(( مائدة الذكريات )) للشاعرة ~~~~~ أمنية خليل

مائدة الذكريات

ـــــــــــــــــــــــــ

على مائدةِ الذكرياتِ جلستْ

أخذتُ كأسًا من الأنينِ بدونِ سكرْ 

و قطعةَ حزنٍ مزينةً بالدموعْ

تجلسُ بجانبي رزمةُ ورقٍ 

بيضاءَ تلوذُ بالصمتِ

وقلمٌ يحاولُ اجتيازَ الصمتِ بالكلامْ

ينفخُ في رمادِ الكلماتْ

يطاردُ دخانَها ...

يجبرُها أن تستقرَ فوقَ الصفحاتْ

بقايا خيبةٍ ...

أعقابُ حنينٍ ... 

تُركتْ على جانبِ المائدةْ 

من منا يستطيعُ أن يشعلَ الحنينْ 

ويعبرَ منعطفاتِ الخيبةِ دونَ ارتباكْ؟

ليصلَ لتلكَ الألوانِ التي تلوّحُ 

للحروفِ التي غادرتِ المكانْ

حروفٌ ترشُّ الألوانَ على الجروحِ

فتصبحُ الكلماتُ عاريةً .. موجعةً

ترتعشُ خوفًا أن ترصَّ على أرففِ السطورْ

منذُ زمنٍ بعيدٍ طاردتني قصيدةٌ 

حاصرتني 

وشقَّتْ بالحرفِ شمسي 

وأشعلتْ كلماتي المبللةَ بالقلقْ 

سكنتْ أحلامي 

واحتلتْ وسادتي

وبعضاً مني

على مائدةِ الذكرياتْ

لعبتِ الأبجدياتُ على رصيفِ فكري

وأشعلتْ قنديلَ قصيدةٍ في عيني 

فأصبحتِ الكلماتُ صديقتي

أهدتني عطرَ التفاؤلِ

وزينتْ بالأملِ مداري 

غسلتني بعبقِ النجومْ 

عمدتني بمياهِ القمرْ 

على مائدةِ الذكرياتْ

حبٌ وأملٌ 

رزمةُ أوراق وقلمْ 

وقصيدةٌ مطرزةٌ بياقوتِ الكلماتْ

أمنية خليل 

29/12/2015