بيت الهم = للشاعر اسامة سليم . -- تحياتى جدو عبدو
** ( بيت الهم ) **
قرأتُ في طفولتي قصّةَ المُستشارِ الحكيم ِالَّذي شابَت
لِحيَتُهُ قَبلَ رأسه ،
فَسألَهُ
المَلكُ مُتَعَجِّباً ( يا مُستشارَنا الحَكيم .. لِماذا شابَت لِحيَتُكَ
قبلَ رأسِك ؟! ) ،
فسَكَتَ
الحَكيمُ قليلاً ثُمَّ رَفَعَ رأسهُ و نَظرَ اليهِ بعينٍ أثقَلَ الهَمُّ جَفنها
و قالَ بصوتٍ فيهِ
بُحَةُ
حَزَنٍ دَفين : ( لِأنَّها أقرَبُ الى بَيتِ الهَمِّ يا سَيِّدي ) .
فتَذَكّرتُ أبياتاً للمُتنبي حيثُ قال :
و الــهَـمُّ يَـخـتَرِمُ الـجَـسيمَ نَـحـافَةً
و يُـشـيبُ نـاصِـيَةَ الـصَبيِّ و يُـهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
و أخـو الـجَهالَةِ فـي الشَقاوَةِ يَنعَمُ
ثُـمَّ قـلـتُ :
الــغَـمُّ و الـكَـتـمُ الـمُـحَرَّبُ لـلـفتى *
رَحـى لُـؤمى تَـدورُ و تَـحطِمُ
.................................................
و الـهَـمُّ عَـطّـابُُ الـشَبابِ و شَـيبُهُ
.................................................
فَـضَحَ الـزَمانُ صُـويحِبَيَّ و قالَ لي
.................................................
خَـيَّـبـتَ ظَــنّـي يــا لَـبـيبُ فَـإنَّـني
.................................................
كــم مــن فَـتـىً حَـنَّـكتُهُ بِـحَـقيقَةٍ
................................................
الـجَهلُ فـي بَـعضِ الـمَسائِلِ نِعمَةٌ
...............................................
و الـصَفحُ عـن بَـعضِ الذُنوبِ مَذَمَّةٌ
...............................................
و الـبُعدُ عـن بَـعضِ الصِحابِ غَنيمَةٌ
...............................................
خُـذْ لـلصِحابِ مـن الشِدادِ شَهادَةً
.................................................
الــنــاسُ كــالأيّــامِ أهــــلُ تَـقَـلُّـبٍ
................................................
لا تَـحـفَـظُ الأيّـــامُ صُـحـبَـةَ واثِـــقٍ
و صَـديـقُ أمـسِـكَ بِـالمَضَرَّةِ أعـلَمُ
................................................
* المُحَرَّب : المُغضَب
للشاعر اسامة سليم .
ليست هناك تعليقات