الشيطان بقلم الأستاذ شاكر صبري
الشيطان
لعل الشيطان عندنا جميعا معروف وهو رمز الشر عند كل البشر حتي الاطفال يعرفون الشيطان دائما بانه مركز الشر في الارض ولكن نريد ان نحوم ببعض الخواطر حول الشيطان
فالشيطان خلق من النار والمقصود به عندنا جميعا هو ابليس الذي كان طاووس الملائكة مع انه مخلوق من النار وان كان ابليس من الجن فانه خلق من مارج من نار بينما الجن خلق من نار السموم ولهذا فطبيعة ابليس تختلف عن طبيعة باقي الجن والجن عموما قادرة علي التشكل والتخيل باشكال غريبة ونترك مجال الجن فهذا امره طويل ونذهب لابليس وهو الشيطان عندنا
عصي ابليس ربه وتكبر علي ان يسجد لمخلوقه ادم الذي خلق من طين ومهما كان فقد عصي امر ربه الذي عرفه جيدا وكان مقربا منه ولهذا فجرمه كبير وكبره واضح وجلي وتوعده ربه بالنار ولكنه طلب من الله ان يعطيه الذرية لكي يغوي ني ادم ويدخله النار معه سبحان الله يا ابليس بعد كل ما رايت كان بامكانك ان تدخل الجنة وان تتوب وان ترجع الي الله ولكنه فضل النار علي ان يسجد لادم وهذه هي قضية الكبر فلا نتعجب ان تكون بين البشر في من يضحون بنجاحهم من اجل اذلال الاخرين حتي وان كان بامكانهم اسعاد انفسهم معهم ولكنهم يمتلئون بالكبر والحقد فيضحون بامور كثيرة لهم حتي ينال غريمهم الضرر والاذي
ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر مثقال ذرة لان الكر من صفات الله ومن يتكبر فانما يتكبر علي المخلوق فانه يتكبر علي الخالق الذي خلقه وخلق من يتكبر عليه
ونعود الي ابليس
جعل الله لابليس ذرية وجعل لكل انسان من ولد ادم قرين من الجن يغويه ويصده عن ذكر الله وهو نوع من الابالسة فابليس وحده لن يستطيع ان يغوي البشر جميعا مهما كان وحتي لو غوي فلا بد ان يرافق الانسان حتي يغويه
وهو ما طلبه من الله ان جعل له نسلا من الابالسة يغوون الانسان حتي يموت هم علي طبيعته وعلي منهجه نسخة طبق الاصل من ابليس وكما عاهد الله ا ن يدخل اكبر عدد منهم النار ولكن الله كما ذكر في كتابه وعد بان يشملهم بعفوه وغفرانه وان رحمته واسعة وان باب التوبة مفتوح امام الجميع فالله يعلم ضعف الانسان والمغريات التي تحيط به وكما قال ابليس " لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين "
نعود الي ابليس قال تعالي " ان حزب الشيطان كان ضعيفا " وقال الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء " والشيطان وان كان المقصود منه ابليس الا ان معناه هو كل من لم يرد لك الا الشر بحرص ودأب وغواية فقلبه ممتلئ بالغل والحقد لك فلا يصدر منه الا السوء ولا يتلكم عنك الا بسوء وان دل علي شياطين الانس كما في شياطين الجن
هل الشيطان يستطيع ان يغوي الانسان ؟ الحقيقة ان خلق الشيطان كما قال تعالي " انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم " فالشيطان غير مرئي تماما للانسان وهو لا يمثل ضررا نهائيا حين يتواجد معه لانه طيف من الهواء ولكنه كما خلق من نار خفيفة جدا فهو بمثابة محفز للشر فالشيطان نار تمر في عروق الانسان حينما يغلي جسمه بالشر والشر يمثل كل الشهوات فحين توجد دوافع الشر يتحرك الشيطان معها وهو يدخل بخاصيته الي مخ الانسان ويعلم دوافعه وغرائزه من خلال نبضاته واعصابه فحين يشعر بالغضب تجده يتاجج مع الانسان فيفقد ساعتها السيطرة ولهذا فان النبي صلي الله عليه وسلم يامرنا بان نذهب الغضب بالماء وبتغيير حالك من القعود وغيره الي العكس .
والشيطان بهذا الطبع لا يصنع الشر عند الانسان بل يشعله مثل نقطة البنزين التي تحرك موتور السيارة ويظل ابليس متمكنا ما وجد السبيل وكلما زاد الشر كلما وجد مكانا ومريحا وهانئا عند صاحبه
وبهذا فالشيطان يجري في دم ابن ادم مجري الدم في العروق وكما امرنا ص بان نضيق عليه بقلة الطعام والشراب
ولهذا فالانسان يستطيع ان يتحكم في الشيطان بعقله ومنع دوافع الشر لديه ولكنه يحتاج الي ارادة وقدرة ولكن ان ترك للشيطان سيطرة عليه فقد فقد هذه القدرة واصبح يلعب به ويتحكم فيه الا ان ينوي
ولهذا فالنفس البشرية حولها الكثير من المغريات وكما قال الشاعر
ابليس والدنيا ونفسي والهوي كيف النجاة وكلهم اعدائي
فالنفس بطبيعتها ميالة للشهوات ومحبة للهوي ومليئة بالطمع والجشع وحب السيطرة والاستعباد ولكن الانسان بطبيعته يسيطر عليها ان اراد
وكما قال تعالي " ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها " اي وقد خاب من تركها مهملة بلا تطهير حتي امتلأت بالسواد والذنوب ولهذا فمقاومة ابليس تابع لمقاومة النفس ولكن وجود ابليس يزيد العبء علي الانسان في المقاومة
ولكن بالارادة يستطيع الانسان ان يفحمه ويخزيه ويهينه بتمسكه بالطاعة وعدم تركه لنفسه زمام السيطرة والحكم ورجوعه لله وقد اقسم تعالي بالنفس اللوامة
لانها تقاوم خللها بنفسها وهي دائمة اللوم لنفسها فلا تترك للشيطان مكانا ان يعشعش فيها ولهذا فالشيطان ليس له سلطان علي الذين امنوا " انه ليس له سلطان علي الذين امنوا وعلي ربهم يتوكلون انما سلطانه علي الذين يتولونه والذين هم به مشركون "
حين يتمكن الشيطان من الانسان فهو يجره من عنقه دون رحمة الي كل سوء ويدفعه بلا تراجع الي جهنم والي الشرك فمن ترك نفسه بلا مناعة فسوف تنساق في النهاية الي عبادة الشيطان وهو يغري ويحبب كل قبيح ما وجد الفرصة الي ذلك
والشيطان في الوسوسة فهو يعلم بما يدور في ذهن الانسان يوسوس له دائما بالشر ويدفعه له ويسير مع خياله وفكره لانه يقرأ افكاره فهو ملازم له فعنده جانب الوسوسة وجانب التحفيز للشر وكلهم لا يؤثرون علي الانسان امتحكم في هواه المدرك للخير وان كان الشيطان بوسوسته يوصل الانسان من حيث لا يدري ومن طريق الخير الي طريق الشر فالعابد يزرع الشيطان في نفسه الكبر او يدفعه الي الملل الشديد فيدفعه احيانا الي المعصية ولهذا فالشيطان يملك جانبا نفسيا وهو محفز للانسان ودافع له احيانا بالكلام مع نفسه واحيانا بدفعه نفسيا الي اشياء ربما كانت ظاهرا طيبة ولكن يجره في النهاية الي ضرر ولهذا فالنفس الواعية الطيبة تستطيع ان تسيطر عليه وان كان الانسان بمغرياته وضغوط حياته يضعف الا ان التوبة والرجوع والعقوبة احيانا تطهر الانسان والله عفور رحيم
والشيطان يستطيع ان يتشكل للبشر باشكال مختلفة كما كان يتشكل ايام النبي ص ولكن قدرته قليله فهو لا يفعل ذلك الا لضرورة قصوي وربما وجود التيارات المغناطيسية والكهرباء منعت الجن والشيطان من هذه الخاصية الا في بعض الاماكن المهجورة جدا فان جسمهم من الصعب ان يتمكن من القدرة في وجود هذه التيارات وان كنا لا نراها ولكنها تؤثر عليه .
والشيطان يظهر للانسان عند موته عند الغرغرة كما تظهر الملائكة وحالة الغرغرة هي الحالة الوحيدة التي يكون الانسان فيها بين الحياة والموت وجسمه في حالة غريبة وروحه قريبة من الخروج مستعدة لذلك ولهذا يري ما لا يمكن لغيره ان يراه ربما رائ الملائكة ربما راي الانبياء ربما رأي ارواح احبابه ربما رأي الرسول ص ربما رأي الصحابة تكون هناك حالة من الاقتراب من عالم اخر ولهذا ربما اتاه الشيطان للمرة الاخيرة وسبحان الله لا يياس الشيطان من الغواية حتي اخر لحظة وهنا يحاول الشيطان ان يغري الانسان وهو في حاجة شديدة للماء وان لم يستطع ان يطلب لان العطش غالبا ما يكون داخليا حتي وان شرب فهو يغريه بان يسقيه مقال ان يعبهد والانسان في حالة ضعف شديد ولكن تظهر قوته وايمانه هنا وهو يعلم انه عدو الله وانه مقبل علي الله فلا يطيعه وان اطاعه فقد خسر وخاب وفاز الشيطان فوزا عظيما حقق اعظم نصر له علي الانسان بان اغواه في اخر لظة مثل فريق كرة القدم الذي يحقق النصر في الوقت الضائع وبعدها تنتهي المباراة .
وكما قلنا الانسان لا يستطيع ان يري الشيطان ابدا الا في حالة الغرغرة
ولكن هناك حالة اخري يري الانسان فيها الشيطان هو السحر فالساحر يظل يتقرب للشيطان بطقوس وعبادات حتي يرضي عنه وويمر بمراحل حتي تتاهب نفسه وروحه لروح الشيطان وبعد عدة طقوس يظهر الشيطان له ويختم عليه بخاتم السحر وبهذا ينال الساحر وسام الشيطان ويكون هناك بينه وبين الشيطان رسل وطرق للتواصل ويكلف الشيطان جنا بتنفيذ ما يريده منهم ويعطيه قوة كبيرة من الشر
ومع ذلك فالشيطان لا يرحم الساحر ويظل يذله ويهينه حتي اخر لحظة في حياته وان كان قد اصبح حبيبه وصديقه وصفيه الا ان نفسه الخبيثة الكارهة للانسان تابي الا ان تذله ما وجد لذلك سيلا ولهذا من الصعب جدا علي الساحر ان يصبح انسانا طبيعيا الا بعد توبة صادقة يقاوم فيها نفسه وشيطانه مقاومة شديدة حتي يخرج من حكم وسيطرة الشيطان
والساحر ان كان مع الشيطان فهو لا ياتي الا بكل خبيث ولا يرتاح الا مع كل هوي ونفسه تماما اصبحت مقربة من كل اثم من الخمر ولا يستطيع ان يسيطر علي شهوته ابدا فقدرته علي المقاومة اصبحت غير موجودة تماما
هذه الفئة وحدها هي التي تستطيع ان تري الشيطان
والانبياء يمكن ان يروه بارادة الله ومع ذلك كان يظهر لهم في صورة انسان عادي وكما نعلم في قصة النبي ص مع الشيطان فان الله يجيب طلب النبي وامنيته ا ن اراد ان يري الشيطان و لان النفس التي استطاعت ان تري الملائكة وتري جبريل اصبحت مؤهلة ان تري من الانوار ما يراه البشر وايضا ان تري من عالم الغيب ما لا نراه ومن هذه الامور الشيطان او الجن وان كان بدرجة وبامر من الله ومع ذلك لا يستطيع الشيطان ان يعبث بالانبياء في منامهم
وان كان يعبث بالبشر احيانا فهو يزيد الوساوس والمخاوف عند الانسان في منامه وربما جاء لبعض الناس بامور تزيد قلقهم او تزيد خوفهم او شكهم في الاخرين وربما جرهم ذلك فياليقظة من تكرار الوهم الي فعل المعاصي او ظلم الاخرين او ربما القتل احيانا او الشك الدائم في الاخرين ان لم يتحكموا في مخاوفهم وتقلباتها وربما الجهل يجعل للشيطان سبيلا الي ذلك وهو يعلم امكانيات الانسان الذي يغويه فيحفز هذا الجانب لديه حتي يدله علي الشر
خاتمة
ولهذا نقول ان النفس البشرية بدون عقل ودليل الخير يجرها الشيطان تدريجيا ويجر من معها الي كل الشرور في اليقظة والمنام والخيال حتي تفعل النفس البشرية كل الموبقات وهو واضح قبل قدوم النبي ص من عبادة الاوثان وغيره من الموبقات مع ان العرب كانوا يملكون من الصفات الطيبة ما يجعلهم لا يفعلون ذلك الصفات المغروسة في جيناتهم الوراثية منها الشجاعة والفروسية والكرم وغيرها ولكن الشيطان يجرهم الي ذلك حتي عبدوا الوثن وشربوا الخمر
"
فالشيطان خلق من النار والمقصود به عندنا جميعا هو ابليس الذي كان طاووس الملائكة مع انه مخلوق من النار وان كان ابليس من الجن فانه خلق من مارج من نار بينما الجن خلق من نار السموم ولهذا فطبيعة ابليس تختلف عن طبيعة باقي الجن والجن عموما قادرة علي التشكل والتخيل باشكال غريبة ونترك مجال الجن فهذا امره طويل ونذهب لابليس وهو الشيطان عندنا
عصي ابليس ربه وتكبر علي ان يسجد لمخلوقه ادم الذي خلق من طين ومهما كان فقد عصي امر ربه الذي عرفه جيدا وكان مقربا منه ولهذا فجرمه كبير وكبره واضح وجلي وتوعده ربه بالنار ولكنه طلب من الله ان يعطيه الذرية لكي يغوي ني ادم ويدخله النار معه سبحان الله يا ابليس بعد كل ما رايت كان بامكانك ان تدخل الجنة وان تتوب وان ترجع الي الله ولكنه فضل النار علي ان يسجد لادم وهذه هي قضية الكبر فلا نتعجب ان تكون بين البشر في من يضحون بنجاحهم من اجل اذلال الاخرين حتي وان كان بامكانهم اسعاد انفسهم معهم ولكنهم يمتلئون بالكبر والحقد فيضحون بامور كثيرة لهم حتي ينال غريمهم الضرر والاذي
ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر مثقال ذرة لان الكر من صفات الله ومن يتكبر فانما يتكبر علي المخلوق فانه يتكبر علي الخالق الذي خلقه وخلق من يتكبر عليه
ونعود الي ابليس
جعل الله لابليس ذرية وجعل لكل انسان من ولد ادم قرين من الجن يغويه ويصده عن ذكر الله وهو نوع من الابالسة فابليس وحده لن يستطيع ان يغوي البشر جميعا مهما كان وحتي لو غوي فلا بد ان يرافق الانسان حتي يغويه
وهو ما طلبه من الله ان جعل له نسلا من الابالسة يغوون الانسان حتي يموت هم علي طبيعته وعلي منهجه نسخة طبق الاصل من ابليس وكما عاهد الله ا ن يدخل اكبر عدد منهم النار ولكن الله كما ذكر في كتابه وعد بان يشملهم بعفوه وغفرانه وان رحمته واسعة وان باب التوبة مفتوح امام الجميع فالله يعلم ضعف الانسان والمغريات التي تحيط به وكما قال ابليس " لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين "
نعود الي ابليس قال تعالي " ان حزب الشيطان كان ضعيفا " وقال الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء " والشيطان وان كان المقصود منه ابليس الا ان معناه هو كل من لم يرد لك الا الشر بحرص ودأب وغواية فقلبه ممتلئ بالغل والحقد لك فلا يصدر منه الا السوء ولا يتلكم عنك الا بسوء وان دل علي شياطين الانس كما في شياطين الجن
هل الشيطان يستطيع ان يغوي الانسان ؟ الحقيقة ان خلق الشيطان كما قال تعالي " انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم " فالشيطان غير مرئي تماما للانسان وهو لا يمثل ضررا نهائيا حين يتواجد معه لانه طيف من الهواء ولكنه كما خلق من نار خفيفة جدا فهو بمثابة محفز للشر فالشيطان نار تمر في عروق الانسان حينما يغلي جسمه بالشر والشر يمثل كل الشهوات فحين توجد دوافع الشر يتحرك الشيطان معها وهو يدخل بخاصيته الي مخ الانسان ويعلم دوافعه وغرائزه من خلال نبضاته واعصابه فحين يشعر بالغضب تجده يتاجج مع الانسان فيفقد ساعتها السيطرة ولهذا فان النبي صلي الله عليه وسلم يامرنا بان نذهب الغضب بالماء وبتغيير حالك من القعود وغيره الي العكس .
والشيطان بهذا الطبع لا يصنع الشر عند الانسان بل يشعله مثل نقطة البنزين التي تحرك موتور السيارة ويظل ابليس متمكنا ما وجد السبيل وكلما زاد الشر كلما وجد مكانا ومريحا وهانئا عند صاحبه
وبهذا فالشيطان يجري في دم ابن ادم مجري الدم في العروق وكما امرنا ص بان نضيق عليه بقلة الطعام والشراب
ولهذا فالانسان يستطيع ان يتحكم في الشيطان بعقله ومنع دوافع الشر لديه ولكنه يحتاج الي ارادة وقدرة ولكن ان ترك للشيطان سيطرة عليه فقد فقد هذه القدرة واصبح يلعب به ويتحكم فيه الا ان ينوي
ولهذا فالنفس البشرية حولها الكثير من المغريات وكما قال الشاعر
ابليس والدنيا ونفسي والهوي كيف النجاة وكلهم اعدائي
فالنفس بطبيعتها ميالة للشهوات ومحبة للهوي ومليئة بالطمع والجشع وحب السيطرة والاستعباد ولكن الانسان بطبيعته يسيطر عليها ان اراد
وكما قال تعالي " ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها " اي وقد خاب من تركها مهملة بلا تطهير حتي امتلأت بالسواد والذنوب ولهذا فمقاومة ابليس تابع لمقاومة النفس ولكن وجود ابليس يزيد العبء علي الانسان في المقاومة
ولكن بالارادة يستطيع الانسان ان يفحمه ويخزيه ويهينه بتمسكه بالطاعة وعدم تركه لنفسه زمام السيطرة والحكم ورجوعه لله وقد اقسم تعالي بالنفس اللوامة
لانها تقاوم خللها بنفسها وهي دائمة اللوم لنفسها فلا تترك للشيطان مكانا ان يعشعش فيها ولهذا فالشيطان ليس له سلطان علي الذين امنوا " انه ليس له سلطان علي الذين امنوا وعلي ربهم يتوكلون انما سلطانه علي الذين يتولونه والذين هم به مشركون "
حين يتمكن الشيطان من الانسان فهو يجره من عنقه دون رحمة الي كل سوء ويدفعه بلا تراجع الي جهنم والي الشرك فمن ترك نفسه بلا مناعة فسوف تنساق في النهاية الي عبادة الشيطان وهو يغري ويحبب كل قبيح ما وجد الفرصة الي ذلك
والشيطان في الوسوسة فهو يعلم بما يدور في ذهن الانسان يوسوس له دائما بالشر ويدفعه له ويسير مع خياله وفكره لانه يقرأ افكاره فهو ملازم له فعنده جانب الوسوسة وجانب التحفيز للشر وكلهم لا يؤثرون علي الانسان امتحكم في هواه المدرك للخير وان كان الشيطان بوسوسته يوصل الانسان من حيث لا يدري ومن طريق الخير الي طريق الشر فالعابد يزرع الشيطان في نفسه الكبر او يدفعه الي الملل الشديد فيدفعه احيانا الي المعصية ولهذا فالشيطان يملك جانبا نفسيا وهو محفز للانسان ودافع له احيانا بالكلام مع نفسه واحيانا بدفعه نفسيا الي اشياء ربما كانت ظاهرا طيبة ولكن يجره في النهاية الي ضرر ولهذا فالنفس الواعية الطيبة تستطيع ان تسيطر عليه وان كان الانسان بمغرياته وضغوط حياته يضعف الا ان التوبة والرجوع والعقوبة احيانا تطهر الانسان والله عفور رحيم
والشيطان يستطيع ان يتشكل للبشر باشكال مختلفة كما كان يتشكل ايام النبي ص ولكن قدرته قليله فهو لا يفعل ذلك الا لضرورة قصوي وربما وجود التيارات المغناطيسية والكهرباء منعت الجن والشيطان من هذه الخاصية الا في بعض الاماكن المهجورة جدا فان جسمهم من الصعب ان يتمكن من القدرة في وجود هذه التيارات وان كنا لا نراها ولكنها تؤثر عليه .
والشيطان يظهر للانسان عند موته عند الغرغرة كما تظهر الملائكة وحالة الغرغرة هي الحالة الوحيدة التي يكون الانسان فيها بين الحياة والموت وجسمه في حالة غريبة وروحه قريبة من الخروج مستعدة لذلك ولهذا يري ما لا يمكن لغيره ان يراه ربما رائ الملائكة ربما راي الانبياء ربما رأي ارواح احبابه ربما رأي الرسول ص ربما رأي الصحابة تكون هناك حالة من الاقتراب من عالم اخر ولهذا ربما اتاه الشيطان للمرة الاخيرة وسبحان الله لا يياس الشيطان من الغواية حتي اخر لحظة وهنا يحاول الشيطان ان يغري الانسان وهو في حاجة شديدة للماء وان لم يستطع ان يطلب لان العطش غالبا ما يكون داخليا حتي وان شرب فهو يغريه بان يسقيه مقال ان يعبهد والانسان في حالة ضعف شديد ولكن تظهر قوته وايمانه هنا وهو يعلم انه عدو الله وانه مقبل علي الله فلا يطيعه وان اطاعه فقد خسر وخاب وفاز الشيطان فوزا عظيما حقق اعظم نصر له علي الانسان بان اغواه في اخر لظة مثل فريق كرة القدم الذي يحقق النصر في الوقت الضائع وبعدها تنتهي المباراة .
وكما قلنا الانسان لا يستطيع ان يري الشيطان ابدا الا في حالة الغرغرة
ولكن هناك حالة اخري يري الانسان فيها الشيطان هو السحر فالساحر يظل يتقرب للشيطان بطقوس وعبادات حتي يرضي عنه وويمر بمراحل حتي تتاهب نفسه وروحه لروح الشيطان وبعد عدة طقوس يظهر الشيطان له ويختم عليه بخاتم السحر وبهذا ينال الساحر وسام الشيطان ويكون هناك بينه وبين الشيطان رسل وطرق للتواصل ويكلف الشيطان جنا بتنفيذ ما يريده منهم ويعطيه قوة كبيرة من الشر
ومع ذلك فالشيطان لا يرحم الساحر ويظل يذله ويهينه حتي اخر لحظة في حياته وان كان قد اصبح حبيبه وصديقه وصفيه الا ان نفسه الخبيثة الكارهة للانسان تابي الا ان تذله ما وجد لذلك سيلا ولهذا من الصعب جدا علي الساحر ان يصبح انسانا طبيعيا الا بعد توبة صادقة يقاوم فيها نفسه وشيطانه مقاومة شديدة حتي يخرج من حكم وسيطرة الشيطان
والساحر ان كان مع الشيطان فهو لا ياتي الا بكل خبيث ولا يرتاح الا مع كل هوي ونفسه تماما اصبحت مقربة من كل اثم من الخمر ولا يستطيع ان يسيطر علي شهوته ابدا فقدرته علي المقاومة اصبحت غير موجودة تماما
هذه الفئة وحدها هي التي تستطيع ان تري الشيطان
والانبياء يمكن ان يروه بارادة الله ومع ذلك كان يظهر لهم في صورة انسان عادي وكما نعلم في قصة النبي ص مع الشيطان فان الله يجيب طلب النبي وامنيته ا ن اراد ان يري الشيطان و لان النفس التي استطاعت ان تري الملائكة وتري جبريل اصبحت مؤهلة ان تري من الانوار ما يراه البشر وايضا ان تري من عالم الغيب ما لا نراه ومن هذه الامور الشيطان او الجن وان كان بدرجة وبامر من الله ومع ذلك لا يستطيع الشيطان ان يعبث بالانبياء في منامهم
وان كان يعبث بالبشر احيانا فهو يزيد الوساوس والمخاوف عند الانسان في منامه وربما جاء لبعض الناس بامور تزيد قلقهم او تزيد خوفهم او شكهم في الاخرين وربما جرهم ذلك فياليقظة من تكرار الوهم الي فعل المعاصي او ظلم الاخرين او ربما القتل احيانا او الشك الدائم في الاخرين ان لم يتحكموا في مخاوفهم وتقلباتها وربما الجهل يجعل للشيطان سبيلا الي ذلك وهو يعلم امكانيات الانسان الذي يغويه فيحفز هذا الجانب لديه حتي يدله علي الشر
خاتمة
ولهذا نقول ان النفس البشرية بدون عقل ودليل الخير يجرها الشيطان تدريجيا ويجر من معها الي كل الشرور في اليقظة والمنام والخيال حتي تفعل النفس البشرية كل الموبقات وهو واضح قبل قدوم النبي ص من عبادة الاوثان وغيره من الموبقات مع ان العرب كانوا يملكون من الصفات الطيبة ما يجعلهم لا يفعلون ذلك الصفات المغروسة في جيناتهم الوراثية منها الشجاعة والفروسية والكرم وغيرها ولكن الشيطان يجرهم الي ذلك حتي عبدوا الوثن وشربوا الخمر
"
ليست هناك تعليقات