(( الجريمة )) للشاعرة والكاتبة ~~~~ ياسمين محمد
( الجريمة)
*********
كانت الساعة تشير عقاربها للثالثة صباحاً ، لا صوت يعلو غير أنفاس نائمة وسكون خارق يجتاح سكون الليل، ولكن كانت هناك روح تلفظ أنفاسها الأخيرة في سكرة الهدوء ولا يشعر بها غير تمتماتها تسأل خالقها ماهو السبب؟ ...
كان شريط لفيلم طويل تم رؤيته بسرعة البرق أمام بطلتنا فهي أرملة طاعنة في السن تقترب من الخامسة والسبعون عاما ثرية فقد ترك لها زوجها إرث يجعلها تتمرغ في نعيمه للأبد وخاصة أنها ليس لها أولاد ، وتأقامت مع حياتها وقضت حياتها للجمعيات الخيرية والأنشطة الثقافية ، والنوادي للترفيه عن وحدتها التي فرضت عليها.
وفي المقابل كان هناك شاب جار لها ذو العشرون عاما يلهو بمال أبيه يمينا ويسارا ، كانت حياته تافهة ، فاشل في دراسته يعيش عيشة رفاهية وطوقه أصدقاء السوء حتى أدمن وأصبح عبد لنزواته وملذاته؛ بلغ به الحد أن يسرق حتى يشتري إدمانه وأصبح ذليلا له.
طرده أبوه ولعنه بعد فشله في تربيته وعلاجه وفي أحد الأيام وجد ضالته المنشودة وجلس مع شيطانه وألهمه سرقة العجوز الثرية حتى يتخلص من أعبائه المادية ويكمل مسيرة إدمانه بسلاسة فتعرف عليها في النادي المقابل لمسكنه.
وحكى لها عكس الحقيقة وأن والده بخيل ويعامله معاملة العبد ......إلخ.
هنا ظهرت طيبة العجوز وكرمها وأغدقت عليه بأمومتها المفقودة ؛ وهنا سال لعابه الشيطاني وتخمرت الفكرة في عقله الوقح بقتلها والاستيلاء على أموالها وذهبها .
وهنا سألها بمكر هل يمكنه أن يزورها في بيتها ليذاكر دروسه المتأخرة فلبت بطيبة ووافقت ، وأقل من سويعات كان الشيطان حليفه وذهب إليها وبدأ بمذكرة وهمية وقامت بتقديم الطعام والشراب كأم ودودة عطوفة ولا تعلم بنيته وجريمته النكراء، وهنا هم بقتلها وطعنها بوحشية وكانت تقاومه وعيناها غير مصدقة مايفعله، ولكن خارت قواها النحيلة أمام شيطانه المارد، وهرول يجمع مايجده من أموال وذهب بسرعة قبل إكتشاف أمره، وإختبئ بعيدا عن الأنظار وتم إكتشاف الجريمة وقامت قوات الشرطة بعملها.
وبدأت تستجوب المشتبه بهم والمقربين لها، ولكن لحكمة الخالق بدأ المجرم ينفق من الأموال الكثير حتى بدأت الشكوك وقام ضابط شرطة بانتحال شخصية مدمن فاشل حتى يقترب منه ويعرفه عن قرب.
وفي أحد الأيام قام الضابط وهو منتحل شخصيته المدمنة بإتقان وسأل الشاب المجرم عن سر أمواله الكثيرة وأنه ينفق ببذخ فقال له أنه ورث عن جده وبدأ الضابط يكسب ثقة المجرم حتى في يوم كانت هناك جلسة الإدمان كعادتهما ولكن الضابط كان يوهم المجرم بأنه يبادله الشراب وهنا قام الشاب بكشف نفسه وأنه يريد قتل ثرية أخرى حتى يستطيع إيفاء طلباته الخبيثة وأنه قام بقتلها وسخر من عدم إكتشاف أمره للآن.
وهنا قام الضابط بالقبض عليه بين دهشته من إفتضاح أمره وأن اللقاء كان مسجل صوت وصورة، وهنا جر الشاب أذيال الخيبة والندم ولكن بعد فوات الآوان وهنا أفاق خلف القضبان على صوت بالحكم عليه بالإعدام شنقاً له ولغيره ممن تسول له نفسه لقتل نفس بريئة، وليكون عبرة لغيره ..
بقلمي ياسمين محمد.
ليست هناك تعليقات