أحدث المواضيع

في ذكرى ميلادك يارسول الله ......بقلم /عواد تمام -- تحياتى جدو عبدو




في ذكرى ميلادك يارسول الله ......بقلم /عواد تمام

كم كنت أرجو أن تقف الدنيا على ساق على قدم ، لا لتدق 

الطبول ، لا لتغني ، لا لتزف الدراويش ، لا لتمنح البركات ، لا 
ليختلط الرجال بالنساء ، لا لتفريق الحلوى ، لا لتعلو 

الميكروفونات لإعلان المحبة صباح مساء ، لا لصناعة النهنهة 

، لا للعمائم والرايات
ماذا تريد إذن ؟!
ألا تخشى أن تسيل عليك ألسنة هؤلاء وأولئك بأبشع 

الدعوات ؟
ألا تخشى أن تتهم في دينك ؟
لقد أضاع كثير منا سنة رسول صلى الله عليه وسلم ، 

وصارت أفعالنا منافية لأقوالنا وصدق فينا قول الشاعر 

العربي القائل :
كلام النبيين الهداة كلامنا * وأفعال أهل الجاهلية نفعل
كنت أريد أن تقف الدنيا على ساق على قدم ، تعتذر لله ، 

ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
كنت أريد أن نحتفي بالقيم التي أرسى مبادئها رسول الله 

صلى الله عليه وسلم فاختفت ، كنت أريد أن نقيس 

أخلاقياتنا الواهية السقيمة وهي تعلن عن نفسها بكل 

جحود ، بكل فجور أمام أخلاقيات سيدنا محمد صلى الله 

عليه وسلم ،

الذي استهدفت بعثته إتمام مكارم الأخلاق كما قال : "

إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
إن الله عز وجل جعل في اليتم سرا عجيبا ، من أجل هذا 

جعل محمدا اليتيم خاتم الأنبياء والمرسلين ، ليستفيق 

الناس على تلك المكافأة الربانية ، التي ما أودعها وأوكلها 

لغني ، أو لذي جاه وسلطان ، أو لذي جبروت وبطش أو لذي 

حسب ونسب ، ليعلم الجميع أن كل ما يصيب الإنسان من 

غرور وكبر واستعلاء بمال أو جاه أو حسب أو نسب لاقيمة له .
لقد أراد الناس زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن 

يلحقوا به ما ليس به ، فيحزن ويرفض ، ويقول إنما أنا بشر 

مثلكم ، حدث أن كسفت الشمس يوم وفاة ولده " إبراهيم " 

فتهامس الناس قائلين : لقد كسفت لموت " إبراهيم " فقال 

صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس ، إن الشمس والقمر 

آيتان من آيات الله لايكسفان لموت أحد ولا لحياته إنما أنا 

بشر مثلكم "
الأمة الآن كثر فيها الكذب ، وشرب المسكرات ، ونهب 

الثروات ، والجهر بالسوء وفعل المنكرات ، وشاع فيها الربا ، 

واستبيحت فيها الدماء ، والاعتداء على الأعراض والممتلكات 
.

إن النبي محمدا - صلى الله عليه وسلم - أخرج الله به 

الناس 

من الظلمات إلى النور ، وهو في سبيل ذلك أوذي أشد 

الإيذاء ، حتى حول الناس من باطل مطبق إلى حق أبلج 

إلى 

أن قال : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي 

ورضيت لكم الإسلام دينا " .
إن كل ماكان من أفعال الجاهلية قبيل الإسلام موجود بعينه 

في زمننا هذا ، رغم وجود مصدري الهداية بيننا ، وهما كتاب 

الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
إن حالة التردي التي أصيبت بها الأمة الإسلامية ناجم عن 

بعدها عن الله ،وعن هدي رسول الله ، لذلك تداعت علينا 

الأمم ، وإن الجيل الذي تربى زمن رسول الله صلى الله عليه 

وسلم ، خلف رجالا ماتزال ذاكرة التاريخ تعدد مآثرهم ، 

وتزدهي بقوة إيمانهم لذلك قال عنهم أحد الشعراء 

المعاصرين :
كانوا وكنا ولسنا مثلهم أبدا * هل يستوي الذهب الإبريز 

بالهلل
فالاحتفال بميلاد سيد الخلق أجمعين يكون بالصدق في 

القول والعمل ، كما قال صلى الله عليه وسلم : "الصدق 

يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، ومازال الرجل 

يصدق 

ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا "، ويكون بأداء 

الأمانة ، كما قال ربنا عز وجل : " إن الله يأمركم أن تؤدوا 

الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل 

" وكما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : " أد الأمانة 

إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك " ، ويكون الاحتفال بميلاد 

سيد الخلق أجمعين بمجافاة سوء الخلق ، والتحلي بمكارم 

الأخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم : " المسلم من سلم 

المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله 

عنه " ويكون بالتوفر على كتاب الله وسنة نبيه بالتطبيق 

والعمل لا باللسان دون العمل ، إن رسول الله محمدا صلى 

الله عليه وسلم ، جدير بكامل وخالص محبتنا ، وأن يكون 

حبنا له أقوى من حبنا لأنفسنا ولأهلينا ولأموالنا ، وتحقيق 

الحب اتباع لاابتداع ، وعمل بعلم لابقول دون عمل ، إنه 

الحريص على أمته ، المحب لها ، القائل لربه في رحلة 

الإسراء والمعراج : " يارب لا أسألك فاطمة ابنتي ولا صفية 

عمتي ولا العباس عمي ولكن أمتي أمتي ، فيجيبه رب 

العزة 

قائلا : وعزتي وجلالي لأقسمن القيامة بيني وبينك ، أنت 

تقول أمتي أمتي ، وأنا أقول رحمتي رحمتي " إنه محمد 

صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ربنا عز وجل : وإنك 

لعلى خلق عظيم "
إن إحياء ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، 

تكون 

بالعطف على الفقراء والمساكين ، ورعاية اليتيم أليس هو 

القائل : " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين " مشيرا 

بأصبعيه ، السبابة والوسطى ، دلالة على معيته لرسول 

الله 

صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وتكون بإشاعة المحبة 

والمودة بين الناس جميعا عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : 

" ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام ، 
وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناس نيام " .

لقد آن الأوان أن نسعى لتحقيق الصفات الخيرية العظيمة 

فينا مصداقا لقول الله فينا : " كنتم خير أمة أخرجت للناس 

تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " والحياة 

الدنيا ستنقضي ، ونفنى ، وسنحاسب على ما قدمنا ، 

فلايصمن أحدنا نفسه بوصمة الإجرام وهو يلقى ربه ، 

فيكون 

جزاؤه في نار جهنم لايموت فيها ولايحيا ، وحري بنا أن نلقى 

الله مؤمنين عاملين الصالحات لنفوز بالجنة فهي أسمى 

طلبة للمؤمن ، وأعظم غاية ، وفي هذا يقول ربنا عز وجل : " 
إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لايموت فيه ولايحيا ومن 

يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى 

جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء 

من تزكى" وصلاة وسلاما على سيدنا محمد المبعوث رحمة 

للعالمين .

ليست هناك تعليقات