أخيلة الرحيق/ بقلم عماد النفزي
أخيلة الرحيق ....
==========
حين يحين طوفان المعاني
لن أجد سفينة نوح
فقط سراب من أجنحة متكسرة
مشحونة بالغياب
فرسمت بقلمي أشرعة
و نفخت فيها من وجعي
و لكنها لم تتقن التحليق
تحطمت على أقنعة الخيال
فسرجت أخيلة الرحيق
ونمت في كهوف النحيب
أتقلب على جمر قصيد
مزقته سيوف الرقيب
و مضت ازمنة موغلة
كأني ما غبت غير حين
فقلت يا وهمي الساكن بين الضلوع
مالك تعتنق النحيب
هل نلت من الصمت غير الجروح
أم هزك الشوق لذاك الأصيل
و دفعك الموج في لجج الرحيل
أتريد أن تبحر دونما نوح
ودون أن تكتب موعدك الأخير
هون عليك يا صاحبي
عبثا تصارع أوراق الخريف
مات في العشق قبلك ألوف
و مانالوا غير مشقة الهجير
و تاه في الصحراء ذو همة
أغراه السراب بعطر غدير
و أدمت اقدامه مسافات
و أنهكه في الوهم طول مسير
و لهجوا بالذكر حياتهم
ينادون السميع القدير
فكانت نهاياتهم بداياتهم
و راحوا في الأفق قولا أثيرا
و سجل التاريخ ما فعلوا
ماتوا كأن ما عاشوا إلا قليلا
سحابة من فرح حبلى أحيانا
و أحيانا يسكنها الوهم المقيت
و كم من عناقيد العنب نضجت
ليست هناك تعليقات