بقلم وفاء ماضي طائر جريح
طائر جريح
جلست على شاطئ البحر تحت المظلة وحيدة ترنو إلى الأفق البعيد تنتظر وصوله ، هدير البحر لا يؤنس وحدتها كما تعودت من قبل التوتر يغلبها حاولت منع الخوف من العبث بأفكارها،أمسكت رواية في حوزتها تطالعها لم تستطع أن تستوعب شيئا أمسكت بالهاتف وطلبت الرقم ، جاءها صوت الرد الآلي معلنا (ربما يكون الهاتف مغلقا أو غير متاح) كررت المحاولة على فترات جاءها نفس الرد ، اجتاحتها الهموم وتصارعت الأفكار مع الهواجس ، جمرات خيبة الأمل أضنت قلبها ، تراقب باب الدخول إلى الشاطئ بخوف وقلق،تلمح بصيص ظل يأتي من بعيد يضطرب قلبها فرحا سرعان ما تذهب الفرحة مع الظل إلى اتجاه آخر، ترنو بذهنها إلى ساعات لا تعد ولا تحصى كان يقضيها معها دون أن يتسرب إليه أي شعور بالملل ، يرتجف جرحها، تغمض عينيها في محاولة لاستعادة صورا للأهل والمحبوب ، تدير رأسها بحثا عن منقذ ، فجأة يسقط أمامها طائرا جريحا ، تزداد توترا، تنهض لتتريض بالقرب من مياه البحر التي تدغدغ قدميها ، تلتفت ناحية المظلة لعلها تجده قد أتى، تشتاط غيظا وتلتهب مشاعر الخوف فبذرة الحب تنمو وتتحرك في أحشائها وهو قد تملص منها فهذا هو الموعد الرابع للقاء الذي يتخلف عنه ، ترشقها الأمواج بنسمات رطبة لا تطفئ لهيب خوفها فترتمي في أحضانها تتلقفها برفق تقلبها يمنة ويسرة ، تجرفها بعيدا عن الناظرين ، يحتضنها البحر إلى الأعماق لافظا الحذاء...
وفاء ماضي
ليست هناك تعليقات