أحدث المواضيع

قصه قصيره بعنوان الصبر والتأني = بقلم سيد عبد المعطي -- تحياتى جدو عبدو




قصه قصيره بعنوان الصبر والتأني



بقلم سيد عبد المعطي


..... دخل عليه أحد الشباب وكان حينئذ يختم صلاته 

بالتسابيح فقال له أيها الإمام أُريد أن أتعلم القرآن وأحفظهُ 

وأتعلم أحكامه ترتيلاً وتجويداً .



..... فقال له الإمام سوف أعلمك فقال الشاب وكم 

ستتقاضي من الأجر ؟ فقال له أنا لم أتقاضي أجراً مقابل 

تعليم القرآن وتلي عليه .


( ولا تشتروا بأيات الله ثمناً قليلاً) ولكن يا بني سوف أشترط 

عليك شرطاً فقال الشاب وما هو هذا الشرط؟ ففال عليك 

بالصبر والتأني حتي لا يتفلّـت القرآن منك فقال له موافق.


..... وبدأ الشيخ في تحفيظ الشاب وكان شاباً مجتهداً 

إستطاع في خلال ثلاثة شهور حفظ عشرة أجزاء ترتيلاً 

وتجويداً فطلب من الشيخ شرف الإمامه فقال له الشيخ 

ليس الآن عليك بالصبر والتأني.


.... ومرَّ ستة أشهر فحفظ الشاب عشرون جزءً من القرآن 

فطلب من الشيخ شرف الإمامه فقال له الشيخ ليس الآن 

عليك بالصبر والتأني .


..... وذات مرّةٍ تغيّب الإمام عن المسجد فإستغلَّ الشاب 

غياب الإمام ورفع الآذان وبعد أن فرغ من إقامة الصلاه نظر 

الي الناس وقال إستقيموا يرحمكم الله ووقف بالناس إماماً 

فماذا حدث ؟


..... رفع الشاب يدهُ الي الصلاه وقال الله أكبر وبدأ بقراءة 

سورة الكهف (الحمد لله الذي أنزل علي عبدهِ الكتاب ولم 

يجعل له عوجاً)


فسمع صوتاً جميلاً عذباً من وراءه (الحمد لله رب العالمين) 

فأعاد الشاب نفس الآيه (الحمد لله الذي أنزل علي عبدهِ 

الكتاب ولم يجعل له عوجاً ) فسمع نفس الصوت ( الحمد لله 

رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ) وهنا تذكّر 

الشاب إنه نسي ركناً من أركان الصلاه لا تصح الصلاه إلا بهِ 

وهو قراءة الفاتحه فقرأ الشاب فاتحة الكتاب ثم قرأ سورة 

الإخلاص وفي الركعةِ الثانيه قرأ فاتحة الكتاب ثمّ سورة 

الناس وبعد أن إنتهي من الصلاه جلس ولم يتفوَّه بكلمه 

وشعر بحرج كبير وجلس وكأنهُ فأراً مبلّلاً ثم قام وإنصرف 

وتغيّبَ عن الإمام أُسبوعاً كاملاً وعندما علم الإمام ما حدث 

ذهب اليه الي بيته وقال له الم أقول لك عليك بالصبر 

والتأني فقد أخطأت أكثر من خطأ



أولاً كان خلفك في الصف الأول ثلاثة من كبار العلماء من 

حفظة القرآن بالروايات السبع وكانوا أحق بالإمامة منك



ثانياً ( لا يُؤَم الرجل في مسجده فقد كان موجود بالمسجد 

مقيم الشعائر وهو الإمام الراتب وكان أيضاً أحق بالإمامه 

فهذه يا بني مخالفات شرعيه فإغرورقت عين الشاب 

بالدموع فربت الإمام علي كتفه وإحتضنه وضحك وقال له 

عندما قلت لك عليك بالتأني تذكرت عندما كنتُ غلاماً صغيراً 

وكنت أحفظ القرآن عند أحد الشيوخ بأحد المساجد وعندما 

حفظت الجزء الأول جزء عمّ كان الشيخ يصلي صلاة المغرب 

وكان يصلي بسورة الحاقه فقال الشيخ (الحاقةُ ما الحاقه 

وما أدراكَ ما الحاقه ) فقلت بل (القارعةُ ما القارعه وما 

أدراك ما القارعه ) فأعاد الشيخ (الحاقةُ ما الحاقه وما أدراك 

ما الحاقه ) فقلتُ بل (القارعةُ ما القارعه وما أدراك ما 

القارعه ) فصلي الإمام بسورة القارعه وعندما إنتهي من 

الصلاه قام وجذبني من يدي بقوه وأخذني الي حجرته وقال 

لي أنا أقول الحاقة ما الحاقة تقول لي القارعة ما القارعة

فقلت له لقد أخطأت فقال لي يوجد سورة الحاقه فقلت له 

انا لا أعرف فقال لي كبار المشايخ لم تردني وأنت أيها 

الأحمق تردني فقام بخلع ملابس وأبرحني ضرباً ومن هذه 

اللحظه أتأني في كل شيء وأأمر تلامذتي بالتأني فضحك 

الشاب ولم يمر سنه وحفظ الشاب القرآن كله عن ظهر 

قلب وقد حباهُ الله بصوت جميل مميز وهنا أذن له الشيخ 

بالإمامه وخصّ له حلقة تحفيظ بالمسجد وكان أول شيءٍ 

يعلمه لتلامذته هو الصبر والتأني .



..... وشكراً مع تحياتي سيد عبد المعطي