عَبد السَلام القصَّاب ------ متى
متىٰ ستأتي بكِ الأقمارُ في فَلَكِي ... و تُشرِقين من المحّار في
شَبَكِي
يا درّةَ التاجِ قد أعْيتْ حشاشتَها ... أشعةَ الشمسِ فانهارتْ
بمَشرِقكِ
متى ستلقي بك الأقدارُ يا قدَراً ... ما منكِ كانَ لهُ ما منهُ كانَ لكِ
قد غرّدتكِ العصافيرُ على الشجرِ ... شدواً تغنِّي به ( يا ليتنا معكِ )
و سامَرتها أزاهيرٌ بأفئدةٍ ... حرّىٰ بشوقٍ يفيضُ في محبّتِكِ
حتى الصخورُ وقد كان بها جَلَدَاً ... تفطّرتْ برضابِ الشهدِ من فمكِ
فانبجسَتْ بمياهِ الصدرِ و انفجرتْ ... سقايةً للحجيجِ حولَ قُبلَتِكِ
أين سأمضي بها أقداحُ غربتِكِ ... و كيف أقضي على أيامِ خَمرتِكِ
و تعلمين بأنّي لا أفارقُكِ ... خَدّايَ صارا لكِ ريشاً وسادتَكِ
أنّي أحبّكِ حبّاً لا يقاربُهُ ... حبلُ الوريدِ لوِ استفتيتهِ دَمُكِ
إنِّي أحبُّكِ لو أنَّ الرياحَ جَرَتْ ... بينَ يديَّ رُخاءً لستُ أُبدِلُكِ
بهَا و لَا أرتضي بغيرِكِ بَدَلاً ... قوسُ السحابِ زها منها جدائلُكِ
لا تسأليني لماذا صرتُ أعشقُكِ ... لو أنّني عالمٌ لكنتُ أسألُكِ
و تعرفينَ بأنَّ الشعرَ طوعَ يدي ... ماشئتِ منهُ لكِ خذيهِ و امتلكي
ما راقَ من أعذبِ الأبياتِ أسفحُهُ ... فوقَ الخِضِاب الّتي من تحتِ خَطوتكِ
متى ستأتينَ يا مدرارةً حَمَلتْ ... خصالَ كلِّ النساء سرُّهُنَّ بِكِ
عودي فإنَّ السماءَ غيرُ كافيةٍ ... لتمطِرَ الصَيفَ بالخَريفِ ضِحْكَتُكِ
لو أمطرتْ يدُكِ فوق القِفارِ غَدَتْ ... غنّاءَ مخضرَّةً تباركَتْ يدُكِ
عودي و كوني كما تبغينَ يا قَمَرَاً ... لمْ يدركُ النورُ كيفَ النورُ نوّرَكِ
عودي فإنِّي أراكِ للصِراطِ هُدىً ... هدىً بِهَا يهتدي الناجُونَ من حَلَكِ
عودي فلوعدتِ قد عادتْ حياتي إذَنْ ... و الروحُ تنبضُ ترحيباً بمقدَمِكِ
متىٰ متىٰ و متىٰ قد أرّقتني الـ ( متىٰ ) ... تأتينَ حوريةً تأتينَ يا مَلَكي
ليست هناك تعليقات