أحدث المواضيع

رد على مقال المحتال = كتبه / رائد مهدي/. كاتب واديب عراقي -- تحياتي جدو عبدو





((المحتال))

((رد كتبته للاستاذ عبد الرحمن عبد العزيز))

حول ملاحظاته التي ابداها على قصتي القصيرة 

((المحتال))

بعد التحية والسلام 

شكرا للاستاذ عبد الرحمن عبد العزيز والذي ابدى رأي 

المجلة بموضوع قصتي القصيرة والتي حملت عنوان 

((المحتال)).والتي هي اولاً واخرً هي نص ادبي وليست نقاش حول صحة عقيدة ما من عدمها. سيدي الفاضل في البداية شكرا للمرونة الثقافية التي عندكم حيث نشرتم القصة بالرغم من انها قد تختلف او تخالف بعض التوجه الذهني والاعتقادي لديكم واشكر لكم هذا الأمر الطيب والرفيع. والآن سأرد على الاسئلة التي طرحتموها عليَّ وقبل ذلك اشارات حول ملاحظاتكم التي سبقت الاسئلة فحول ملاحظتك (كلامك منطقي الا في امر واحد هو المعتقدات )فأجابتي هي : ان موضوعي هو نص ادبي والأدب هو مرآة الواقع ووظيفة المرآة هي الاظهار فقط لا الحكم لأحد او لطرف او لعقيدة ما. وأما قولك (الحرية مكفولة للجميع اذا لم تتعد حدود الحق ) فأجابتي هي : أن الحق لايتعارض مع الحرية بل يؤيدها ويحق لكل انسان ان يمارس حريته مالم يؤذي بها نفسه او غيره والأذى المعني هنا أذى النفس والجسد للفرد والمجتمع .وحق المرء في حرية الرد على من يرميه بالكفر والهرطقة والزندقة مكفول له في السياق الانساني والمتمثل بالكلمة لا السياق العدواني المتمثل باللفظ الجارح او السكاكين والسيوف والخناجر والاسلحة النارية.وأما قولكم (فالباطل باطل والحق حق).فجوابي هو : أن الباطل والحق هي امور اعتبارية فما هو حق عند قوم قد يكون باطلاً عند آخرين لذا تحتاج البشرية لرؤية جديدة ينضوي تحتها حق قوم وباطل آخرين لكي تسير الحياة في توازن وحتى خالق الكون كما هو في الاديان خلق الخير والشر وجعلهما في عالم واحد وطالب اهل الخير ان يحتوون اهل الشر ويفرغونهم من شرورهم على اعتبار ان الشر مرض روحي عارض كما في مفاهيمهم الدينية وليعودوا جميعا تحت شرعة الانسانية التي تربطهم بأب واحد هو غريب عن هذا العالم وجاء من مكان لا شر به ولا خير. فقط انسان يتشارك الحياة بكل مافيها مع انسان معه.
لذا نحن ننشد لأنسانية تجمع الكل لا لمعتقدات قد تجمع بعض وتفرق بعض وتكون رحمة لبعض وشدة على بعض وتكفّر بعض وتستبيح دماء بعض واموالهم واعراضهم واوطانهم وخيراتهم. واما قولك (ولا يعقل مطلقاً ان نعني بالحرية التعدي على حدود الأله فأنت لاتقبل ان يتعد على فكرك ولا رأيك أحد وتطالب ان تكون الحرية مكفولة للجميع )وجوابي هو الآتي : ان اعظم حدود الله هي انسانية الانسان وانسانيته تثبت بقدرته على التعايش السلمي مع بني البشر مالم يستهدفوا حياته التي بها تكون هويته على سطح هذا الكوكب العائم في فضاء الكون فمتى كان الهدف هو حياة الانسان وارادوا سلبها منه تحت اي ذريعة كانت فبذلك يكون قد جاوز المرء حدود الله وتعد عليها لأن البشر هم حدود الله وكل حد شرعه الله هو لخدمة تلك الحدود. فينبغي علينا الاهتمام بالحدود الاساسية لا الثانوية او الاستثنائية .واما قولك (فمن احق بذلك انا وانت وهو ام الله الواحد القهار) فجوابي هو اني لا ادعو الناس ليكونوا ضد الله ولا ضد الاديان ولست بالضد من فكرة الايمان بل نؤمن جميعا كبشر بأن للكون علة وسبب اختلف البعض على تسميته وهناك من بين الناس من لم تتح له فرصة بلوغ الدليل اليقيني القطعي والذي لايختلف عليه اثنين حول هوية العلة الاولى التي صدر عنها الكون ومنهم من يبحث في ذلك ومنهم اللاادريين والذين يجدون انفسهم غير معنيين بالبحث عن علة وسبب لاتستطيع اذهانهم بلوغه ولاتقو على حمل مثل هذه المهمة المستحيلة بالنسبة اليهم. لذا فنشترك جميعا بالايمان بالعلة الاولى الازلية السرمدية وماالالحاد الا بعقائد بعضنا لا بصانع الكون او بالذي أنشأه فكلنا نرى الترتيب والدقة وكلنا نتوق للتكامل وعن نفسي أؤمن بجوهر الدين الذي يدعو الناس ان يكونوا محبين لبعضهم ومتسامحين وان يكونوا فضلاء وان يعيشوا اخيارا ويتعايشون تحت خيمة الانسانية الجامعه لكل انواع العقائد وتحتوي حتى الملاحدة واللاادريين ولا تطرد احد منها ولاترميه خارجها ولاتقتله او تجبره بسيف او عبارات الوعيد.واما قولك (فكيف نسمح لأنفسنا الا يتعد على ارائنا احد وسمحنا بالتعد على مراد الله ) فجوابي : نحن لم نجعل من انفسنا نداً لله وأما مراد الله لنا فمتى ما ثبت للانسانية جمعاء بأنه مراده هو وليس مراد بشر يتحدث عن الله عند ذلك يكون هذا مراد الله للجميع وإلا سيبقى مراده لقسم من البشر او امة من الامم ولأن الامة هي جزء من منظومة عالمية فالجزء ينضوي لأرادة الكل لا العكس. ولذا مراد الله الذي يتفق عليه الجميع هو قدسية الانسان الذي ينتمي لتلك العلة واقدس ما في الانسان ذهنه وأحتراما من شرائع السماء لذلك الذهن اعطته الحق والخيار فيما يعتقد او لايعتقد ولم تشرع لتكميم افواه الذين يُتهمون بالكفر ويُرمون بالزندقة واعطتهم حرية تبيان وجهة نظرهم وعرض مظلومياتهم التي تطالهم من بقية البشر من اخوانهم في الانسانية .واما قولك(فمثلا هل من الحرية زواج المثليين هل من الحرية عبادة العجل والالحاد?)وجوابي هو : لايعد زواج المثليين سلوكاً قويما ولا عملاً صالحاً ولاينتمي للحرية لأنه ينجم عنه اضرار فادحة بصحة الانسان وكلما يدمر صحة الانسان والاواصر بين بني الانسان فهو عبث وانا ضده .فالحرية لكل مايجمع الناس على المحبة والتعايش السلمي الحرية لكل ما من شأنه بناء الانسانية جمعاء والانسان في كل الامم لا في امة محددة دون غيرها الحرية هي العدالة الشاملة التي بها يستوي الجميع تحت هديها فلا امة افضل من امة ولا امة خير من امة طالما كان الجميع لأب واحد وام واحدة.الانسانية هي الدين الذي يتعايش به الجميع دون تكفير ولا تفسيق ولا تمييز ولا قتل ولا قتال ولا عدوان ولا سحق ولا هضم ولا ارغام ولا استهتار واما عن عبادة العجل والالحاد وكل انواع عبادات الارض ان هي إلا مجرد هوية لتلك الديانة وذلك المعتقد والهوية هي مجرد مظهر والذي يهمنا نحن بني الانسان هو الجوهر فقد يكون امرء يعبد عجلا ويدعوه عجله لمحبة الناس فهو اقرب الى العلة الاولى من شخص يقر بوحدانية ربه بينما يذبح الناس كالخراف ويبيع في اعراض البشر بالاسواق. وعن نفسي فأنا مع جوهر الايمان الذي يأمر الناس ان يكونوا خيرين وفضلاء ومحبين ومتعايشين ومتعاونين وأما مظاهر الايمان من الاقوال والافعال فلا اراها بمرأى الاصل بل اجعلها بمنزلة المظهر والمظهر لايمثل الحقيقة كاملة بل قد يمثل شيئاً منها قد يروق للبعض ويشمئز منه آخرين أما جوهر الايمان فلا يختلف عليه اثنين من العقلاء .وفي الختام انا انسان وانت انسان وكل من عليها انسان نعيش بمحبة وسلام واحسان لبعضنا. متفقين على جوهر الايمان وان اختلفت العقائد والاديان. تحياتي للفاضل عبد الرحمن عبد العزيز وآسف على الاطالة. وشكرا لأنك منحتني هذا الجزء من وقتك الثمين وطالعت موضوعي الذي تضمن ردي على اسئلتكم الكريمة.
وفي الختام ياسيدي اقول لك بلادي دمرها المتدينون وليس الملاحدة ونهب ثرواتها المتدينين و الحرب الاهلية فيها صنعها المتدينين ونشر الطائفية فيها المتدينين وعادت البلاد الى ماقبل الف عام بسبب المتدينين ودمرت حضارة العراق بمعاول المتدينين فلا تلومني ياسيدي على قصة ادبية من واقع بلاد ذاق الامرين من المتدينين ولو كان جميع العراقيين ملحدين او لاادريين وبلا دين ماكنت ترى قتلا وقتالا ورعبا وموت ودمارا في بلادنا تظهره لكم وسائل الاعلام بين الحين والحين.

/ رائد مهدي/. 
كاتب واديب عراقي 

اسرة التحرير :

حياك الله اخى الكاتب العراقي الراقى رائد بيك 

بعد التحية والسلام 

 ورجائى ان تظل على جوهرك الإيمانى بأن نعيش بمحبة 

وسلام واحسان كما نتمناه للبشرية كلها
فأنا كل من بجوارى من غير المسلمين
ونعيش معا نأكل ونشرب ونسهر بحب
حتى أن أم أحد جيراني وهو كوتشنر لما غيبت لاجرائى 

جراحة بالقلب ضربته بحذائها انه لم يعرف بأنى طريح 

الفراش وجائتنى تبكى بالمشفى وتقبل يدى ان اسامح 

كوتشنر
هذه هى حياتنا وحبنا وعلاقاتنا
انها دعوة الاسلام الراقي
انها دعوة الاسلام الذى لايعرف الغل ولا الحقد ولا الظلم
اتعرف
ما أتأخر لحظة عن اخى عماد حنا وهو الان مريض
واقوم بزيارته واقوم بواجب الجيرة وهو وعائلته لا يستغربون 

فهم يعلمون من المسلم

اما قولك عن المتدينون
فاقول لك ان كنت صادقا فيما قلت فاعلم ان ربك لبالمرصاد 

فالنهب والسلب والقتل ليس من صفات المتدينين بل من 

صفات قطاع الطرق ومعنادي الاجرام
وان كنت صادقا فى اتهامك فاصبر وستري عقاب الله لكل 

ظالم
فالله يمهل ولا يهمل

هى أصل من أصول العقيدة السمحة 

هى اصل من أصول عدالة الإسلام لو فقه الناس وعملوا بها 

لوصلت البشرية الى المثالية 

فلن تجد القتل او الظلم او التكفير


واحسنت القول عن العدالة الشاملة دون تفرقة
وهى دعوة الرسل ايضا
وامر الله نبيه بها فى أكحل القضايا واخطرها فعلمه بقوله 

ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن 

تعدلو اعدلوا هو اقرب للتقوى

 ونقطة التقاء أسعدت قلبي احيك عليها وهى الحرية لكل 

ما 

من شأنه بناء الانسانية
لانها دعوة الحق

انها دعوة كل رسل الله
انها دعوة كل صاحب رسالة
انها دعوة الله

وأحيك بل وأشكرك من قلبي على اتفاقك معي بأن زواج 

المثلين ليس من الحرية فى شىء
ولست معك فى ربطها بالأضرار الفادحة بصحة الانسان ..
فهل لو كانت ليست لها أضرار تكن حرية 
لا ايها المحاور الراقي
لا ايها الأخ المثقف
والف لا وهو حد من حدود الله وقد التقينا في نقطة وهى 

عدم التعد على حدود الله
فما حرمه الله يعتبر حد لا يقبل ان يتعد على حماه أحد مهما 

اوتي من علم
واحيك بل واشكرك انك ضده

ونقطة الخلاف التي بينى وبينك هي قولك ومتى ما ثبت 

للإنسانية جمعاء بأنه مراده هو وليس مراد بشر يتحدث عن 

الله
ظهرت بوضوح
وبان معتقدك 
اعلم انه تحدث عن الله بأمره وبإذنه تعالى والا لما كان 

رسول
فمحال على رسول او نبي قولا عن الله وهو يكذب
ومحمد خاتم الانبياء والمرسلين تحدث عن الله بإذنه وبأمره
وما لا تعلمه أن الله بين فى كتابه حل هذه القضية فقال .. 

ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا 

منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين
فمحال على نبي او رسول من لدن آدم إلى محمد صلوات 

ربي وتسليماته عليهم أجمعين .. محال أن يقول عن الله ما 

يقله مستحيل لن يتركه الله بل انظر التى الكلام لقطعنا منه 

الوتين اى الذبح .. ليعلم كل انسان ولتعلم كل الانسانية 

جمعاء أن الله لن يترك نبيا او رسولا يكذب عليه محال محال 

محال

وكون أن جانب من البشرية صدقوه وجانب لم يصدقه
شىء طبيعي جدا وقالها ربنا في كتابه ولذلك خلقهم

 أما دعوتك بقولك ننشد الإنسانية ان تجمع الكل لا 

لمعتقدات 

فهذا خطأ لان الارادة الربانية هي التي شاءت ألم تقرأ قوله 

تعالى ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة
وفي أخرى ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولايزلون 

مختلفين
وامر الحدود نقطة التقاء أخرى
ولكنى أستغربك في التعايش تحت خيمة الانسانية 

الجامعة 

لكل انواع المعتقدان وهو أمر طبيعي جدا وموجود منذ 

الخلق الأول الى ان تقوم الساعة وقالها ربنا لكم دينكم 

ولى دين

ونقطة ما أراه حق قد يراه غيري باطل ليس صحيحا
لأن الحق أبلج
وأبلج أى واضح وقاطع 
والباطل لجلج أى يتنافى عن الوضوح وغير قاطع
فعبادة الصنام عند المشركين برؤيتهم أنها حق فهل هي 

حق
لا ولكن ما الذى جعلهم يعتقدون الحق فى الحجر وكذا كل 

من أشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا
الظن .. ولذا قالها الله تعالى إن يتبعون إلا الظن وماتهوى 

الأنفس ولقد جاءكم من ربكم الهدى .. صدق الله العظيم
فمحال أن يكون صاحب الرأى الذى يخالف الحق حق محال
بل رأيه باطل وإن ظن أو اعتقد أنه حق
سيظل على هذا الحال حتى تنجلي عنه الغشاوة ويظهر نور 
الحق فيرده اليه وساعتها سيكون أكثر الناس سعادة

 أشكرك رائد بيك وتحقق الهدف وهو نقاط الإلتقاء
فقد التقينا عند أهمها وهى نقطة الحرية مكفولة للجميع ما 

لم نؤذى غيرنا



اسرة التحرير 

ليست هناك تعليقات