تغريدة الشـــــــــعر العربي بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي -- تحياتى جدو عبدو
تغريدة الشـــــــــعر العربي
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
--------------------------------------
امرأة من حليب الطفولة --- !!
أحمد اللاوندي – 1978 م
صباحُ الخيرِ من أقصى بلادِ اللهِ ..
يا أحلى مواويلى إلى نسماتكِ الخجلى
صباحُ الخيرِ يا نيلاً ، وأوديةً ، وورداتٍ تُغازلنى
فتشعلُ فى دمى لهبا / أغازلها
صباحُ الخيرِ أرسلها إلى أنثى بطعمِ الفجرِ ..
تُسكرنى بضحكتها ، وتمطرنى برقَّتها ..
برغمِ مرارةِ الأيَّامِ ، والدُّنيا ، ومَنْ فيها
( من كتاب العشق )
" هذا الملف الي روح الصديق الانسان و الشاعر و الطبيب
محمد محسن زهرة " أبو غنيمة " اليانعة التي تلهم أهل
الابداع معني الجمال ---- "
تظل كفر الشيخ كفر الشعر و الابداع و لم لا و هي بيئة
الفنون فقدمت لمصر و العالم العربي رواد الكلمة في
عبقرية الفكر و الثقافة و الفنون و تصدر الادب محفلها و
عزفت قصيدتها المكتملة لحنا و تجربة فريدة يقف امامها
المتلقي و الناقد في تذوق يسحر ساحة التلاقي في
عفوية
تجمع عناصر العمل الادبي الناضج بحس و فكر ووجدان
وخيال و ايقاع يجسد ملحمة الابداع رسالة تتغلغل بين
المجتمع بكل ظلالها ودلالات تكشف رؤية تفتح لنا مسارات
الحياة 0
و من ثم نتأمل عالم شاعرنا " أحمد اللاوندي " الذي يبحر بنا
في وادي راق كلمة و معني كي يمسك بتجربة رائدة حيث
يستدعي الطفولة كعنصر اساسي في معادلة الحياة حيث
النماء كنبت أصيل ينمو مع مراحل الواقع في تلاقي لخيال
يطفو علي المشهد يكشف لنا اسرار التأملات في عمق
صيرورة التحولات و المؤثرات التي تجسد لنا روح الوجود
فيغني لمحبوبته مع بنات الليل يحصد هموم و احلام هذا
الانسان في انعزالية فنان يخاطب اسراب الكائنات كي
يفض بكارتها تارة أخري من جديد بمعجمه الواسع
الفضفاض
دائما 0
ولد شاعرنا احمد اللاوندي في عام 1978 م في قرية " أبو
غنيمة " سيدي سالم – كفر الشيخ – تخرج في الجامعة و
حصل علي بكالوريوس حاسب آلي – يعمل مهندسا في
كهرباء محافظة البحيرة 0
لكن ربة الشعر و الفنون أخذته الي ضفافها كي ينسج خواطره مع الحياة فظل يعشق
القصيدة بكل أطيافها يقدم من
خلال النظريات الادبية أمشاج من رؤيته في تعانق فكري فلسفي مفعم بالثقافة الواسعة
خلاصة قراءات تفتح لنا مسارات ابداعية في اتجاه يكشف لنا اسرار الجمال في ايقاعات
متوازية تعكس ملامح النفس المسكون بالشجن و الامل دائما 0
أنتاجه الشعري :
خمسة دواوين وهي: "نقوش على جدار العشق" عن إقليم شرق الدلتا الثقافي 2009، "الفجر
الجديد" عن المجلس الأعلى للثقافة 2013، "سيدة بحجم الأرض" عن الهيئة المصرية العامة
للكتاب 2014، "قلت لها" عن إقليم شرق الدلتا الثقافي 2014، "من دفتر الريح" عن مركز
عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية 2014.
وله تحت الطبع ديوانان هما: "قطرات من أثرها"، "النهر ترهقه الخطا
مختارات من شعره :
-----------------
مع قصيدة ( امرأةٌ من حليبِ الطفولة ) يقول في مطلعها اللاوندي :
امرأة من حليب الطفولة
كأنَّكِ مصنوعةٌ
... منْ حليبِ الطُّفولةِ ،
منْ رقَّةِ الفرَحِ المتشابكِ أيتها
القزحيَّةُ
فلتأخذى الرُّوحَ منْ وجعِ السَّنواتِ العجافِ
.. فإنَّ لديكِ لآلئَ أنقى منَ
الفجرِ ،
والمدِّ ،
والجزرِ
أيتها العاشقة
كأنكِ معجونةٌ
.. بالجمالِ الَّذى ليسَ يُشبهُ أىَّ جمالٍ
تعالىْ
.. فبُعدَكِ عنِّى
.. سيجعلنى أتمرَّغُ فى الحزنِ ،
والخوفِ ، والقلقِ الأبدىِّ تعالىْ
.. لكى نتلاصقَ فى ليلةٍ تحتَ ضوءِ المصابيحِ
، تُدخلنا رعشةُ المستحيلِ
فضاءً
.. بحجمِ مواسمنا الفستقيَّةِ
.. كى نتبعثرَ منْ فرطِ نشوتنا.
. فى الممرِّ القديمِ كأنَّكِ فاتنةٌ
/ وصباحٌ جميلٌ
/ ونورسةٌ
/ وشعاعٌ بأفقِ البلادِ /
وخفقةُ حلم
ٍ / ومملكةٌ
/ ونعيمٌ
مقيمٌ
كأنكِ سيِّدتى
، والزَّمانُ الجميلُ ،
ودربى الَّذى سوفَ أسلكهُ
للوصولِ إلى سدرةِ الوصلِ
.. أيتها الدَّهشةُ الحالمة .
----
= = =
القصيدة الثانية "سيدة بحجم الأرض " يقول فيها اللاوندي :
أحبُّ السَّيرَ لامرأةٍ ..
يُصافحُ نبضُها نبضي،
تهدهدني،
وتفتحُ لي نوافذها ..
لأبذرَ فوقَ تربتها ..
عناءَ اللحظةِ المكبوتِ في فرَحٍ
فلا تعطى
حصادَ بهائها أحدا
أحبُّ هطولَ بهجتها على كتفي
فأمضى هازمًا ضعفي
أحبُّ توهُّجَ الأشياءِ مِنْ شىءٍ
بلا عُقَدٍ
أحبُّ شراهةَ الأشواقِ ..
في ليلٍ نعانقهُ ،
يعانقنا كما مطرٍ
أحبُّ نضارةَ الرُّوحِ في جسدٍ ..
كضوءِ الفجرِ ..
يغمرني ،
ويُلبسني ثيابَ النُّورِ ..
في المنفى
أحبُّ هدوءَ سيدةٍ بحجمِ الأرضِ
أعشقها بمفردها ..
فتنسى أنَّها كانتْ ..
على أطلالها ..
تبكى.
= = =
القصيدة الثالثة " من كتاب العشق " يقول اللاوندي فيها :
صباحُ الخيرِ من أقصى بلادِ اللهِ ..
يا أحلى مواويلى إلى نسماتكِ الخجلى
صباحُ الخيرِ يا نيلاً ، وأوديةً ، وورداتٍ تُغازلنى
فتشعلُ فى دمى لهبا / أغازلها
صباحُ الخيرِ أرسلها إلى أنثى بطعمِ الفجرِ ..
تُسكرنى بضحكتها ، وتمطرنى برقَّتها ..
برغمِ مرارةِ الأيَّامِ ، والدُّنيا ، ومَنْ فيها
صباحُ الخيرِ يا تيهًا ، ويا عشقًا يرطِّبنى ،
يبدِّدُ حيرةَ الأشواقِ .. بالبشرى
صباحُ الخيرِ يا تمرًا ..
سيسقطُ حينَ ألمسهُ ..
منَ الجنَّاتِ فوقَ سريرِ نشوتها
صباحُ الخيرِ يا لحنًا سأعزفهُ ..
بلا خجلٍ
صباحُ الخيرِ حينَ أمرُّ فى دربٍ ..
يذّكرنى بخطوتها /
فأتعبُ كلَّما هدأتْ ، وأهدأ كلَّما تعبتْ ..
مِنَ اللَّمساتِ فى ليلٍ يؤرِّقها ..
فهلْ تأتى لألبسها ..
بهاءَ بهائها الأبهى ؟!
هذه اطلالة علي عالم شاعرنا اللاوندي الذي ظل يسير مع موكب الابداع منذ عهد الصبا
يكتب القصيدة الحديثة شكلا و مضمونا في سباق يقتحم خدرها بحروفه الرمزية و دلالاته
المتنامية و ايقاعاته التي تهز الوجدان في تأثر ملحوظ يكشف لنا مدي تضافر مقومات
عناصر القصيدة يوظف الثقافة في جمل خاطفة بمثابة اقصوصة تقف امام بوابات الزمن
محملة بعبق التاريخ المسافر الي فضاءات الشعر تحمل جماليات الانسانية في حب يملأ
جنبات الوجود 0
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله 0
================