هذه قراءة نقدية موجزة لقصيدة ( اللحظة ) من ديوان ( الحلم ) للشاعر أيمن محمد اسماعيل
ويحتوى الديوان على خمس وعشرين قصيدة كتبها الشاعر باللهجة العامية ؛ وليسمح لنا القارئ أن نتناول فى عجالة قصيدة ( اللحظة ) وهى أولى قصائد الديوان ؛ ومنذ ( اللحظة ) أو الوهلة الأولى نجد أنفسنا أمام شاعر متمكن من أدواته الفنية منذ المفتتح الجميل
( وف ليلة ضلمة ..الخوف ماليها .. قربت منها ..بصيت فى عينها .. قالتلى خايفة . . وانا كنت خايف )
فالشاعر يعلن من خلال براعة استهلاله عن تواجده مع محبوبته فى مكان مظلم ؛ والشاعر يعطى بعدا لمن يحب لتصبح رمزا لوطن يبحث عن نجاة من مصير غامض فى حاضر كئيب ؛ والمكان الذى يتواجد فيه الشاعر يخيم عليه عدم وضوح الرؤية وقد عبر عنه الشاعر من خلال الظلام
( وف ليلة ضلمة ..الخوف ماليها )
وكلمة ( ضلمة ) تحيلنا الى المؤمرات التى يتعرض لها الوطن ؛ولأن الشاعر نموذج لكل شاب يحب وطنه باخلاص ؛ ويخاف عليه من المؤامرات والفتن التى يتعرض لها ؛ فهو يعلن أن مصيره مرتبط بوطنه فيشعر بالخوف على هذا الوطن الذى يشعر بالأسى والحزن من المصير المجهول ويتضح هذا من خلال تعبير الشاعر
( قالتلى خايفة )
فالمحبوبة / الوطن يدرك جيدا ما نعانيه من فساد وبلطجة وعنف وانفلات امنى مما يتسبب فى اضرار بالغة للمصريين الشرفاء وقد عبر الشاعر عن هذا المعنى فى قوله
ونلاحظ ارتباط الشاعر بوطنه وتألمه لما يكيده له أعداؤه فيتأثر لمصابه فى مشهد يحرك الأفئدة لنتعاطف مع الوطن / الشاعر ونشاطره الأحزان .
ويتناص ختام القصيدة مع نهاية فيلم ( تايتنك ) للمخرج الأمريكى جيمس كاميرون ففى المشهد الأخير نجد بطل الفيلم فور غرق السفينة يجد محبوبته تعانى من البرد القارس فى البحر المثلج فيعطيها فى لفتة انسانية ملابسه للتدفئة مضحيا بنفسه !!!!
وقد استفاد الشاعر ايمن اسماعيل من هذا المشهد الرومانسى الجميل عندما يقول :
( بردت ايدها ما بين ايديه ..لحظة فراق ..لحظة سكوت .. سبقتها لحظة .. واللحظة موت ) .
ويكتشف القارئ أن ( اللحظة ) كما جاءت فى عنوان القصيدة يقصد بها ( الموت ) ؛ ولكننى كمتذوق للشعر أدركت أن الشاعر يقصد كما يتبين لى من قراءة القصيدة هو عجزه أمام ما يتعرض له الوطن من ضرر يحاول الشاعر أن ينقذه فلم يستطع أن يفعل شيئا !!!!!
ان أهمية قصيدة ( اللحظة ) أنها تجعلنا أن ننظر الى ما يتعرض له الوطن من مؤامرات فى كل ( لحظة ) لذلك يطلب منا الشاعر أن نمسك بيد الوطن ( كما فعل بطل فيلم ( تاتينك ) عندما ضحى بنفسه فى سبيل أن تعيش محبوبته .
اننا لن نقف مكتوفى الأيدى أمام ما يتعرض له الوطن من مخاطر ؛ فيتبغى الصمود بعزم وتضحية حتى آخر ( لحظة ) فى حياتنا .
ان ديوان " الحلم " للشاعر ايمن محمد اسماعيل الشهير ب " الواد الشقى " يعبر عن شقاوة محببة الينا فهو يضع قدمه واثق الخطوة فى طريق الشعر ونحن نشجعه وننتظر منه ديوانا باللغة العربية الفصحى كى تكون بدايته صحيحة متمنيين له التوفيق .
الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح
قراءة نقدية فى ديوان " الحلم ، للشاعر / أيمن محمد اسماعيل / بقلم الناقد : عاطف عز الدين عبد الفتاح
مراجعة بواسطة عبده جمعة مدير تحرير رؤية قلم
في
2:14:00 م
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات