أحدث المواضيع

حبيبتى تى تى .. بقلم الأستاذ أحمد حمدان

حبيبتى تى تى ..
أكتب إليكِ الآن بعد أن مررت بأيام عصيبة ..
آسف حبيبتى ،
فأنا الآن على أبواب قادش لتأمين حدود مصر ، وبعد أن قطعت كل هذا الطريق وخضت كل هذه الحروب يتوجب علىّ العودة الآن ، فالجيش قد أُهلك منى ومن قرفى ، كما أن عجلتى الحربية قد تحطمت فى حادث بعد أن عبرت بلاد فينيقيا متجاوزا السرعة المسموحة ؛فدفعت الكثير من الأموال كغرامات سير وحرب عكس الاتجاه ولم يتبق لى مال لأصلح العجلة الحربية كما أننى لم أجد توكيلا معتمدا ليصلح عربة الملك .. حاولت الاتصال بكِ لترسلى لى أموالا بسرعة إلى أقرب بنك لكن هاتفى فصل شحن كما أن تغطية الشبكة هنا سيئة جدا ، لذلك اضطررت فى النهاية أن أضحى وأنقص الجيش فردا لأرسله إليكِ على طريقة الرسائل الرومانسية القديمة لأطلب منك عدة أشياء :
أولا : اقتلى هذا الجندى ؛ لأنى رأيت الفرح فى عينيه عندما أبلغته أنه سيترك ميدان المعركة ويؤدى مهمة أعظم وهى طمأنة زوجة الحاكم .. " من يفرح لترك المعركة يُقتل " ، كما آمركِ أن تخبرى الكتبة بوضع هذا فى الدستور القادم .
الجميلة تى تى .. أحبك ِ .. رغم مرور كل هذه السنوات وإنجابى 86 ولد و111 بنت ( ده غير اللى لسة معرفهمش ) لكن أحبكِ ، لم أعد أتذكر أعداد النساء اللائى ضاجعتهن لكنك تعلمين أن هذا بروتوكول لا أقدر على تجاوزه كما تعلمين أنى .. أحبكِ .. مريهم بكتابة هذا أيضا على جدارن المعابد .
ثانيا : أعلم بالاضطرابات التى تضرب مصر من الداخل ولا يراعون أن ملكهم خرج لتأمين مستقبلهم .. شعب لا يوجد لديه أدنى شعور بالمسؤولية .. ماذا سيحدث لو تحملوا الجوع قليلا .. عام أو عامين فقط أو حتى عشرة اعوام حتى أؤمن لهم الحدود ونبنى مصر الجديدة .. وياللأسف ، فمنهم أحد أبنائى .. حقيقة ً لا أذكر أيهم هو لكن على العموم اصبرى حتى أعود ، وإن هاجموا القصر وأرادوا اغتصابك فاستسلمى لهم يا حبيبتى لأنك مضطرة وأنا لا ألومكِ فهذا ما قال به كهنة البلاد .. وعندما أعود سأقتلهم جميعا ، حتى ابنى سأقتله لكن بطريقة تليق بابن ملك .. كلهم خانوا وطنهم لذلك سيحرقون ولن ينالوا حتى حق العيش فى العالم الآخر فلن توجد لهم جثث أو مقابر عدا ولدى طبعا ..
ثالثا : هدئى من روع الشعب وأخبرى كل وسائل الإعلام أن تعلن عن الانتصار الذى حققته وحدى .. وأننى ترفقا بدماء وأرواح الآخرين قررت الموافقة على معاهدة صلح معهم ..
طبعا سيسألك بعض أفراد الشعب عن بنود المعاهدة وهل هى فى صالح مصر .. أجيبى بكل شئ جميل واحفظى لى اسم كل من سيسألك حتى أعود لأقتلهم جميعا لأنهم يشككون فى النصر ويؤثرون سلبا على الروح المعنوية للشعب ..
وأخيرا اذكرينى حتى أعود ، فأنا ملك مصر وأنتِ ملكتها وامها وأم شعبها لذلك تحضرى لى .. طبعا لا أقصدكِ أنتِ فلقد أصبحتِ عجوزا جدا ، جهزى لى أجمل فتاة فى مصر ليكون دم بكارتها هو مداد المعاهدة ثم أسرّى بها عن نفسى بعد عناء هذه الحرب .
إلى اللقاء حبيبتى ... ولا تنسى قتل الجندى وتذكرى حبيبك الرومانسى الوديع ..
ميسو
...........................
أحمد حمدان

ليست هناك تعليقات