*** وكأني شجرة ***--------------------------بقلم الشاعرة حنان محمد عبد العزيز ...
*** وكأني شجرة ***

وكأنني شجرة جفت أغصانها ،،، وأتى عليها الخريف وهي في ريعان ربيعها ،،، ليتها ما نبتت ولا أشتد عودها ،،، ليتها ما كتبت لها حياة ،،، كي لا تراك ولا تقابلك في يوم من الأيام ،،، فقد كانت بذرة في يدك ألقيت بها في أرض ليست بأرضها ،،، فنبتت وكانت من أجمل الشجيرات ،،، عندما كنت ترعاها وترويها حبا وإهتماما ،،، كبرت وترعرعت وأزهرت وأينعت قبل أوانها ،،، وقبل كل الأشجار التي كانت قد بذرت معها في نفس الأرض ،،، كانت غريبه بينهم في ألوانها الزاهية وزهراتها المتفتحه ،،، كانت غيرهم في كل شيء وكانت فرحة بفرحتك بها ورعايتك لها ،،، كانت تتراقص مع نسمات الهواء العليل وتتباهى أمامك بألوانها وإحتمائك بها وفي ظلها ،،، لا تعرف أنت أنها من تحتمي بك وبإهتمامك بها ،،، فكانت تعطي دون إنتظار تعطي فقط لتمنحك الفرحة وتراها علي جبينك وترى البسمه مرسومة علي ثغرك ،،، وقد جاء الوقت وطالتها يد الإهمال منك وتركتها تذبل وتجف أوراقها ،،، أصبحت وهي جزع أخضر جف وإصفرت أوراقها وجفت السيقان وجف اللون الأخضر فيها ،،، وشحبت الندارة من عليها ،،، في غيابك عنها أصبح كل شيء غائب عن الحياة ،،، أصبحت جزع في أرض بور جزع لا فائدة منه سوى أنه يحرق بالنار ،،، نار بعادك عنه يحرق ويحرق وتلتهما ألسنة النار ويفوح منها الدخان ،،، تعالي واستنشقه كما كانت تنثر علي جسدك عطر انوثتها ،،، فلبي نداء هذا الجزع وهو ينادي عليك ،،، ونظراته تبحث عنك في كل من يمر عليه علك تسمع آناته وعذاباته يريد أن يراك قبل أن يصبح رمادا يبعثره الهواء ...................
ليست هناك تعليقات