(( المحتال )) قصة قصيرة = بقلم / رائد مهدي / العراق -- تحياتي جدو عبدو
قصة قصيرة
(( المحتال ))
وكان الى جانبه الايمن شاب اثارته هذه النظرات المريبة التي تصدر من هذا الرجل
الخمسيني تجاه ذلك المسكين الذي الى يساره واطلقنا عليه مسكين اعتبارا لأنه لايحمل
ضغينة الى احد ولا يحمل ذرة من العنصرية بل يرى الجميع واحداً بالانسانية هو
العكس تماما من ذلك المحتال صاحب النظرة المريبة والحقد المغطى باللحم والثياب
وفي تلك الاثناء لم يتمالك الشاب نفسه ولأنه كان يخشى من تفاقم الامر بين صاحب
النظرة الخبيثة وذلك الشخص الذي لايدري بما يدور حوله ومايضمر له هذا الدجال
بادره الشاب بالسؤال وبغاية الاحترام : سيدي ما الأمر بينك وبين ذلك الرجل? أراك
تأكله بنظراتك وكأنك تتمنى لو تقطعه ارباً ارباً على مكانه? هل صدر منه مايستحق كل
هذا الحقد والتحامل? هل لي بمعرفة جنايته?
عندها التفت صاحب النظرة الخبيثة وابتسم
الى الشاب بهدوء قائلاً : يابني لاتشغل بالك بحطب جهنم لاتشغل بالك بمن غضب الله
عليه ولعنه. يابني اتدري بأن ذلك الشخص ملحد ولايؤمن بربّنا العظيم ألهنا وأله أبائنا
الاولين هو يؤمن بالعلم والفلسفة والمنطق ومعلوم عندنا من تمنطق فقد تزندق وهذا
زنديق بلا اي نقاش ولاحرمة لزنديق يحاور ويتسائل ويناقش ويسخر احياناً في حديثه
عن معتقداتنا. اتدري يابني انه يعتبرنا من السذج ومن ذوي العقول البدائية تلك التي
تؤمن الى حد اليقين الذي لايشوبه شك في امور لم ولن يتاح لأحد ابداً اثباتها او نفيها
لأستحالة بلوغ الدليل القطعي لوجودها من عدمه.
يابني هذا الرجل كافر بالله ولا ايمان
له وكم وددت لو اقتله قربة الى الله واحظى بالاجر والزلفى عند الله الذي لايحب
الكافرين ولا يحب المفسدين وعلى رأسهم هذا الشيطان اللعين الذي انظر اليه الآن شزراً
لأنل رضا ربي الرحيم. ضحك الشاب لأنه لم يتمالك نفسه واسرع بوضع يده على فمه
ليتدارك الامر وتظاهر بوجود نوبة سعال اصابته وتنفس بعمق وقال لصاحب النظرة
الخبيثة سيدي هل تسمح لي ان اتداخل معك ولو قليلاً? ـ بالطبع.
هات ماعندك وانا على
يقين تام بأنك ستقف الى جنبي ضد هذا الكافر المستهزئ بعباداتنا ومعاملاتنا لأنك حتماً
ستقف الى جانب الله ضد الشيطان واعوانه من احفاد القردة والخنازير والجاموس
والبعير. ضحك الشاب مرة اخرة وتدارك الامر وتظاهر بنوبة السعال الحادة وتنفس
بعمق من جديد وقال ياسيدي : لايختلف اثنين من العقلاء على ان الايمان والكفر حق
مكفول للجميع ومن حق اي انسان ان يؤمن بما يشاء وان يكفر بما يشاء. ومن حق
المعتدى عليه ان يرد ويدافع عن نفسه وعن وجهة نظره حين تتعرض للانتقاد او الهجوم
وكما يحق للمؤمن الحديث عن ايمانه بالطريقة التي تحلو له وفي كل مكان عام وموقع
معين فمن حق الملحد والكافر واللاادري ان يتحدث عن وجهة نظره ويدعو الآخرين
اليها بكل مكان وموقع ووسيلة اعلامية فالحياة ليست حكرا الى معتقد واحد ولا الى رأي
واحد لكي يقال الى شخص ما اسكت ولاتتكلم بهكذا امور وكما اعطينا لانفسنا الحق
بنشر كل مايجول بأذهاننا والزمنا الآخرين بعدم الاعتراض على نشر عقائدنا الايمانية
فللملحدين نفس الحق بنشر مايجول في اذهانهم .
اقول هذا ان كنا منصفين فسوف نمنح
لغيرنا من الحقوق مثلما نمنح لأنفسنا وبذلك تستوي الامور ايضاً ياسيدي على كل
شخص ان يتحمل تبعات اعماله فلانلوم شخصاً يسمنا بالارهابيين بينما نمارس تجاهه
ارهاب لفظي بوصفه زنديق او حفيد الماعز او ابن القردة والخنازير او نقول عنه كافر
بينما نستشيط غضباً عندما يصفنا بالساذجين وبدائيي العقول الذين لايعرفون معنى
احترام الانسان وفكره وعقله. ياسيدي الكفر بالانسان ابشع بكثير من الكفر بالله لأن الله
لايضره كفر الناس لكن الكفر بالانسان يلازمه الظلم والهضم والسحق والعداوة
والضغينة ومشاكل لاحصر لها عندها تظاهر صاحب النظرة بأنه قد تفهم الموضوع
وهز برأسه صامتا كالمطرقة وقائلا سأستغفر له ربي واطلب له الهداية عسى ان يهتدي
الى النور وحين ودعه الشاب الذي كان يجلس الى جانبه وشكره على تفهمه ومضى
رمقه صاحب النظرة الخبيثة بنظرة اخبث من سابقتها التي رمق بها الملحد قائلا بخبث
ولؤم أردتك لي عون فكنت لي فرعون الى متى ايها المرتابون تجاملون وتتعاطفون مع
اصحاب الفكر الذي يعاكس دينكم والفطرة التي خلقكم الله عليها تبّاً لكم ولمن تجاملون
ولعنة الله عليكم جميعا وموعدكم يوم الدين.
رأى المجلة :
الكاتب رائد مهدي -- تحياتي
كلامك منطقي إلا فى أمر واحد المعتقدات
فالحرية مكفولة للجميع إذا لم تتعد حدود الحق
فالباطل باطل والحق حق
ولا يعقل مطلقا أن نعني بالحرية التعدى على حدود الإله فأنت لا تقبل أن يتعد على
فكرك
ولا رأيك أحد وتطالب بأن تكون الحرية مكفولة للجميع
فمن أحق بذالك انا وانت وهو أم الله الواحد القهار
كيف نسمح لأنفسنا ألا يتعدى على آرائنا احد وسمحنا بالتعد على مراد الله فمثلا هل من
الحرية زواج المثلين
هل من الحرية فى المعتقدات عبادة العجل والإلحاد ؟
سؤال أتمنى أن تفكر فيه جيدا ومنتظر مقالك القادم ويا ليت يتضمن الإجابة
تحيات أسرة التحرير برؤية قلم
ليست هناك تعليقات