أحدث المواضيع

الكاتب وباحث احمد القاسمى حوار مع الأخصائية النفسية، والاجتماعية، اللبنانية سامية خليفة


حوار مع الأخصائية النفسية، والاجتماعية، اللبنانية سامية خليفة
عن قصتي بعنوان: قصة غريبة ومؤثرة، لسيدة عربية، تقيم في دولة أوروبية.
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع السيدة اللبنانية، سامية خليفة، وهي أخصائية اجتماعية, ونفسية، وقد قرأت قصتي، بالعنوان المذكور، وأعجبتْ بها كثيراً، وتعلق الحوار معها عن قصتي، حيث أن السيدة سامية، ذات خبرة واسعة وعميقة، وسيدة مجتهدة، تحمل فكراً متنوراً، ومثقفة، وهي تتصف بالصراحة والوضوح، والطموحات الجيدة، وكان حواري هذا كله يتعلق بقصتي المؤثرة كثيراًK والتي لاقتْ تعليقات جمة متباينة من القراء الأعزاء، وعن الملاحظات والحلول، وقد ارتأيتُ أن يكون حواري هذه المرة، مع الأخصائيةالاجتماعية والتنفسية سامية خليفة، عن القصة ومضمونها، والحلول المناسبة التي ترتئيها، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو:@ من هي السيدة سامية خليفة؟؟؟
اسمي سامية خليفة لبنانية، أعمل اختصاصية في مؤسسات الرعاية الاجتماعية، أتعامل مع أبناء من ذوي الصعوبات التعليمية، وممن لديهم حالات اجتماعية أو اقتصادية أو طلاق الوالدين، أو ممن لا عائل لهم، أو لديهم مشاكل سلوكية، هذا العمل، ليس بالسهل مع هذه الشريحة من الأبناء، أنا أحب عملي وأقدره، وأعطيه الكثير من وقتي وجهدي للوصول إلى حلول مع مشاكلهم، وفي نفس الوقت، لإكسابهم مهارات الكتابة والقراءة، ولتوجيههم، فنحن في هذه المؤسسات، مربيات أكثر مما نحن معلمات. اختصاصي دبلوم رسم وتصوير، وليسانس في علم النفس، ودرست سنتين أدب عربي. ولدي سعة اطلاع واسعة.
@نشرت قصة بعنوان: قصة قصيرة من روائع القصص، غريبة ومؤثرة، لسيدة عربية، تقيم في دولة أوروبية، هل قرأت هذه القصة سيدتي، وما هو رأيك بالقصة بشكل عام من ناحية الأسلوب وعنصر التشويق، وهل استمتعت بها كقصة أم لا؟؟؟
نعم، قمت بقراءتها، فأنا أهتم كثيراً بما تقدمه لنا حضرتكم، من أعمال عظيمة، وأما من ناحية القصة، فكان طرحها مُشوقاً، خصوصاً أنها كانت حواراً شيقاً وممتعاً، ما بين الكاتب وبطلة القصّة.
@ما هو شعورك وأنت تقرأي وقائع القصة؟؟؟
ما لفت نظري وشدّني أكثر، هو ما صدمني، وجعل صدمتي لما أقرأه كافياً، لتكملة القراءة بشغف وفضولية، لأعرف إلى أين سترسو عليه، خصوصاً، أنّ الموضوع المطروح، يمسّ صميم المرأة العربيّة، التي تتمسّك بعفافها وشرفها، وهما مكملان لأنوثتها ورقّتها.
@هل تعتقدي أن للمرأة اقصد الزوجة، دور فيما حدث لها، وهي تتحمل المسؤولية عما حدث لها، كما عبر بعض القراء في تعليقاتهم عن القصة؟؟؟
أعتقد أنّ للمرأة دورها في انتقاء شريك حياتها، ولكن أحياناً لا تبرز كلّ صفات المرء، وأنا أعتبر أنّ التسرّع في انتقاء شريك الحياة، له دوره في فشل الزواج، على المرأة أن تتعرف أكثر على كلّ ما يتعلق بشريك حياتها، وأن تتفاهم معه حول كل شيء قبل الإقدام على مشروع كالزواج، وقد يخفي الزوج في البداية سلبياته، وللأسف تظهر فيما بعد، وهذا ما حصل مع بطلة هذه القصة، التي أعتبرها الضحية، لا البطلة، فهي ضحيّة الوقوع بين براثن زوج، لا يعرف القيم، أو المبادئ، وهي التي نشأتْ في بيئة عربية، مهما كانت تلك البيئة متطبّعة بالغرب، فهي بيئة ترفض ما وجدته تلك المرأة مع ذلك الرجل، ولا أعتقد أنّ انحرافه يمكن أن نعمّمه على كلّ الرجال الأوروبيين، أمّا أن نقول بأن المسؤولية تقع على هذه المرأة، فهو خطأ فادح تحميلها أخطاء وانحرافات زوجها.

@كيف تعتقدي كان للزوجة أن تتحرك اتجاه زوجها عندما علمت بطبيعة زوجها الشاذة؟؟؟
المرأة في حال اكتشافها لخطأ ما عند زوجها عليها مواجهته ، الخوف في هكذا أمور ليس من مصلحتها ، وإلاّ استطاع ذلك الرّجل أن بنفّذ ما قاله لها بأنّ هذا الذي يقوم به هو عمل عاديّ وأن بإمكانها مشاركته مع الرجل الآخر الشّاذ الفراش، نعم في هكذا مواضيع لا يمكن التراخي بل الرّفض والمواجهة وإلاّ قضي عليها وانجرفت مع زوجها في نفس التيار ، الرفض يعني إمّا أن يحترم ذلك الرجل قدسية الحياة الزوجية وإمّا أن يكون الفراق وأعتقد أنّ الفراق هو الحلّ الأنسب لمثل هذه القضيّة فالكلّ يعلم أنّ الشذوذ كما الهيرويين كلاهما يسيطر.
@هل تعتقد السيدة سامية ان مثل هذه القصص قد تكون موجودة في مجتمعاتنا العربية ولكنها بالباطن وغير ظاهرة للعيان، ام ام مثل هذه القصص تظهر فقط في الدول الأوروبية والولايات المتحدة؟؟؟؟
دائما وراء السّتار هناك ما يشيب له شعر الرّأس نعم ولا يخفى علينا أبدا وجود حالات متشابهة ولو نسبيّا فالشّذوذ موجود وأحيانا يكون بشكل فاضح وأيضاً هناك الكثير ممّن يتطبّع بالغرب ويظنّ أنّ ما يقوم به هو تحضّر، نسمع دائما عن سفاح القربى والشذوذ الجنسي وكلها ناتجة عن انحرافات لا يمكن نكرانها ومع ذلك فهي محدودة ويبقى للتربية دورها في تعزيز الأفكار الإيجابية في كيفية التعامل مع المرأة باحترام وتقدير وأنّ الجنة تحت أقدام الأمهات وغيرها من الأمور تجعل الرجل الشرقي يصل في تعامله مع المرأة حدّ التقديس ولكن يبقى دائما هناك استثناءات.
@هل تعتقد السيدة سامية بتهديد زوجها أن تحضر سيدات او شباب لبيتها لممارسة الجنس معها نكاية بزوجها يمكن أن يكون أسلوبا رادعا له ليتوقف عن فعلته، ام أن هذا رد خاطئ من جانبها على تصرفاته؟؟؟
لالالا أبداً وهل نتعامل مع أخطاء غيرنا بأخطاء أشدّ فداحة ؟؟؟ هذا أسلوب يتبعه الضعفاء وهل يمكن للفاحشة أن تقابل بأخرى أشدّ منها فحشاً؟أكيد هذا ردّ أكثر من خاطئ بل هي تشجعه على المضيّ في أخطائه وتعطيه مبرّرات الاستمرار .
@ماذا تتوقع السيدة سامية لو أن الموقف كان مغايراW بمعنى ان الزوج وجد زوجته في حالة جنس مع سيدة مثلها فماذا تتوقع ان يكون رد فعل الزوح عليها؟؟؟؟
نعم ردود الفعل كما نعرف إمّا الطلاق وهو أمر سهل جدا على الرجل الشرقي فالمرأة قد تطلّق لأتفه الأسباب فكيف إن كانت هناك لديها علاقة مشبوهة بامرأة أخرى ؟؟ أما أن تقتل المرأة إن كانت مع امرأة أخرى في جريمة شرف فلا أعتقد ذلك والرجل إن قالت له زوجته بأنها ستذهب عند رفيقة لها لزيارتها فهو يطمئن ولا يجادل ، الرجل ينافسه رجل وليس امرأة.
@ما هو تعليل السيدة سامية كأخصائية نفسية واجتماعية أسباب ظاهرة الشذوذ الجنسي بين الذكور وبين الإناث في المجتمعات المختلفة، وهل أنت مع عقاب الشاذين جنسياW من كلا الجنسين ام ترك الأمر لهم على قاعدة هم احرار؟؟؟
أولا الشذوذ الجنسي متواجد منذ القدم وهو عند الحيوانات كما البشر ، فمثلا إن انقطع الجنس الآخر لحيوان في غابة نجد بأنّ الإشباع الجنسي يكون بالشذوذ بين الذكور مثلا وفي حال أتينا لهم بأنثى ترفض رفضاً تامّا كذلك بالنسبة إلى البشر ولكن هناك تأثير الهورمونات ويمكن معالجتها، أيضاً إن لم تجد أو لم يجد شريكا من نجنس آخر قد يلجأ إلى نفس الجنس ، نحن لا نستطيع معاقبة الشاذ بل النظر إلى حاله ومعالجتها، المجتمع الغربي للأسف عزّز الشّذوذ الجنسي ، ونحن لا نقول علينا معاقبة الشّاذ بل النظر إلى أسباب شذوذه ومعالجتها مع أنّ العلاج يكون أحياناً بالقناعات لا أكثر.
@ماذا تتوقع السيدة سامية لمستقبل الزوجة فيما لو واصلت حياتها الزوجية مع زوجها ولم تطالب بالتطليق منه؟؟؟
الزّوجة التي تواصل حياتها عن غير قناعة من أنّها الحياة التي ترجوها مهما كانت حياتها أكيد هي زوجة تقضي على أجمل ما في روحها لذلك هل يا ترى أن تضحي إمراة بحياتها من أجل أطفالها هي متساوية معه امرأة ترضخ لنزوات زوجها أو تشاركه بها؟ طبعا هناك فرق شاسع وبالتأكيد كمثل هذه الحالة لا يمكن للمرأة الاستمرار مع زوجها ولا ثانية واحدة.
.@هل ترى السيدة سامية بما اقترحته على الزوجة وهو الطلاق حلا مقبولا وموضوعي ام انها ترى هناك حلولا أخرى؟؟
احل في الطلاق يكون بعد محاولة وحيدة الطلب من الزوج أن يتعقّل وهو بالتأكيد لن يتعقل ففي دعوته لها بأن تشاركه وصديقه الفراش لا وجود لحلّ مناسب إلا الانفصال
@بماذا تنصح السيدة سامية الزوجات كي لا يقعن بمثل هذه الورطات مع أزواجهن؟؟؟
أنصحهنّ بالتعرّف على مشوار حياة أزواجهنّ قبل البدء معهم في مشوار الحياة الزّوجيّة التسرّع هو أهم أسباب الفشل في كلّ شيء، إن أردنا تصميم بناء نلجأ إلى التخطيط كذلك الزواج مشروع بناء إن كانت بدايته مزعزعة وغير واضحة سيسقط البناء على كلّ من فيه.
إنتهى موضوع:حوار مع الأخصائية النفسية والاجتماعية اللبنانية سامية خليفة

ليست هناك تعليقات