الاشجار الصغيرة الغضة اليافعة وكان هذا الطير ملتزم دائمـا بأحضار الطعام من خارج العش له و لزوجته وهو سعيد راضــــــي بعيشته حامد ربه شاكر له وكان دائما يتحدث مع زوجته بلغة الحب للطيور وهي القبلات ليت الانسان يتعلمها.
وكانت زوجته تقوم بعملها داخل العش وتنظف العش من فضــــلات الطعام و الاتربة و الريش المتساقط منهما و الاطعمة المتبقية مـــــن طعامهما ولكن قليل ما يحدث ان يكون هناك طعام متبقــــي لانهما كان لا يقطفا الطعام إلاعلي قدر حاجتهما وكانت هذه الزوجة سعيده راضية بهذه العيشة الهادئة الهانئة .
و تمر الايام و الشهور بهذه الحالة علي الزوج و الزوجة و كـان العصفور يلاطف زوجته ويداعبها و يرقص لها مقبلا لها طـوال الوقت و ليس له هم الا اسعاد زوجتة و كانت هي سعيده راقصة مقبلة له مغرده وهما الاثنين يشكران الله و يدعون لله ليلا و نهـــار يسبحان لله بالشكر و الحمد علي نعمته.
و في يوم من الايام خرج الزوج كاعادته ليحضر الطعام ولكن كانت هناك عاصفة ثلجية هوجاء اطاحت به و دفعته نحو جزع شجــــــرة مسمومة فجرح و تلوث جسمة بأغصان و اشواك هذه الشجـــــــــرة المسمومة وعاد لعشة منهك القوي بعد صراع مرير مع العاصفة ثم الارتطام بالشجرة المسمومة و تلوث دمه بالسم وكان بشدة الاعياء من جراء العاصفه ومع بدايه مفعول السم في جسده .
هرعت اليه زوجتة و ساعدته لكي يدخل الي العش حين رأت انه لا يقوي علي الطيران ويجر جناحيه جرا و زيله متدلي علي الارض و جناحيه متدليان ايضا بجانبه يلامسان الارض و لا يقوي ان يرفعهما الي جانبيه وزوجته تتكلم معه و هي ملهوفة عليه.
وكانت الزوجة تسأل زوجها ماذا حدث فيخبرها بما حدث ويطلــب منها الذهاب الي حكيم الغابة و ليخبرها اين السبيل للشفاء و كانـــت الزوجة تحب زوجها فخرجت في العاصفة الهوجاء لا تبالي بالخطر وهي تصارع الرياح العاتية و الثلوج المتساقطة بغزارة خوفا علــي زوجها المريض و الذي تركته بالعش ما بين الموت و الحياة وبعــد صراع مرير مع غضب الطبيعة ومعانة عصفورة رقيقة ضعيفــــة مع هذه الاهوال كانت متحلية بالصبر والايمان والواجب الذي عليها تجاة زوجها .
ووصلت العصفورة الي بيت الحكيم و قصت علية ما حدث لزوجهـا وحالته و الاعراض التي تنتابه جراء ما اصابة و مرضة الذي جعلـــه طريح الفراش غير قادر علي الحركة فقال لها الحكيم هناك ترياق لهذا السم ولكنه سوف يكون غالي الثمن وباهظ التكلفة وسوف يكلفك الكثير فقالت الزوجة دون تردد انا روحي فداء زوجي ايها الحكيم وعلي استعداد لعمل اي شيء لشفاء زوجي.
قال الحكيم : بصوت حزين نعم بكل اسف حقا انك سوف تضحي بروحك من اجل زوجك فالثمن لنجاة زوجك هي حياتك
فقالت الزوجة : انا علي استعداد تام للتضحية ماذا افعل
قال الحكيم : عليك ان تاخذي زوجك الي خارج العش و تطرحية ارضا اسفل الشجرة الام ثم بمنقارك تنحتي غصن من الاغصان لكي يكون مدبب كالابرة او الشوكة و تغرسي هذة الشوكة في صدرك حتي تصل الي قلبك فيخرج الدم و يتساقط علي زوجك فتموتي ويشفي هو
قالت الزوجة : سوف اقوم بفعل هذا و انا راضية و سعيدة لكي يشفــي زوجي ان مات زوجي فاني سوف اموت فلما لا يعيش هو بــــــدلا ان يموت و اموت انا ايضا فحياة زوجي عندي اغلي من حياتي وما قيمة الحياة بدون زوجي فإن مات هذا يعني موتي ايضا فلا معني للحياة بلا زوجي وليس لها طعم من دونه .
و عادت الزوجة الي العش ووجدت زوجها مغشي عليه فحملته بفمها و بجناحيها خارج العش ووضعته اسفل غصن مدبب بالشجرة الام وهي اقدم شجره في الغابه و اكبر شجرة علي الاطلاق وبدات تبري الغصن بمنقارها وهي تبكي علي زوجها و علي نفسها وجميع سكان الغابة يسمعون الحان عزبة شجية صادرة منها ليس لها نظير و كان سكان الغابة يعتقدون ان العصفورة تغرد و تغني ولا يعلمون انها كانت تغرد باكية علي نفسها و علي زوجها و فراقه فكان صوتها شجي حنون ليس له مثيل واصبح الدواء علي الاعتاب واصبحت الشوكة جاهزة حــادة جدا كمثل الابرة وبدات العصفورة توجه صدراها الي الشوكة فـــــي شجاعة و اصرار وكانت تدفع بنفسها رويدا رويدا وهي تبكي من شدة الالم وبداء الدم يتفق من صدرها الي جسد الزوج و جميع سكان الغابة مبهورين لهذا الصوت الشجي الحنوان الذي زاد في حنانه و شجنــــة وهي تدفع بنفسها ودمها يخرج منها قطرة قطرة حتي وصلت الشوكة الي قلبها و خرج الدم متدفقا علي الزوج منها فتفاعل الدم مع غصن الشجرة الام و جسد الزوج و زال عنه الخطر و نجي من الموت وبداء لونه الشاحب يتغير الي اللون العادي ولكن بكل اسف قد ماتت الزوجة مضحية بنفسها من اجل من تحب و تعشق .
و بعد عدة ساعات افاق الزوج من غيبوبته فوجد زوجته ميته وفي قلبها هذه الشوكة ودمها منثور علي جسدة ففهم و عرف ان زوجته قد ماتت مضحية بنفسها من اجلة فدفنها الزوج وجلس بجوار قبرها ينعيها ويبكي حسرة وندم عليها ولم يبارح قبرها ابدا ولم تجف دموعة مطلقا مغردا وشاديا بصوت وبلحن حزين عذب ما بين البكاء والنحيب بلا اكل او شراب حتي فارق الحياة ايضا حزن ووفاء لزوجتة التي ضحت بنفسها من اجله .
وكل من بالغابة عرف بقصتهما و اصبحا رمزا للتضحية و الوفاء عبر الزمن و بكل العصور.
اين انت يا ايها الانسان من هذا الوفاء وهذة التضحية بالطيور؟؟؟؟
تمت بحمد الله
ليست هناك تعليقات