أحدث المواضيع

( ســـــــــــــوانح --- !! ) بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي

( ســـــــــــــوانح --- !! )
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
-------------------------------------
( ذكـــــــــــاء امرأة ----- !! )
((( بين المرأة و الخليفة هارون الرشيد )))
قديما تصفحت هذا الموضوع أيام الجامعة عندما اشتريت كتاب " المستطرف لكل فن مستطرف " للابشهي و هو يزين مكتبتي الخاصة في بيتي طبعة انيقة لبنانية من دار الملايين -----
و لم لا فهو جامع للغة و اللادب و الشعر مادة ثرية رائعة اقلب في صفحاته بعد الوقت عندما اكون بحاجة الي مثل هذه الثقافة و لا سيما الشوارد و النوادر فهو موسوعة بحق تظل لغتنا الجميلة اللغة الشاعرة
حيث وجدت أن الالفاظ العربية تعرف التورية فالكلمة تحمل اكثر من مدلول في شكل التضاد القبح و الجمال وجهان للكلمة في هذه الحكاية –
فالناظر الي ظاهر المفردات انها تدل علي الخير---- !!
بل المدقق للمفردات يعرف ان اللغة حمالة لمعاني كثيرة تفضح التعبيرات من خلال سياق الكلام
فنجدها في نفس الوقت تحمل الشر و العكس كما سنري في هذه المحاورة البليغة بين المرأة و الخليفة ---
مع مضمون الحكاية :
-------------------
دخلت امراة على هارون الرشيد وكان في اجتماع مع أعيان رجال الدولة.فقالت بعد التحية :
يا أمير المؤمنين أقر الله عينك ، وفرحك بما آتاك ، وأتم الله سعدك ، لقد حكمت فقسطت .
فسألها الرشيد : من تكونين أيتها المرأة ؟
فقالت : من آل برمك .
من قتلت رجالهم ، وأخذت أموالهم ، وسلبت نوالهم ، فقال :
أما الرجال فنفذ فيهم حكم الله ، وأما المال فمردود عليك ، ثم ألتفت إلى الحاضرين وقال :
أتدرون ماذا قالت المرأة ؟
قالوا ما قالت إلا خيراً .
قال الرشيد : أنتم لم تفهموا مرادها .
فقولها أقر الله عينك بمعنى أسكنها عن الحركة . وسكون العين عن الحركة يعني العمى .
وأما قولها وفرحك بما آتاك تقصد به قوله تعالى }حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }الأنعام44
وأما قولها : وأتم الله سعدك فأخذته من قول الشاعر :
إذا تَم أمر بدا نقصه توقع زوالاً إذا قيل تم
وأما قولها لقد حكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً }الجن15
فتعجب الحاضرون من بلاغة المرأة وذكاء الرشيد
نعم ان اللغة العربية ساحرة شاعرة تكشف عن مدلول الاسماء و المسميات في وجوه عدة تحمل الشيء و ضده في نفس الوقت لكن بالممارسة و التذوق الفني للبيان و البقلاغة نكشف اسرار هذه الكلمات بعمق و عشق لمفردات اللغة حيث روعة التورية بين المعني القريب السطي و البعيد العميق تأكيدا علي روعة التعبير و التصوير للمواقف المتنوعة بين المرسل و المتلقي تبقي جماليات المدلول ننهل منها رحيق الفكر و الوجدان دائما
مع سانحة أخري نتعلم فنون العربية البحر الزاخر دائما

ليست هناك تعليقات