أحدث المواضيع

عايز إيه يا أخي! الحلقة الرابعة... يا رب تعجبكو!


عايز إيه يا أخي!
الحلقة الرابعة... يا رب تعجبكو!
-4-
بقى أنا فضلت أكمل قراية في الكتاب اللي قلتلك عليه ده اللي اسمه اللي انت عايزه بجد عايزك... و ارتحت جداً أول أما قريت إن لما الناس تيجي تستشير مؤلف الكتاب في حياتها و مشاكلها كان بيسألهم نفس السؤال الأزلي اللي أنا بدور على إجابة واضحة و صريحة لي... هوا انت عايز إيه بجد؟ و كان الرد اللي بيجيلو منهم عادة إنهم مش عارفين... و لما كان بيسألهم طب إيه اللي عاملكو مشاكل... كان نفس الرد هوا هوا بيتقال.. مش عارفين! وبصراحة ارتحت لما لقيت إن الموضوع مش عامل أزمة ليا لوحدي... بس تقريباً الواحد من و هوا صغير بيرتاح لما يلاقي إن مش هوا لوحده اللي نسي الكتاب... و إن مش هوا لوحده اللي محلش الواجب... و إن مش هوا لوحده اللي هيتزنب... حتى لما الواحد كبر بقى يرتاح جداً لما يلاقي إن مش هوا لواحده اللي مش لاقي شغل... حاجة غريبة يا أخي!
طب و بعدين؟ في ناس كتير أهو مش عارفة هي عايزه إيه! أكمل كده يعني؟ على جثتي! فضلت أكمل قراية في الكتاب... و خدت بالي مل الحتة بتاعت الكلام اللي الواحد بيستخدمه و تأثيره... مش بس الكلام اللي الواحد بيسمعه... لا كمان اللي الواحد بيقوله... يعني لما أنا أقول إن أنا قرفان يبقى الدنيا كلها هتاخد بالها مللي أنا بقوله و هتعد بقى تبعت القرف اللي عندها كله عشاني مخصوص.. ولو أنا قلت إن الحياة حلوة و جميلة و هادية... ساعتها هتبعتلي كل الهدايا اللي عندها... و عشان كده بطلت أقول أي كلام يحتوي على أي حاجة فيها قرف أو أي من مشتقاته... بس ساعتها افتكرت إني بقول كتير أوي إن أنا مش عارف أنا عايز إيه... يمكن ده السبب؟
و حتى لو فرضنا إن هوا ده السبب... و إن الواحد لازم يبطل يقول إنه قصير و أزعة و لازم يقول إنه طويل و أهبل... في حتة تانية في نفس الكتاب بتقول إن الواحد لازم يبطل يتعب على نفسه... و إن الواحد لو بيعمل كده لازم يبطله فوراً و يبطل كمان يدور على الطريقة المثالية عشان يعمل حاجة معينة في حياته...لأن لو الواحد فضل يعمل كده هيفضل طول عمره يفترض الخلل في نفسه بينما هوا زي الفل و كل اللي بيحصل حواليه طبيعي جداً... فأنا بصراحة استغربت... يعني أسيب اللي أنا في و آخد السنارة وأروح اصطاد؟
و برضه في حتة كده عجبتني لما كان بيتكلم عن المتعة في حياة الواحد، و إن السبب الرئيس اللي بيخلي الواحد يخرب متعته و يبوظها إنه بيكون عايز الحاجة تمشي على مزاجه هوا و تكون تحت سيطرته... و ده كلام جميل جداً... بس إزاي أطلع السطور دي و أطبقها في حياتي؟ منا عشان أستمتع بأي حاجة لازم تكون معمولة على مزاجي! أو على الأقل مناسبة لمزاجي.... و الغريب إنه ذكر برضه مقولة "دالاي لاما" لما قال إن الغرض الوحيد من حياتنا إننا نسعى للسعادة! يعني أنا متعبش على نفسي و مخليش كل حاجة تمشي على مزاجي و كمان أسعى للسعادة؟ التلاتة؟ طب إزاي بس؟
و لما وصلت بقى لصفحة متين أربعة و سبعين لقيت نصيحة جميلة أوي... إن أنا بقى أشوف مدرب روحاني... أو زي ما بيقولو كده Spiritual Coach ... و الكوتش ده بقى هيساعدني أعرف بجد أنا مين حتى لو أنا نفسي مقدرتش أعرف! يعني أنا أقعد أدور على كتاب أقراه أون لاين! و في الآخر يقولي أجيب مدرب روحاني! طب مكان مل الأول! بعدين الناس تقول عليا إيه لما يلقوني جايب مدرب روحاني عشان يعرفني هدفي إيه... ها؟
بس ده كل برضه مش هيمنعني أخلص الكتاب لآخره! و مل الحاجات اللي أنا عارفها فيا إن أنا عنيد لدرجة مش فاهمها! فالكتاب هيخلص يعني هيخلص! و أنا من بدري كنت ناوي إني هعرف أنا عايز إيه يعني هعرف أنا عايز إيه! المهم بقى... نيجي لحتت الاستماع بقى! الكتاب كان بينصح الواحد إنه يستمع و بعمق للطرف الآخر... دايماً يسيبه يكمل للآخر... دايماً يسيبه يقول وجهة نظره و يخلص كلامه كله... و أول ما قريت الحتة دي افتكرت لما كنت راكب مكروباص في مرة و اتنين كانو بيسمعو لبعض لدرجة إننا كنا هنروح القسم كلنا... ده حتى الدكتور يا راجل مبلحقش أٌقولو أنا بشتكي من إيه! المهم إن أنا بدأت أتدرب عالموضوع ده في حياتي... و بدأت أسمع للناس بتركيز و هداوة كده لدرجة ربتلي الخفيف... تخيل كده لما تسمع كلام انت عارف إنه هيتقال... و تحوش من على طرف لسانك يجي كشكول مية و تمنين صفحة فاخر! إحساس صعب أوي إن الواحد يسمع اللي عارفه... و الغريب إنه مبيلاقيش جديد... بس بصراحة و الحق يتقال... هو اللي بلاحظة إن اللي بعد أسمعله بيرتاح و بيحس إنه شال هم من على صدره... حتى لو معملتلوش أي حاجة...
المهم إن الكتاب كان بينصح بالاستماع عشان الواحد يعيش في سلام... و السلام زي ما قلنا كان واحد مل الخصال الاتناشر اللي جوا الواحد أصلاً و المفروض ينميهم عشان يحقق اللي عايزه بجد... بس ده بقى كله كوم... و موضوع الأصوات ده كوم تاني خالص! بص يا سيدي... بقى الكتاب اتكلم عن حاجة اسمها الحوار الصوتي... أو زي ما بيقولو Voice Dialogue و إن الواحد ساعات لما يكلم نفسه كده و يحاورها بيبقى جواه كذا صوت... في صوت الضحية مثلاً! و ده تقريباً اللي بسمعه أول مصحى الصبح و بكون نفسي أنام تاني... و في صوت الناقد و ده تقريباً اللي بيعاتبني و يلومني و يخلي الجو مش لزيز كده و خصوصاً لما أغلط.... و في كمان صوت عيل صغير... و ده بقى اللي بيبقى بايعها و مش فارقة معاه أي حاجة غير اللي هوا عايزه... و الكلام ده كل جميل! حتى فكرني بكلام قاله فرويد عن الأنا و الأنا الأعلى و الهو... كان شبه الموضوع ده كده... بس اللي محيرني بقى... أنا إيه اللي جابني ناحية الكلام ده أصلا! أنا بس عايز أعرف أنا عايز إيه! بسيطة يعني!
- هاهاهاهاها! شبيك لبيك عبدك و خدامك بين إيديك! تطلب إيه!
إوعى تستغرب من أي حاجة بتسمعها... بس ده اللي حصل بالظبط... و كل اللي فاكره ساعتها إني كنت عمال أقرا في الكتاب إياه و تقريباً راحت عليا نومة! و صحيت يا سيدي على صوت المارد!
- ليك تلات أمنيات! أطلب أي حاجة و عليا أحققهالك!
و كلامه كله جه عالجرح.... كان المفروض أموت مل الخوف أو أجري على الأقل... بس من كتر منا مضايق و مخنوق و مش طايق نفسي عشان أنا مش عارف أنا عايز إيه لقيت المسألة قلبت معايا برخامة كده... رحت رادد عليه بقى:
- هيا أمنية واحدة بس!
و الظاهر إنه طلع أرخم مني:
- لازم تلات أمنيات!
- يا سيدي هي أمنية واحدة! أنا مش مهم عندي التحقيق! المهم أعرف بس أنا عايز إيه!
و كانت أول مرة أشوف عفريت بيخبط كف على كف و بيقول:
- استغفر الله العظيم يا رب... هوا انا ميطلعليش أبداً حد عدل! يا عم بقولك هما تلات أمنيات! و لو مطلبتش تلات أمنيات أنا عمري ما هكون حر!
- على فكرة خلي بالك انت بستخدم كلام سلبي و كده أفكارك هتكون سلبية و هو ده اللي مبهدلك كده!
- نعم يا خويا؟
- حضرتك أصلي قلت " هوا أنا ميطلعليش أبداً حد عدل!" و حسب كتاب السر انت كده بتجذب أفكار سلبية و هتفضل طول عمرك متنيل بستين نيلة و تتهري في كل أفلامنا لغايت ميبانلك صاحب! حضرتك عارف انت طلعت في كام فيلم لغاية دلوقتي؟
- بقلك تلات أمنيات خلينا نمشي!
- طب أنا هسأل حضرتك سؤال و يا ريت تجاوبني!
- اللهم طولك يا روح... اتفضل!
- هوا أنا لو طلبت من حضرتك التلات أمنيات دول و بقيت حر كده... أول حاجة هتعملها إيه؟
- يا سيدي انت مالك! إنت هتشاركني!
- لأ... أصل حضرتك مش فاهم... أنا بقالي كتير أوي بحاول أعرف أنا عايز إيه... فانت جيت في وقتك! أهو عالأقل تونسني!
- بس! بقلك إيه! أنا هجبلك شنطة فلوس! خليها معاك عقبال ما تعرف إنت عايز إيه! و كده أبقى خلصت من أمنية!
- بس! بقلك إيه! أنا عهمل معاك الصح!
- إيه!
- اطلب انت تلات أمنيات و أنا هحققهملك!
- يا شيخ اتلهي!
نفس نبرة ستي الله يرحمها بالظبط! المهم إن أنا اتحايلت عليه كتيييير عقبال مقتنع إن أنا ممكن أحققله أمنياته... و أخيراً نطق:
- هي أمنية واحدة بس! أنا عايز أبقى حر! كفاية بقى بهدلة مع البني آدمين!
- يعني انت معترض على البني آدمين و مش معترض عالبهدلة؟
- أكيد طبعاً معترض عالبهدلة!
- حلو أوي... انس البهدلة... و اعتبر نفسك حر! يلا اتوكل على الله! وريني هتعمل إيه بحريتك! امشي! انزل! طير! اغطس! بس قولي هتعمل إيه بعد الحرية علطول ينوبك ثواب!
و مرة واحدة لقيت الجني وقف في شباك أوضتي... و لقيت جو حزين كده اشتغل و بعدها راح قايل:
- ليه بس يا بيه تقلب عليا المواجع!
و مرة واحدة قعد يعيط و أنا قعدت أطبطب عليه:
- خلاص بقى مش كده! وحد الله!
- لا إله إلا الله...
و هدي كده شوية مسح دموعه و قعد يرغي:
- أمال انت فاكرني بعمل ده كله ليه! أنا يا سيدي برضه مش عارف أنا عايز إيه! قلت أما أحقق اللي الناس عايزاه جايز أفهم!
و بكل لقم و خباثة كده قربت منه و قلتله:
- يعني انت مكنتش محبوس في قمقم أصلاً؟
- هوا في حد بالكرش ده ينفع يتحبس في قمقم! ده حوار و الناس صدقته!
- و التلات أمنيات؟
- كنت بسبك الحوار أكتر بس!
- أنا مش مصدق إنك جني... وريني بطاقتك!
و طلع عفريت المصباح... و طلع مش عارف هوا عايز إيه فعلاً! بس عموماً صعب عليا... و قلت أهو يعد معايا يونسني و يفكر معايا... و الكتب كتير... و أما نشوف بقى أخرتها إيه!
سلامة جاد الله

ليست هناك تعليقات