أحدث المواضيع

يمامةٌ ، بقلم / أسعد المصري

جَاءتني يمامةٌ تنوحُ؛

وقد تَرَكتْ عُشَّها مُعلقاً،

بين السَّماءِ والأرضِ؛

تائهٌ بين اثنينْ،

وأنا الذي قَضَيْتُ حَياتي في هذهِ الدُّنيَا،

بَيْنَ بينْ ،

ومُعلقٌ بين اليأسِ والرَّجاءِ ،

ولم يُفصلْ بين القولينْ.

*****

وَليتها مَا جَاءتْ

فقد أَثارتْ في أعْمَاقي شُجونا

تمَاسكتُ هَممتُ أواسِيْها

ولكن وَجَدَتُها تَبكي عَيشي

في عالمٍ أصبحَ مجنونا.

*****

شَريدةٌ نَاحتْ على شَرِيدٍ،

وطَرِيدةٌ تبتغي مأْوَى من طريدٍ،

تَضْرِبُ بجناحَيها رِيحاً سُوداءَ ،

ما أنا عنها ببعيدٍ.

*****

جَائتني...

فَقُلتُ: لعلها

افتقدت مِثلي الصَّدرَ الحنونَ .

أو اِستَشعَرت مثليَ شراً مَكْنُونا .

وسَكنَ الأسى قَلبي

وَقُلتُ يا ليتني مَعكِ أطيرُ.

أو أقتفي أثرُكِ

وقد أغيبُ أو تغيبي. و تعودُ الطيورُ

ولكن العزمَ وَهَنَ بداخلي مكسورُ.

*****

قلتُ: لعلكِ تَنْتبهي

إن أنا نُحتُ.

أنتِ عَلَيَّ تَنُوحينَ.

فقد أصبح النَّوائِحُ على وَجَعِي مَعْدُومينَ.

و مِنْ شَرٍ إن تَطيرتِ

أكونُ مِنْ المتطيّرينَ.

*****

فما أوهَنُ مِنْ بِنائِنا،

وما أوهَنُ مِنْ مَتاعِنا .

فَنحنُ عُشُّنا من وهمٍ.

وأجسَادنا تَلْفَحُها وجُوهٌ من جَهْمٍ.

وَا أسفاه. وَا أسفاه

ما أصَبنا في هذهِ الدُنيا مِنْ سَهمٍِ.

ولا مَلأنا بطُونَنا من نَهَمٍ.

******

من ديوان أوراقٌ مُبعثرةٌ مِنْ الجَنوبِ

للشاعر أسعد المصري

المودع بدار الكتب والوثائق المصرية تحت رقم

3824 /2013 في 30/1/2013

ليست هناك تعليقات