امرالة شرقية الملامح*عبد الهادي شلا حميد عقبي
قراءة لقصة' إمرأة شرقية الملامِح ' للقاص عبدالهادي شلا حميد عقبي / باريس - سينمائي يمني مقيم بفرنسا
1007-11-201410:49 PM
imgTopic
قراءة لقصة" إمرأة شرقية الملامِح " للقاص عبدالهادي شلا
حميد عقبي / باريس - سينمائي يمني مقيم بفرنسا
ضمن مجموعته القصصية تساقط الحروف للقاص عبدالهادي شلا، التي اصدرها ألكترونيا مركز شلا للفنون في كندا، اخترت قصة "إمرأة شرقية الملامِح" كنموذج ربما شدني اسلوب القاص الغني بالحركة و الفعل ثم الانفعال الداخلي الذي يمكن أن تُحسّه، القاص يتوغل بحرفية للداخل مستخدما بعض الدلالات الخارجية، نحن هنا امام وصف يقترب لخلق مشهد يمكن معالجته سينمائيا بسهولة، تبدا القصة بحضور قوي و ملفت لهذه المرأة التي ستربك الفنان فالفنان كما يمكن أن نفهم أنه في طريقه للمرسم لتأتي هذه المرأة، اول فعل قامت به هو المرواغة و اول مكان تحتله هو راس الفنان مستولية على خياله، العبارة الأولى تجعلنا نشعر بالدخول للمغامرة لا نعلم كيف ستنتهي.
في الطريق الى المرسم راوغته،،برأسه و خياله ،،دارت
"في الطريق إلى المرسم راوغته ..برأسه وخياله..دارت
على غير عادتها.. شكل إمرأة تقمصت
عن مالمحها..ما كشفت بل في ضبابها الكثيف.. بعيدة ..بقيت
تطل لحظة و لحظات تختفي.."
هي اذن من اختار الفنان هي من تأتي تتقمص الادوار، لم تكن واضحة صريحة بل لها عالمها الضبابي تختفي.. تبتعد.. تقترب، هذه بعض افعالها، اذن لن تكون سهلة، نُحّس هنا بميلاد كائنة تأتى لتزج بكائن اخر في صراع، فشخصية المرأة من خلال الوصف الأولي تجعلنا نتشوق أكثر، القاص هنا كان ذكياً بإثارة عامل التشويق، فهو لم يفصح عن الفنان أو يسرف بوصفه في البداية، تكون هي هذه الكائنة تقتحم عالمنا فجأة نصبح فريسة لحلم لا نعلم الكثير من تفاصيله في اللحظات الأولى.
يصل الفنان الى المرسم يحاول القاص تقريب الصورة كلقطة متوسطة قريبة ليصف لنا شخصاً يلقي بجسده على الأريكة ،بجسده المتعب،،اسند راسه الى الخلف،،سيجارة أشعل،،نفسا عميقا
" في المرسم..ما أن ألقى على الأريكة بجسده المتعب.. اسند رأسه إلى الخلف.. سيجارة أشعل
...و نفسا عميقا ..سحب"
نحن اذن امام وصف يحاول تقريب الفنان أكثر هذه الصورة هي قريبة لفنان تشكيلي مرهق ، السيجارة كذلك توحي بأن ثمة شيء بالداخل، ثمة صراع داخلي يشوش يقلق هذه الشخصية؛ ثم يتابع القاص هنا استخدم وجهة نظر الفنان ليصف ما يوجد حوله، هذه نقطة رائعة شخصياً احبها كثيرا أن تترك الكاميرا تاخذ مكان شخصيتك لترى ما تراها الشخصية و ليس أنت من يقف ليصف، فهنا التخلص من لغة الخطابة الرتيبة و الوصف الممل، اختار القاص الإيجاز فالشخصية ترى الحامل الخشبي و اللوحة بقماشها الأبيض البكر،،و الالوان المبعثرةعلى الطاولة في منتصف المرسم.
"الحامل الخشبي و اللوحة بقماشها األبيض البكر.. واأللوان المبعثرة على الطاولة في منتصف المرسم ..قبالته في ثبات وتحد..انتصب"
نحن هنا لسنا امام مجرد لقطة جامدة، بل مصحوبة بحركة لتكشف معالم المكان لتخلق، لنا عالم هذا الفنان التشكيلي نحس أن المكان غير مرتب، ثمة فوضى بالخارج و أن أخرى أيضاً بداخل الفنان، في أعماقه ينهض ليرسم يرى من خلال النافذة صخب المدينة و ازقتها وجوه الرجال المرهقة النساء حبلى بالصبر و الغضب، يُحّس أن أحدهم ينادي لا شيء سوى اللوحة البيضاء البكر، هكذا يصف لنا القاص لندخل بشكل إيجابي لنكون جزء من الحدث كأنه يدعو إلى أن نكون كشهود إثبات، ماذا سيحدث؟
نرى الفنان متردد، يدخل في حوار مع المرأة التي تداهمه، ثم يتراجع إلى الأريكة ينظر لما حولة أشياء مبعثرة كتب و مجلات قديمة، هو يحب الفوضى أهي عالمه الخاص لا يستطيع العيش بدونها نحن إذن امام قراءة أكثر جدية للنفس للداخل، لم يصف القاص شكل الفنان و لا قامته لم يلتفت للشكل الخارجي، من اللحظات الأولى اتّجه للداخل، حتى الأدوات الخارجية تشير للداخل هذا الفنان يتقدم.. يتراجع .. يشعل سيجارة ثانية .. ثم يخوض التحدي ليكتشف هذا الدخيل الذي يتسلى.. يرقص في مخيلته محاطاً بهالة ضبابية لا يريد أن يكشف نفسه كاننا امام شبح يتسلى ليخلق القلق و التوتر ليثير فضولنا كمشاهدين للحدث.
نحن هنا امام عالم واقعي هذا الفنان و أخر ميتافزيقي هذا القادم من الخيال أو هذه التي جاءت لتخترق المخيلة الفنية فهل سينتصر الفنان ليرسم هذه المخلوقة؟
الفعل يأتي بسرعة يأخذ الفنان أدواته لكن قبل ذلك يقترب من اللوحة، ثم يستخدم القاص كلمة الرقص
"سيجارة ثانية.. أشعل
من اللوحة..اقترب ،وحولها ..دار
رقصت سبابته على القماش الأبيض..قفزت من أعالها إلى أسفلها..إلى الجانب األيمن.. تمهل قليل ، كأنه يعزف على بيانو،ثم ألقى بجسده المرهق على الأريكة وهو يتأمل بعشق قماش اللوحة األبيض.."
تتحول اللوحة إلى خشبة مسرح، نحس بفعل ديناميكي إندفاع متسرع، ثم يكون السكون، يتوقف يعود إلى الأريكة يشعر الفنان بإرهاق يتأمل ثم ينام، نعيش ما مقطع شاعري
"الفرشاة بين الألوان كفراشة تتخير رحيقها بعناية وهي تقفز بين الورود والزهور ، و تعود إلى اللوحة..فرحة ..منتشية نُثـرت على" الباليت " فتتمايل وتتراقص بينها و تقطف وتعاود مرة أخرى وأخرى إلى حيث الألوان بكل جمالها وزهوها ..
ما يكفي لتهبط به على القماش األبيض البكر، وليتكشف الضباب عن إمرأة شرقية المالمح كلما عادت الفرشاة بألوانها وطرحتها على القماش البكر، برزت مالمحها...ومفاتنهـا!!"
الفرشاة كفراشة هكذا يصفها تختار رحيقها بعناية و هي تقفز بين الورود و الزهورة و تعود الى اللوحة يحدث الفعل اذن هذه الأداة أي الفرشاة تفعل هذا الفعل العجيب لتخلق جمال نحسه صاعق، ينقشع الضباب عن إمرأة شرقية الملامح بما تعني كلمة الشرق من جمال شكلي، من عمق روحي، تشترك كل أدوات الرسام لتحقق لتفك ذاك اللغز، فالمرأة تلبس ثوباً شفافاً هكذا وصفه القاص، نُحسّ هنا بجمال الجسد، فهنا أيضاً يدخل عنصر الضوء ليظهر جمال الجسد المتراقص، لم يكن مجرد جسد أصم جامد هو متفاعل مع الضوء و الظل.
تترك اللوحة لترقص بالمرسم حيث الفوضى، تلامس وجه صاحبها بشالها الأحمر كل هذه الدلالات موحية تكشف لنا عن رغبة داخلية لوجود هذه المرأة، التي ترفض البقاء كلوحة، هي تريد أكثر من ذلك، تحوم حوله ..تتمايل.. تقفز.. تلامس، كل هذه الافعال وصلت لحد الملامسة، هنا الكائنة الميتافيزيقية، لها فعل و وجود فيزيائي محسوس بينما، العالم الواقعي شخصية الفنان نائمة أي دخلت لعالم أخر ذهبت للعالم الميتافيزيقي، ما حدث تبادل الادوار، بل ذهب القاص أبعد من ذلك، المرأة تحاول إخراج الفنان، فعلت كل ما يمكن فعله و النتيجة (ما صحى).
ثم يحضر عامل خارجي طبيعي نسمة باردة تتسلل الجسد
"نسمة باردة من نافذة المرسم..تسللت، جسده المست..ايقظته!!"
بل نشعر أنها هزته كي يستيقظ "اه " كانت الكلمة الأولى تخرج من فمه كبيرة، يمد يده الى أوسع مسافه في الهواء أي الفراغ، يشعل سيجارة، يسال نفسه الكثير من الاسئلة، هي موجودة اذن عادت إلى اللوحة يقترب.. يتأملها، يحس بها، يرتعد يتلفت ليكشف لنا ما يوجد بالمرسم ليس فقط الفوضاء الكتب و المجلات و اعقاب السجائر، هناك اللوحات المعلقة لنساء جميلات، يعاود النظر للنافذة التي تطل على الواقع الحقيقي كون المرسم بكل ادواته اركانه جدرانه و الفوضاء هي عالم الحلم، العالم الحقيقي الذي يعيشه الفنان المبدع العالم الواقعي لا يتغير، يظل جامد بحالته برجالها المرهقين و نسائها الحبلى بالصبر و الغضب، إذن نفس الحالة لا يتغيير الواقع لكن عالم الحلم يضاف إليه مخلوقة جديدة بملامح شرقية فاتنة، يختم القاص القصة بكلمة بحث مع علامة استغراب و تسائل و هذه الخاتمة لا تجعل النهاية مغلقة نهائيا فما حدث حلم ام فعل ابداعي في حالة حلم هو العالم الحالم لفنان يعيش الحلم كفعل و واقع يتفاعل مع العناصر الغير مرئية يحاورها او هي تاتي اليه لتحاوره لتضع نفسها لتكون جزء من عالمه.
هذه قراءة سريعة ما لفت انتباهي هو الإستخدام الديناميكي للفعل بإسلوب فني يقترب من الكتابة السينمائية تزج المتلقي للمشاركة.. للتفاعل، يعطي القاص البطولة للكائنة الميتافيزيقية، يعطيها السيطر القدرة على الوجود، نحن امام قاص و فنان تشكيلي يتعمق في دواخله يسافر بنا للغوص في الخيال الفني، فالقصة هي رحلة قصيرة لإعماق الداخل ثم تلقي بنظرة للخارج، قراءة للواقع المرهق الصابر و الغاضب، هو مرهق مثله مثل بقية الرجال، هذه المرأة الشرقية الجميلة الفاتنة هل ستصبر؟ البقاء في صمت؟ هل ستثور و يتفجر غضبها يوما ؟هناك اسئلة كثيرة تظل تبحث أيضاً عن إجابات.
لقراءة القصة مرفق الرابط تجدونها القصة الثانية
http://www.alsaraha.com/majalaFiles/d849846352.pdf
1007-11-201410:49 PM
imgTopic
قراءة لقصة" إمرأة شرقية الملامِح " للقاص عبدالهادي شلا
حميد عقبي / باريس - سينمائي يمني مقيم بفرنسا
ضمن مجموعته القصصية تساقط الحروف للقاص عبدالهادي شلا، التي اصدرها ألكترونيا مركز شلا للفنون في كندا، اخترت قصة "إمرأة شرقية الملامِح" كنموذج ربما شدني اسلوب القاص الغني بالحركة و الفعل ثم الانفعال الداخلي الذي يمكن أن تُحسّه، القاص يتوغل بحرفية للداخل مستخدما بعض الدلالات الخارجية، نحن هنا امام وصف يقترب لخلق مشهد يمكن معالجته سينمائيا بسهولة، تبدا القصة بحضور قوي و ملفت لهذه المرأة التي ستربك الفنان فالفنان كما يمكن أن نفهم أنه في طريقه للمرسم لتأتي هذه المرأة، اول فعل قامت به هو المرواغة و اول مكان تحتله هو راس الفنان مستولية على خياله، العبارة الأولى تجعلنا نشعر بالدخول للمغامرة لا نعلم كيف ستنتهي.
في الطريق الى المرسم راوغته،،برأسه و خياله ،،دارت
"في الطريق إلى المرسم راوغته ..برأسه وخياله..دارت
على غير عادتها.. شكل إمرأة تقمصت
عن مالمحها..ما كشفت بل في ضبابها الكثيف.. بعيدة ..بقيت
تطل لحظة و لحظات تختفي.."
هي اذن من اختار الفنان هي من تأتي تتقمص الادوار، لم تكن واضحة صريحة بل لها عالمها الضبابي تختفي.. تبتعد.. تقترب، هذه بعض افعالها، اذن لن تكون سهلة، نُحّس هنا بميلاد كائنة تأتى لتزج بكائن اخر في صراع، فشخصية المرأة من خلال الوصف الأولي تجعلنا نتشوق أكثر، القاص هنا كان ذكياً بإثارة عامل التشويق، فهو لم يفصح عن الفنان أو يسرف بوصفه في البداية، تكون هي هذه الكائنة تقتحم عالمنا فجأة نصبح فريسة لحلم لا نعلم الكثير من تفاصيله في اللحظات الأولى.
يصل الفنان الى المرسم يحاول القاص تقريب الصورة كلقطة متوسطة قريبة ليصف لنا شخصاً يلقي بجسده على الأريكة ،بجسده المتعب،،اسند راسه الى الخلف،،سيجارة أشعل،،نفسا عميقا
" في المرسم..ما أن ألقى على الأريكة بجسده المتعب.. اسند رأسه إلى الخلف.. سيجارة أشعل
...و نفسا عميقا ..سحب"
نحن اذن امام وصف يحاول تقريب الفنان أكثر هذه الصورة هي قريبة لفنان تشكيلي مرهق ، السيجارة كذلك توحي بأن ثمة شيء بالداخل، ثمة صراع داخلي يشوش يقلق هذه الشخصية؛ ثم يتابع القاص هنا استخدم وجهة نظر الفنان ليصف ما يوجد حوله، هذه نقطة رائعة شخصياً احبها كثيرا أن تترك الكاميرا تاخذ مكان شخصيتك لترى ما تراها الشخصية و ليس أنت من يقف ليصف، فهنا التخلص من لغة الخطابة الرتيبة و الوصف الممل، اختار القاص الإيجاز فالشخصية ترى الحامل الخشبي و اللوحة بقماشها الأبيض البكر،،و الالوان المبعثرةعلى الطاولة في منتصف المرسم.
"الحامل الخشبي و اللوحة بقماشها األبيض البكر.. واأللوان المبعثرة على الطاولة في منتصف المرسم ..قبالته في ثبات وتحد..انتصب"
نحن هنا لسنا امام مجرد لقطة جامدة، بل مصحوبة بحركة لتكشف معالم المكان لتخلق، لنا عالم هذا الفنان التشكيلي نحس أن المكان غير مرتب، ثمة فوضى بالخارج و أن أخرى أيضاً بداخل الفنان، في أعماقه ينهض ليرسم يرى من خلال النافذة صخب المدينة و ازقتها وجوه الرجال المرهقة النساء حبلى بالصبر و الغضب، يُحّس أن أحدهم ينادي لا شيء سوى اللوحة البيضاء البكر، هكذا يصف لنا القاص لندخل بشكل إيجابي لنكون جزء من الحدث كأنه يدعو إلى أن نكون كشهود إثبات، ماذا سيحدث؟
نرى الفنان متردد، يدخل في حوار مع المرأة التي تداهمه، ثم يتراجع إلى الأريكة ينظر لما حولة أشياء مبعثرة كتب و مجلات قديمة، هو يحب الفوضى أهي عالمه الخاص لا يستطيع العيش بدونها نحن إذن امام قراءة أكثر جدية للنفس للداخل، لم يصف القاص شكل الفنان و لا قامته لم يلتفت للشكل الخارجي، من اللحظات الأولى اتّجه للداخل، حتى الأدوات الخارجية تشير للداخل هذا الفنان يتقدم.. يتراجع .. يشعل سيجارة ثانية .. ثم يخوض التحدي ليكتشف هذا الدخيل الذي يتسلى.. يرقص في مخيلته محاطاً بهالة ضبابية لا يريد أن يكشف نفسه كاننا امام شبح يتسلى ليخلق القلق و التوتر ليثير فضولنا كمشاهدين للحدث.
نحن هنا امام عالم واقعي هذا الفنان و أخر ميتافزيقي هذا القادم من الخيال أو هذه التي جاءت لتخترق المخيلة الفنية فهل سينتصر الفنان ليرسم هذه المخلوقة؟
الفعل يأتي بسرعة يأخذ الفنان أدواته لكن قبل ذلك يقترب من اللوحة، ثم يستخدم القاص كلمة الرقص
"سيجارة ثانية.. أشعل
من اللوحة..اقترب ،وحولها ..دار
رقصت سبابته على القماش الأبيض..قفزت من أعالها إلى أسفلها..إلى الجانب األيمن.. تمهل قليل ، كأنه يعزف على بيانو،ثم ألقى بجسده المرهق على الأريكة وهو يتأمل بعشق قماش اللوحة األبيض.."
تتحول اللوحة إلى خشبة مسرح، نحس بفعل ديناميكي إندفاع متسرع، ثم يكون السكون، يتوقف يعود إلى الأريكة يشعر الفنان بإرهاق يتأمل ثم ينام، نعيش ما مقطع شاعري
"الفرشاة بين الألوان كفراشة تتخير رحيقها بعناية وهي تقفز بين الورود والزهور ، و تعود إلى اللوحة..فرحة ..منتشية نُثـرت على" الباليت " فتتمايل وتتراقص بينها و تقطف وتعاود مرة أخرى وأخرى إلى حيث الألوان بكل جمالها وزهوها ..
ما يكفي لتهبط به على القماش األبيض البكر، وليتكشف الضباب عن إمرأة شرقية المالمح كلما عادت الفرشاة بألوانها وطرحتها على القماش البكر، برزت مالمحها...ومفاتنهـا!!"
الفرشاة كفراشة هكذا يصفها تختار رحيقها بعناية و هي تقفز بين الورود و الزهورة و تعود الى اللوحة يحدث الفعل اذن هذه الأداة أي الفرشاة تفعل هذا الفعل العجيب لتخلق جمال نحسه صاعق، ينقشع الضباب عن إمرأة شرقية الملامح بما تعني كلمة الشرق من جمال شكلي، من عمق روحي، تشترك كل أدوات الرسام لتحقق لتفك ذاك اللغز، فالمرأة تلبس ثوباً شفافاً هكذا وصفه القاص، نُحسّ هنا بجمال الجسد، فهنا أيضاً يدخل عنصر الضوء ليظهر جمال الجسد المتراقص، لم يكن مجرد جسد أصم جامد هو متفاعل مع الضوء و الظل.
تترك اللوحة لترقص بالمرسم حيث الفوضى، تلامس وجه صاحبها بشالها الأحمر كل هذه الدلالات موحية تكشف لنا عن رغبة داخلية لوجود هذه المرأة، التي ترفض البقاء كلوحة، هي تريد أكثر من ذلك، تحوم حوله ..تتمايل.. تقفز.. تلامس، كل هذه الافعال وصلت لحد الملامسة، هنا الكائنة الميتافيزيقية، لها فعل و وجود فيزيائي محسوس بينما، العالم الواقعي شخصية الفنان نائمة أي دخلت لعالم أخر ذهبت للعالم الميتافيزيقي، ما حدث تبادل الادوار، بل ذهب القاص أبعد من ذلك، المرأة تحاول إخراج الفنان، فعلت كل ما يمكن فعله و النتيجة (ما صحى).
ثم يحضر عامل خارجي طبيعي نسمة باردة تتسلل الجسد
"نسمة باردة من نافذة المرسم..تسللت، جسده المست..ايقظته!!"
بل نشعر أنها هزته كي يستيقظ "اه " كانت الكلمة الأولى تخرج من فمه كبيرة، يمد يده الى أوسع مسافه في الهواء أي الفراغ، يشعل سيجارة، يسال نفسه الكثير من الاسئلة، هي موجودة اذن عادت إلى اللوحة يقترب.. يتأملها، يحس بها، يرتعد يتلفت ليكشف لنا ما يوجد بالمرسم ليس فقط الفوضاء الكتب و المجلات و اعقاب السجائر، هناك اللوحات المعلقة لنساء جميلات، يعاود النظر للنافذة التي تطل على الواقع الحقيقي كون المرسم بكل ادواته اركانه جدرانه و الفوضاء هي عالم الحلم، العالم الحقيقي الذي يعيشه الفنان المبدع العالم الواقعي لا يتغير، يظل جامد بحالته برجالها المرهقين و نسائها الحبلى بالصبر و الغضب، إذن نفس الحالة لا يتغيير الواقع لكن عالم الحلم يضاف إليه مخلوقة جديدة بملامح شرقية فاتنة، يختم القاص القصة بكلمة بحث مع علامة استغراب و تسائل و هذه الخاتمة لا تجعل النهاية مغلقة نهائيا فما حدث حلم ام فعل ابداعي في حالة حلم هو العالم الحالم لفنان يعيش الحلم كفعل و واقع يتفاعل مع العناصر الغير مرئية يحاورها او هي تاتي اليه لتحاوره لتضع نفسها لتكون جزء من عالمه.
هذه قراءة سريعة ما لفت انتباهي هو الإستخدام الديناميكي للفعل بإسلوب فني يقترب من الكتابة السينمائية تزج المتلقي للمشاركة.. للتفاعل، يعطي القاص البطولة للكائنة الميتافيزيقية، يعطيها السيطر القدرة على الوجود، نحن امام قاص و فنان تشكيلي يتعمق في دواخله يسافر بنا للغوص في الخيال الفني، فالقصة هي رحلة قصيرة لإعماق الداخل ثم تلقي بنظرة للخارج، قراءة للواقع المرهق الصابر و الغاضب، هو مرهق مثله مثل بقية الرجال، هذه المرأة الشرقية الجميلة الفاتنة هل ستصبر؟ البقاء في صمت؟ هل ستثور و يتفجر غضبها يوما ؟هناك اسئلة كثيرة تظل تبحث أيضاً عن إجابات.
لقراءة القصة مرفق الرابط تجدونها القصة الثانية
http://www.alsaraha.com/majalaFiles/d849846352.pdf
alsaraha.com
ليست هناك تعليقات