قصيدة: " عروس الوديان والبساتين" – شعر د. أحمد محمود
قصيدة: " عروس الوديان والبساتين" – شعر د. أحمد محمود – 7 نوفمبر 2013
(1)
ماذا تفعلين؟
ولماذا إلى الأعلى تشرأبين؟!
كعرائش العنب تعربشين!!!
وعلى خاصرة الشجرة تقفين؟!
وبين ثناياها تنحنين وتتسلقين!!
تمتدين كالياسمين،
وبأهدابك تعتلين فروعها
تهمسين وتناجين
بريق حبات الندى فوق أجياد البراعم وتحاورين
تختضنين أزهار الجلنار كالفل، والنرجس والزيزفون!!
كاليراعة فوق رؤوس الأفنان تتراقصين وترفرفين
وبين خيوط السنا وقطرات الطل تتمايلين
ومثل عصافير الربيع تغردين و تزقزقين!!
وإلام على غصون الرمان تلتفين؟؟!!
تمازحين أكواز الرمان وتنتقين
من بينها ما تعشقين وترغبين
وتلثمين بأجفانك وبفيك ما تشتهين
يا حورية الحواكير ويا نسائم الفجر الحنون
يا عروس الوديان، والسواقي والبساتين.
(2)
إني أراك بعينيك ورموشك ترسمين
خرائط الوطن الذي جزته النصال والسكاكين
بأحداقك الفلسطينية تتمخترين
تكتبين على أوراق الأشجار كلمة فلسطين
وترسمين علمها الأسير الحزين
وتدونين في سجلات الزنازن والسجون
تاريخ الأسر، والأسى، والنوى والسنين
عيناك تشتاق للمسجد الأقصى السجين
تنظرين الى البراعم وتحدقين
وكأنك لجمالها تلثمين
ولعبيرها الفلسطيني تتنشقين وتغازلين.
( 3 )
ماذا تقطفين؟
ماذا تحملين؟
ماذا تلمسين؟
وبماذا تحلمين وتعانقين؟
أراك كالبدرتطوفين وتبحثين
أراك كناراً فلسطينياً تدمع عيناه للقاء العاشقين
وأكواز الرمان بعينيك تداعبين
ولبريقها الوردي تطاردين
وعلى خدودها الملساء بأناملك تداعبين
ويدك البيضاء تتهادى نحوها كغناء الحساسين
وشمس الصباح تحبو صوبك ولك تستكين
وتراقص همس الشفاه، والرموش والجفون
وتلامس ضفائر شعرك الكستنائي وهلال الجبين
(4)
لسحرك تنحني أفنان الرمان، والبراعم والغصون
وزهر الجلنار ينثر من بهاء عينيك عطر السكون
وينساب طوعاً في كل مكان كالمأفون
كقطرات المطر المشتاق بين رمال الأرض العطشى تنسلين
كتدفق دماء الحياة في حنايا الشرايين
وتصعدين الى العلياء كأعناق أشجار السرو، والسنديان والشربين؟؟!!!
يا قبرة مقدسية حلقت فوق بيارات الوطن الذبيح المسكين
فإلى متى ستظلين تطيرين
وتجوبين جدار العزل العنصري اللعين
وفي السماء الزرقاء تسافرين
وبين الغيوم ترحلين
وفوق الروابي والسواقي تحلقين
وعن ظلال الحرية ومشاعلها تفتشين؟؟!!
(5)
تنظرين إلى السماء وبين المزن تقلبين
بحثاً عن عاشق فلسطيني للربا رهين
عن متيم كسرت، بل هشمت أضلاعه أوزار الحنين
قيدته أصفاد الدياجي ونيران الهجير والأتاتين
عن تائه مغيب خلف غياهب الزنازن والسنين
عن شفق حائم وراء النجوم، والغيوم والمتون
عن طفل مسن لقفته رمال الفيافي والشجون
عن راحل في الصحارى أثقلت كاهله عناكب الظنون
عن مهاجر أزلي أعيته سنابك النوى، والنؤى والأنين
عن طائر عاشق ألهبت أرياشه حمم الردى والبراكين
عن وطن فلسطيني هائم، مغرم، عاشق تنقبين!!!!!!
عن دوري فلسطيني يناديك من وراء جدار العزل والشياطين.
عن لاجئ فلسطيني أدمته حراب المنافي وجراحات المنون.
مع تحيات د. أحمد محمود
قصيدة: " عروس الوديان والبساتين" – شعر د. أحمد محمود
مراجعة بواسطة randa
في
1:34:00 م
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات