جَاءتني يمامةٌ تنوحُ؛
وقد تَرَكتْ عُشَّها مُعلقاً،
بين السَّماءِ والأرضِ؛
تائهٌ بين اثنينْ،
وأنا الذي قَضَيْتُ حَياتي في هذهِ الدُّنيَا،
بَيْنَ بينْ ،
ومُعلقٌ بين اليأسِ والرَّجاءِ ،
ولم يُفصلْ بين القولينْ.
*****
وَليتها مَا جَاءتْ
فقد أَثارتْ في أعْمَاقي شُجونا
تمَاسكتُ هَممتُ أواسِيْها
ولكن وَجَدَتُها تَبكي عَيشي
في عالمٍ أصبحَ مجنونا.
*****
شَريدةٌ نَاحتْ على شَرِيدٍ،
وطَرِيدةٌ تبتغي مأْوَى من طريدٍ،
تَضْرِبُ بجناحَيها رِيحاً سُوداءَ ،
ما أنا عنها ببعيدٍ.
*****
جَائتني...
فَقُلتُ: لعلها
افتقدت مِثلي الصَّدرَ الحنونَ .
أو اِستَشعَرت مثليَ شراً مَكْنُونا .
وسَكنَ الأسى قَلبي
وَقُلتُ يا ليتني مَعكِ أطيرُ.
أو أقتفي أثرُكِ
وقد أغيبُ أو تغيبي. و تعودُ الطيورُ
ولكن العزمَ وَهَنَ بداخلي مكسورُ.
*****
قلتُ: لعلكِ تَنْتبهي
إن أنا نُحتُ.
أنتِ عَلَيَّ تَنُوحينَ.
فقد أصبح النَّوائِحُ على وَجَعِي مَعْدُومينَ.
و مِنْ شَرٍ إن تَطيرتِ
أكونُ مِنْ المتطيّرينَ.
*****
فما أوهَنُ مِنْ بِنائِنا،
وما أوهَنُ مِنْ مَتاعِنا .
فَنحنُ عُشُّنا من وهمٍ.
وأجسَادنا تَلْفَحُها وجُوهٌ من جَهْمٍ.
وَا أسفاه. وَا أسفاه
ما أصَبنا في هذهِ الدُنيا مِنْ سَهمٍِ.
ولا مَلأنا بطُونَنا من نَهَمٍ.
******
من ديوان أوراقٌ مُبعثرةٌ مِنْ الجَنوبِ
للشاعر أسعد المصري
المودع بدار الكتب والوثائق المصرية تحت رقم
3824 /2013 في 30/1/2013
يمامةٌ ، بقلم / أسعد المصري
مراجعة بواسطة
عبده جمعة مدير تحرير رؤية قلم
في
5:10:00 م
التقييم:
5
ليست هناك تعليقات