أحدث المواضيع

قصيدة: صانع نصر أكتوبر (الجندي المجهول) للشاعر: أسعد المصري


حَافيَ القَدَمين بأرْضٍ لـن تَلينا
مُلْتَصِقَةٌ بطينِ الأرْضِ سِنينـا
و الأرْضُ صَارتْ لهُ الأُمَّ و الأَبَ
وَصَّدْرُه سِتْـراً يَصُـدُّ المُعْتَديِنا
رَوى الأرْضَ الدمُّ و العَـرَقُ
فنَـادتْ الأرْضُ لقـد رُوينـا
واحْتَضَنتْ و قَبَلتْ جُثَتَهُ وشَمَختْ
شُمُوخَ من يُقِـرَّ العِزَّة فينـا
حَرَّرَ سَيناءَ مِنْ رجِسِ فَـاجِرٍ
وأكتوبرُ العِزِّ فَخْـرٌ لـهُ و لينا
أيُّها المَجْهُـولُ بسيناءَ بَذَرْتَنـا
أُسْـداً و الحَصَادُ يحمي العَرينـا
اِمْرُؤٌ آسَى الـوطنَ بنَفْسِـهِ
ومـا أدْبـَرَ و هو أولُ المُقْدِمينا
لم نَعْرِف لـه اِسمٌ و لا لقَـبٌ
ولكن خُلِقَ من تُرَابِها و الطَِينـا
و في صَمْتٍ بَكَتْهُ المَجْهُولةُ أُمهُ
غَابتْ عنا و ما قُبِلَ لهَـا جَبِينا
و مَـنْ عَرَقِك نَتَوضَّأُ عاكفينَ
لصلاةٍ ارْتَجتكَ الإمـامَ فينا
غَرستَ الجمجمةَ والعِظَامَ بيرقاً
فأَلْحَفْتنا بهِمـا كـرامةً و دينا
وبخُطىً ثَابِتةً حَمَلت المِـدفعَ
و مـا أشتكى الظَّهرُ ولا اليَمِينا
هَلَلتُ الرمِالُ لِمَقْـدِمهِ وقَالتْ
يا عِزْاهُ . يا عِزْاهُ أتانـا الأمينا
لا لِمُـرتجفِ الحصونِ الأمِرِين
فأبنُ الموتِ كـان للموتِ رهينا
سَرِقُوا دَمَـهُ و مَجْدَهُ مُتعمدين
الجهلاءُ نَسَوا و نحن مـا نَسِينا
هُـمُ القَادَةُ وَ نَياشِينهُم مَنْسُوجَةٌ
من لحمِ الذي أعلانا دُّنْيـا و ديِنا
فهـو الأجْـدَرُ أن نُمَجِـدَهُ
فما انْتَظرَ مِنْـا ضَئيلاً و لا ثَمينا
و في ذِكْرَاهُ نُقِـرهُ السِّيدَ فينـا
و رحمةٌ لـهُ مِنْ رَبِّ السَاجِدِينـا

ليست هناك تعليقات