أحدث المواضيع

الشاعر/رضا عفيفي السيد الشارقة أنشودة الليل ( الجزء الثاني )


أنشودة الليل
( الجزء الثاني )
يا عيون الليل
أين الوطن ؟!
لما أضحى معلق
كالملابس البالية
ذبيحاً فوق الموائد
تحاصره رائحة العفن
عجوزا جفت
منابع نيله
تجعدت شرايينه
انحسرت شطآنه 
تشققت وديانه
يجلس فوق كرسي الزمان
عيونه من حديد
ارتخت منه السواعد
فلا تاريخ يذكره
ولا مجد يبنيه
يجتر حضارته
من عيون حطين
وجدران المعابد
يا وطني
متى يأتي نهارك ؟!
متى ترفرف السعادة
فوق جبين الأجير
, وأرى الفقير
يجد رغيف الأمان
ولا أسمع صوته
خلف قضبان الظلم
يستجير
فمنذ طفولتي وأنا
أرى أحلامه مصلوبة
تخترقها المسامير
آآآآآآآآه يا وطني
أتمزق حين أراك
تحاصرك المهالك
حين تمزق أحشائك
أنياب الممالك
والسم يجري نهرا
يقتل أحلام فقرائك
رأيتك والجبناء يعلقون
لهواء الحرية المشانق
وشهداء دنشواي
دمائهم تنتشر في مدن
أحزانك
رأيتك حلم في وريدي
يغادر
دون وداع
أو تذكرة سفر
والغربة تأكل ضلوعي
فلا أنت استرحت في بعادي
ولا أنا شممت ببلدان العالم
غير رائحة عبيرك
.................
يا عيون الليل
يا رفيقة المحبين
أين أيامك ؟
ومبسمك المقمر
حين كانت أجنحتهم
تنبسط في عنان
الفضاء
حرة تحلق
تنير دروب السماء
كالصلصال تتشكل
طاهرة
شفافة
وبين شهب العواذل
تمرق
تحفر صور خلودهم
فوق جذوع الشجر
باحثة عن درب الهروب
من وحش الفناء
القلوب المعصوبة
مصاصي الدماء
وبالمسرة ليلهم ممطر
.................................
يا عيون الليل ونافذة
الأفكار
أين أنتِ الآن ؟
صوتكِ
أغنياتكِ
ذاكرتك
وبساطة أحلامك
قي ليل الظمآن
بعد طول السفر
سفره دائما بلا معنى
تظله سحب سوداء
رماد , نار , مطر
ذاته عارية
يتنفس بقايا هواء
تتخللها بذرات سرطانية
ترعاها كرات دماء
عربـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــية
تذيبه كقطعة سكر
داخل فنجان قهوة
غربـــــــــــــــــــــــــــــــية
وفوق ألف وتر
توزع أوصاله
كما يبعثر الخريف
أوراق الشجر.

نص
رضا عفيفي السيد
الشارقة
25/12/2013

ليست هناك تعليقات