أحدث المواضيع

الشاعر عبدة جمعة عنوان القصيدة رؤية

عشقٌ كخيطِ العنبكوت

رؤية

سُدىً جاءت حبيبتي كالشمس في وقت المغيب ، فرحلت عني ، فلا أنارت و لا نشرت الدفء في صقيع أيامي ، و لا أرادت البقاء لتنير ظلام ليلي، و أمتزج القلبين بهذا الوصف ، غرباء ، و كل نهار كان يلقي علينا وشاح وصيته ، و يبعثر أشواقنا على حطب الفراق ، ظامىء أنت أيها القلب المتعثر في كثبان البعد ، فمن أي سراب أتيت بهذا النبض المر ، أمن واحات عينيك التي تمطر هذا الملح المذاب بماء الألم و من صحراء عمرك المضني كنت تشقى بالرحيل ، و الهمسات التي كانت تمر على حياتك مرور السحاب هل ظل منها غيثٌ لجوابك الحائر ، هل ظل فيك من ليلك الساهر قبس يلقي على إنطفاء الشمعة روح الأمل ، تريث أيها القلب و لا تهرب مني ، فمن الأن يشبهك و ليس لك على الأرض شبيه ، فلإجلك يذرف البحر أمواجه دموعاً على ألمك ، أخاف من الأمس الثقيل عليك ، و عاصفة الذكريات التي تشتت ما تبقى منك ، و براثن الحزن التي تُنشب أنيابها في ملامحك ، فلا يبقى منك وجهٌ لنعرفه ، فكيف سأدعوك إلى النبض مرة أخرى ، و النبض صراطٌ لا يجيء إلا بالهجر و أيام الذكرى ، و الأفق قد ضاق عليك ، فلملم ما أعتراك من السكوت ، و أختبىء إن داهمتك تلك الليالي في غارٍ من نزيف الرماد الذي كنت تحيا به ، و أرتدي ما تلاشى من أطياف الشمس على فؤادك ، و أغلق على غارك صخرة المستحيل ، و لا تريني كيف تحول قلبك إلى حمامتين تعشعشان عليه ، و دمك الذي صار كخيط العنكبوت و غزل ألوانه دثاراً عليك ، فلن يرى كهفك أحد ، فلا تخشى على قلبك من سراج الريح ، فقلبك قد أضاء مع مغيب الشمس ثم إنطفأ ،،،،،

ليست هناك تعليقات