آفات الزنى *محمود عبده المحامى
آفات
الزنى ........الزنى يجمع خلال الشر كلها .من قلة الدين وذهاب الورع وفساد
المروءة .وقلة الغيرة .فلا تجدزانيا معه ورع .ولا وفاء بعهد .ولاصدق فى
حديث.ولا محافظة على صديق .ولا غيرة تامة على أهله ..فالغدر والكذب
والخيانة وقلة الحياء وعدم المراقبة وعدم الأنفة للحرم وذهاب الغيرة من
القلب من شعبه وموجباته ...ومن موجباته غضب الرب بافساد حرمه وعياله
..ومنها سواد الوجه وظلمته وما يعلوه من الكآبة والمقت الذى يبدو عليه
للناظرين ومنهاظلمة القلب وطمس نوره .وهو الذى أوجب طمس نور الوجه وغشيان
الظلمة له ..ومنها الفقر اللازم .وفى أثر يقول الله تعالى - أنا الله مهلك
الطغاة ومفقر الزناة - ..ومنها أنه يذهب حرمة فاعله .ويسقطه من عين ربه ومن
أعين عباده..ومنها أنه يسلبه أحسن الأسماء .وهو اسم العفة والبر والعدالة
ويعطيه أضدادها كاسم الفاجر والفاسق والزانى والخائن .........ومنها أنه
يسلبه اسم المؤمن كما فى الصحيحين عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال - لا
يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن - صحيح البخارى ومسلم 2475-57-..فسلبه اسم
الايمان المطلق وان لم يسلب عنه مطلق الايمان ( والخلاصة أنه لا يخرج عن
زمرة المسلمين ) ..ومنها أنه يعرض نفسه لسكنى التنور الذى رأى النبى صل
الله عليه وسلم فيه الزناة والزوانى .....ومنها أنه يفارقه الطيب الذى وصف
الله به أهل العفاف .ويستبدل به الخبيث الذى وصف الله به الزناة ......كما
قال الله تعالى- الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين
والطيبون للطيبات - النور 26- وقد حرم الله الجنة على كل خبيث بل جعلها
مأوى الطيبين ولا يدخلها الا طيب ......قال الله تعالى - الذين تتوفاهم
الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون - النحل
32- وقال تعالى - وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين - الزمر
73-.. فانما استحقوا سلام الملائكة ودخول الجنة بطيبهم ....والزناة من
أخبث الخلق .وقد جعل الله تعالى جهنم دار الخبيث وأهله .....فاذا كان يوم
القيامة ميز الخبيث من الطيب وجعل الخبيث بعضه على بعض ثم ألقاه وألقى أهله
فى جهنم .فلا يدخل النار طيب ولا يدخل الجنة خبيث .....ومنها الوحشة التى
يجعلها الله سبحانه وتعالى فى قلب الزانى .وهى نظير الوحشة التى تعلو وجهه
..فالعفيف على وجهه حلاوة وفى قلبه أنس .ومن جالسه استأنس به ....والزانى
تعلو وجهه الوحشة ومن جالسه استوحش به .....ومنها قلة الهيبة التى تنزع من
صدور أهله وأصحابه وغيرهم له ..وهو أحقر شئ فى نفوسهم وعيونهم .بخلاف
العفيف فانه يرزق المهابة والحلاوة .......ومنها أن الناس ينظرونه بعين
الخيانة ولا يأمنه أحد على حرمته وعلى ولده ..ومنها الرائحة التى تفوح عليه
يشمها كل ذى قلب سليم تفوح من فيه وجسده .......ومنها ضيقة الصدر وحرجه
.....فالزناة يعاملون بضد قصودهم .....فان من طلب لذة العيش وطيبه بما حرمه
الله عليه عاقبه بنقيض قصده .فان ماعند الله لا ينال الا بطاعته .ولم يجعل
الله معصيته سببا الى خير قط ......ولو علم الفاجر مافى العفاف من اللذة
والسرور وانشراح الصدر وطيب العيش لرأى أن الذى فاته من اللذة أضعاف أضعاف
ما حصل له .......ومنها أنه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين فى
المساكن الطيبة فى جنات عدن .........ومنها أن الزنى يجرئه على قطيعة الرحم
وعقوق الوالدين وكسب الحرام وظلم الخلق واضاعة أهله وعياله ......وربما
قاده قسرا الى سفك الدم الحرام ...وربما استعان عليه بالسحر وبالشرك وهو
يدرى أو لا يدرى ......فهذه المعصية لا تتم الا بأنواع من المعاصى قبلها
وبعدها ..ويتولد معها أنواع أخر من المعاصى بعدها .فهى محفوفة بجند من
المعاصى قبلها وجند بعدها ....وهى أجلب شئ لشر الدنيا والآخرة ..وأمنع شئ
لخير الدنيا والآخرة .....واذا علقت بالعبد فوقع فى حبائلها وأشراكها عز
على الناصحين استنقاذه...وأعيى الأطباء دواؤه ..فأسيرها لا يفدى ..وقتيلها
لا يودى ..وقد وكلها الله سبحانه بزوال النعم فاذا ابتلى بها عبدفليودع نعم
الله فانها ضيف سريع الانتقال .وشيك الزوال قال الله تعالى .....-ذلك بأن
الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع
عليم - الأنفال 53- وقال تعالى - واذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما
لهم من دونه من وال - الرعد 11.....روضة المحبين ونزهة المشتاقين لابن
القيم بتصرف ...بقلمى | محمود عبد الخالق عطيه المحامى
ليست هناك تعليقات