أحدث المواضيع

زهرة"التيوليب" هدية للقلوب الظمآنة ، بقلم / بنيحيى علي عزاوي

زهرة"التيوليب" هدية للقلوب الظمآنة

زهرة"التيوليب" رمز الحب العذري والعاطفة الجياشة التي تعشقها المرأة الجميلة والرجل اللبيب...اليوم هو ليس كالأيام الأخرى... هذا اليوم هو تأمل انسيابي يتساءل بهدوء عبر تأملات فلسفية لعالم المسرح الذي ولد مع الرقص ثم تتطور بالشعر إلى عمق الذات الإنسانية الولهانة، ومع الرقص و الشعر استفاضت صوره وألوانه من صنيعة الخيال الجموح المستنير الذي أبحر في عشق الطيران كالعصافير والطيور الجارحة، فحقق الحلم إلى واقع الإنسان في عالم الطيران،.. فتقلص الزمن...واندهش العادي من خلائق الرحمن.. ثم أبحر"الخيال" في غزو الفضاء باحثا عن مخلوقات أخرى ربما تشبهه أو تتقارب معه في الشكل أو ربما لها خوارق الذكاء والاستبصار...فلا زال يبحث وفي البحث اكتشف أشياء يحار فيها العقل ولم يعلنها لعامة الناس خوفا من صدمة الدهشة لأن أغلب بشر الأرض لم ينم بعد، إلى درجة الرقي في استكمال القوة العقلية للإنسان الكوني الجديد..من المؤكد و المتوقع حضوره(( الإنسان الكوني)) في أواسط القرن الواحد والعشرين.مع ذلك فملامحه بدأت تظهر مع الأرواح الراقية التي أصبحت ترى بعيون قلبها القيمة الجمالية للجمال....

الجمال له ألوان وأشكال وكل واحد منا يصنفه بعينين : العين الداخلية وأخرى خارجية..العين الباطنية يعرف سموها الفنان المهووس بالدروموطا والمحاكاة..

المسرحي شاعر بالفطرة..وبالشعر والرقص ولد المسرح..لدلك فالشعراء الأنذال يتبعهم الغاوون...وأما الشعراء /القضية/ المبدأ/ يتبعهم الواعون...الشاعر هو الذي يستطيع بكيفية أوتوماتيكية ترويض وتلاطف العين الداخلية لولبيتها بشكل انسيابي لكي تصنف الجمال الحقيقي ومن ثمة تحفز العين الخارجية لتتبصر صفاء الجمال سواء كان نباتا أو حشرة أو حيوانا أو إنسانا....العين الداخلية تنظر بعمق في سر الجمال وحينها يتحرك الثالوث العجيب المسمى :((القوى المحركة الداخلية)): العقل... الخيال.. الإرادة... لتستبصر هذه القوى الرائعة: مضمون الجمال للفكر المتنور... وأما شكل الجمال فيكمن في الفعل السلوكي الراقي المحمل بمبدأ الاحترام للآخر كيف ما كان لونه أو دينه أو مذهبه أو ملله أو عقيدته وحتى ثقافته....الشاعر الحقيقي هو الذي يصنع من الكلمة روحا حية تغزو العاطفة والعقل معا، فتغذيهما بطاقة نورانية لا مثيل لها...حينها تنقلب موازين القوى فيفيض كالبركان الخير على الشر ثم يعم الرخاء والخصب والنمو،ما بين الأنثى الحرة في بديع فكرها والذكر اللبيب في سمو سلوكيات الجمال، ومعهما/الأنثى والذكر/ ربما يتحقق حلمنا نحن معشر الأنعام في العالم الثالث((الجنوب)) في نشأة الإنسان الكوني الكامن فيه التجلي الأسمى للإلوهية الخارقة في بديع سمو الجمال....

الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحيى علي عزاوي

ليست هناك تعليقات