(( دائرة الحياة )) للكاتبة ~~~~ ماجي صلاح
دائرة الحياة(قصه)
------------
اليوم وانا أجلس بركن الدار اراقب الحضور. تذكرت الماضى بكل احداثه وتقلباته ,
وقد ظننت انه اصبح فى عداد الاموات,,و اهيل عليه تراب الزمن وكفنته الذكريات
,ذلك انه بالريف اغلب الاسر تعيش بمنازل كبيرة تتكون من عدة ادوار او عدة غرف كل حسب حالته الماديه ,,
كانت اسرة زوجى تتكون من ثلاث أبناء وابنة وحيدة وهى اصغرهم واحبها اليهم ,, كنا نسكن معا وكذلك اختهم الصغرى فزوجها ظروفه سىيئه وكانت مثلهم لها حجرتان واحده لها والأخرة لآولادها,, اما المأكل والمشرب فقد كانت تشرف عليه حماتى ولكل منا عملها,, وكانت تسير الحياة على وتيرة ثابتة لا يعكر صفوها الا بعض المنغصات,,كانت اجمل الحظات عند الغروب حين نجتمع لشرب الشاى والدردشه فى كل المواضيع على مصطبه( كنبه مبنيه من الطوب اللبن) امام المنزل,,كنت اجلس واراقب الشمس تنسحب بهدوء لتغوص هناك على امتداد البصر,, فيحتضن ضوء الشمس القرمزى الآرض الخضراء فتشع جمال بالوان رائعه تسر العين وتبهج النفس,, كنت سعيدة فى كنف تلك الاسره المترابطه ,,,الا ان زوجة اكبر الابناء كانت دائمة التمرد ,,لا تقبل من حماتى توجيه او نقد,, وتتمتع بلسان لاذع كانه سم افعى,,بين عشية وضحاها تغير الحال ,, مرض حماى وتوفى وبعده مرضت حماتى مرض عضال افقدها النطق واصابها شلل شبه كامل الا من حركه بطيئه فى اليد اليسرى تحتاج للمساعدة فى كل شئونها,,واسند الى كل منا يوما لرعايتها ,,وكنت الثانيه ,,فى اليوم الموكل بى كنت اسمع فى الليل وبعد ان تظن انى غفوت صوت بكاء ,,وفكرت اأسألها وترجعت فقد ظننت أن السبب المرض ولم اكن موكلة بحمامها ولكن تلك الافعى ذهبت لزيارة اهلها ولذالك قررت ان اقوم بتلك المهمه ,,ويالاهول ما رأيت كدمات زرقاء قاتمه ولم تتحمل أن المسها ,, وسألتها, اطرقت بعينها الى الارض فى صمت
واصابتنى الحيرة ,, لم تكن حماتى ملاك ولكنها كانت ام تفرض سيطرتها على البيت بلا اهانه ولكن بحزم ,, ورحت اراقب كل من يدخل حجرتها ومر اكثر من اسبوع ,,حتى كان يوم حمامها ورحت اتلصص بهدوء,, وشاهدت تلك الافعى,, تنهرها بكلمات قاسيه وتدفعها بشده,, ادمت قلبى وتساقطت دموعى,,ولكنى لم اخبر احد حتى كان اليوم التالى وجلست معها بعد ان نام الجميع ,,واخبرتها بما رأيت فتساقطت دموعها وراح جسدها يرتعش بشده ,,وتبكى كطفل يفتقد الى حضن امه ويبحث عن الامان ,, حتى خشيت ان يصيبها مكروه فاستدعيت زوجى ,,ضمها الى صدره مهداء,,
وسالنى,, ماذا صنعت بها؟ ورحت اقص عليه كل ما حدث ,, نظرت له امه نظرة حزينة كانه فهم ما بها ,,, لا ياأمى لا يعد هذا مبرر للصمت على هذا الالم والاذلال ولكنها هزت رأسها,,
حسناً لن اخبر احد ,,ولكن بعد اليوم لن ادعها تقترب منك وستنتقلبن للحجرة المجاورة لحجرتى,, وسيأخذ الأولاد حجرتك وستكونى تحت رعايتى,,
واصابتنى الحيرة ,, وسألته ,, وبعد صمت طويل,, أجابنى بصوت حزين ,,ساقص عليك قصة امى ولكن عدينى الا يعرف بها احد,,
ما تقوم به زوجة اخى كانت امى تصنع مثله تماما لحماتها وكانت جدتى تبكى ولا يفهم احد السبب وقد شاهدتها اكثر من مر وقد اصابنى الحزن ,, فاخبرتها ,, فنهرتنى,, و ماتت جدتى وهى غاضبه على امى ,, وها هى ذى تدور الايام ويعيد التاريخ نفسه,, لذلك تصمت امى على تصرفاتها,, اعتقد انها مقتنعه أن هذا عقاب من الله على ما اأرتكبت من أفعال فى حق جدتى ,, وبعد فترة قصيرة ماتت حماتى ,,وجلست اراقب تلك الافعى وهى تبكى بكاء يقطع نياط القلوب,, ولم استطع التحمل وطلبت من زوجى أن ننتقل لبيت مستقل,, وقد كان ,, واليوم وقد مر عقدين من الزمان على هذا الحادث وانا اجلس واشاهد تلك المرأه وقد اصابها نفس مرض حماتى ,,وعادت نفس القصه,, وتسألت هل ستكون زوجة ابنها الكبرى مثلها,, ربما,, فالحياه دائره لا تنتهى والتاريخ يعيد نفسه,,
========
ماجى صلاح
================الوحه للفنان «أسامة ناشد»============
ليست هناك تعليقات