حوار مع الأديبة اليمنية ايمان حميد الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
الكاتبة والشاعرة والأديبة اليمنية، إيمان حميد، شخصية إعلامية، تتصف بالذكاء، وبالثقافة العميقة والوعي الكبيرين، وسعة الاطلاع، وصدقها مع نفسها، ومع الآخرين، تتمنى أن تكون أديبة معروفة يمنياً وعربياً، تكتب القصة والمقالة والخاطرة والقصيدة بتواضع، لديها كتب قصصية، تصف علاقتها بالقراءة والكتابة كعلاقة الصديق بصديقه، وكل ما تكتبه هو عن الحب، وتعتبر الحب عقيدتها.@من هي السيدة اليمنية والأديبة إيمان حميد؟؟؟
أنا اعمل في الإعلام التربوي، من مواليد العام 1977م، اكتب المقالة، والقصة القصيرة، والقصيدة، عملت في صحيفة الوحدة لمدة عامين تقريباً، محررة ثقافية، وعضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.@ما هي القيم والمباديء التي تؤمن بها الشاعرة وتدافع عنها؟؟؟ هي قيمة واحدة، ومبدأ واحد، غاب من حياتنا، وهو الصدق، صدق الإنسان مع نفسه، ومع الآخر، نحن نعيش حياتنا للأسف، كيفما اتفق، بسبب الكذب، لنبدأ من البداية، من النواة المكونة لمجتمع أجده مختل، الرجل يحب امرأة، ويتزوج أخرى، والمرأة بالمقابل، تتزوج بعدها رجل، أي رجل، فقط كي لا يشير المجتمع إلى عجزها عن الارتباط بزوج، النتيجة كل منهما يعيش مع إنسان لا يجده مكملاً له، ولا نصفه الحقيقي، الذي يأنس بصحبته، وبرأيه وبفلسفته في الحياة، ما النتيجة برأيك ؟ يكبر الكذب في حياتنا، ويصبح على مستوى أوسع كذبه، في عمله مع رئيسه، في العمل، تملق، تمرير لكل قبيح، من تهاون وامتهان للنفس، تتسع الدائرة، فتجد شعوب تسب حكامها، وتعدد مثالبهم، ويوم الاقتراع، لا ينتخبون سواه! كذب..كذب..والكذب مرض، وضعف، وقلة حيلة، وانعدام مروءة، ليس اعتباطاً أن يكون رسولنا الذي وصف بالخلق العظيم، كان على رأس تلك الصفات، الصدق، بالنسبة لي أجمل ما وصفت به الجنة، لا يسمعون فيها لغواً ولا كذباً، لذلك تجدني أحب أن اكتب عن الأطفال، أبطال مجموعتي، ذنوب الملائكة، كلها أطفال، الطفولة هي ارسخ واهم وأخر محطات الصدق، في حياتنا .@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ومنذ متى بدأت القراءة والكتابة الجدية؟؟؟ علاقتي بالكتابة، هي علاقة الصديق بالصديق، القراءة والكتابة، صديق اسمع له، وأتحدث إليه، بصراحة، من طفولتي كنت اشعر بغربة بين من هم في سني، لم ترق لي الألعاب التي يلعبونها، كنت أجدها مملة وتافهة، وكنت أميل للعزلة في فترة المراهقة، تمنيتُ لو كنت راعية أغنام، رغم قلة صبري، لكن، ربما أحببت هذه الحرفة، لأنها دون سواها، تدع لك مجال لتأمل آيات الله وإشارته في الكون، والتأمل، قراءة واستنطاق لما حولك، ومعرفة ماهيته، والحكمة من وجوده، بدأت القراءة من الصف الخامس، القصص الملونة، ماجد وميكي ماوس، ثم القصص البوليسية، ثم روايات عبير، ثم اتسع الاهتمام، فأحببت الاطلاع على كل ما تقع عليه يدي، من المسرح العالمي، شكسبير، وجان راسين، وارثر ملير، وجورج برناردشو، وانطوت تشيخوف....إلخ والروايات العربية، من محمد عبد الولي، إلى نجيب محفوظ، إلى حنا مينه، إلى أحلام مستغانمي الخ، عن الكتابة، لا اذكر بالضبط متى كتبت أول قصة، لكن بدأت التوثيق، لما كتبت في المرحلة الجامعية. لي مجموعتين قصصيتين، الأولى بعنوان: هجرنـ وتعني في اللغة السبأئية المدينة، والمجموعة الثانية، بعنوان ذنوب الملائكة، ثم النوافذ المطلة عليْ، وهي مجموعة شعرية @ هل شاركت بمؤتمرات ومهرجانات عربية ودولية، وحصلت على جوائز تكريمية؟؟؟ شاركت في العديد من مهرجانات القصة في اليمن، عن المشاركات الخارجية لم استطع رغم أني قد دعيت للمشاركة، لكن نظراً لظروف خاصة، لم اذهب، لم احصل على أي جوائز تكريمية، لأني ببساطة لست مهتمة بذلك .@ما هي بداياتك بالكتابة، هل بدأت بكتابة الشعر فوراً أم كنت تكتبي عن كل شيءْ؟؟؟ بدأت بكتابة الشعر، ونظراً لجهلي في الوزن والتفعيلة، لذلك اتجهت للقصة القصيرة، بعدها قرأت لشعراء، أعجبني شعرهم، وكان أجمل ما فيه، اللغة الراقية، والصورة الحية، وليس القالب! مثل يوسف الخال، ومحمد الماغوط، وانسي الحاج، هذا شجعني أن اكتب، لا أقول شعر، وإنما اسميها نصوص، أعجبتْ الكثير من شعراء اليمن والعرب، مما شجعني على المواصلة .@من هم الكتاب والأدباء والشعراء العرب التي تأثرت بكتاباتهم وقرأت لهم ودفعوك لكتابة الشعر؟؟؟ في البداية، قرأت للشابي الذي كانت مجموعته مثل الحرز، الذي لا يفارقني، كنت اشعر أن الشابي يشبهني في غربته، او إحساسه بالغربة، ثم بعد ذلك، أحببت كثير شعر ألبياتي، وهي المرحلة التي صار للرمز في الشعر ألقه، بالنسبة لي، ولشدة حبي لقصائد عبد الوهاب ألبياتي، خففت من حد اندفاعي لقراءته، لأني أحب أن يكون عندما اكتب، نكهة خاصة بي، فقرأت أمل دنقل، وهو شاعر عظيم، أعود لقرأته بين الحين والحين، وقرأت لغيرهم، لكن هؤلاء، هم أكثر من أحببت من الشعراء.@هل أنت عاشقة للشعر أم عاشقة للكتابة بشكل عام؟؟؟أنا عاشقة للأكثر قدرة على إيصال ما أريد، والحقيقة أن هناك مقالات أنا شديدة الاعتزاز بها، لأنها كانت أوضح وأسهل لرجل الشارع، واعشق بعض النصوص التي كتبتها، او القصائد إن جاز لي قول ذلك، وعشقها لحالة الالتباس بين الواقع والخيال، والنشوة والصحو، وهو التباس شهي وممتع ! أما القصة، فتحتوي على الذاكرة المؤثثة، والحدث، وأبطال، تعتقد انك تعرفهم، او مرواً بك يوماً، وقد خدمتني القصة أيضاً، لذلك، أنا اعشق الكتابة جملة وتفصيلاً. @ ما علاقتك سيدتي بكتابة الومضة الشعرية؟؟؟ وما هو في رأيك سيدتي أسباب ظهورها وانتشارها؟؟؟ جربتها في القصة، والشعر، واجدها مناسبة أكثر من غيرها للنشر، في المواقع الالكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي. اعتقد أنها تتناسب في قصرها والتكثيف فيها مع سرعة القراءة في شبكة التواصل الالكترونية، سواءً في منتديات او صفحات التواصل الاجتماعي. @ هل أنت مع كتابة القصيدة العمودية أم مع الحداثة في كتابة الشعر؟؟؟أنا مع الشعر، مع القصيدة التي تمنحك صورة حية، بلغة راقية، تقرأها، فتشعر أنها منحتك ضوء، او سلبته منك ! مع القصيدة التي تبكيك للصدق، الذي فيها، او التي تخرج منها في خفة الفراشة، وهذا شعرت به مثلاً مع ديوان محمود درويش، في حالة حصار، الذي اشعر كلما قرأته بالرغبة في البكاء، لغة متجددة مثل النهر، وصور تنبض بالحياة، والحيوية، أيضاً في قصائد معين بسيسو، وكذلك في بعض الشعر الكلاسيكي مثل البردوني، ومحمود سامي البارودي، او أبو العتاهية، وابن عربي، طالما لم يتحول القالب الذي يحرص عليه بعض الشعراء إلى تابوت مزخرف !@ما هي الموضوعات التي تتطرقين لها بأشعارك بشكل عام، غير الحب ؟؟؟محور ما اكتب هو الحب، الحب هو عقيدتي، الحب ولاء وتضحية في سبيل من نحب، وأنا اكتب عن اليمن، ومشاكلها السياسية، فهو بالتأكيد، بدافع الولاء والحب، وحين اكتب عن الحرية والحياة الكريمة، فهو بدافع الحب، اذكر أن أمل دنقل قال في قصيدة لا تصالح:ـ كيف تنظر في عيني امرأة..أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ لذلك اعتقد أن أكثر من يحمي الأوطان والكرامة والحرية هم العشاق.@ هل للسياسة مجال في كتاباتك الشعرية؟؟؟ وكذلك هل للمرأة مجال في كتاباتك الشعرية أيضا؟؟بالتأكيد، فيما اكتب عموماً، لأن السياسة تدخل في كل شيء، رغيف الخبز، والتعليم، والصحة، حتى في الإبداع، بقدر ارتفاع سقف الحرية، التي تمنحه السياسة، يرتفع سقف الإبداع، ليس في الأدب فقط، وإنما في الطب والفيزياء والفلسفة والفكر. @ هل تعتقد السيدة إيمان بوجود أدب نسائي وآخر ذكوري ، وهل هناك فرق بينهما؟؟؟ في البداية، لم أكن مؤمنة بشيء اسمه أدب نسائي، كنت اعتقد إما أن يكون أدب جيد، ويقرأ أو لا، بغض النظر عن نوع الكاتب، الآن تغيرت قناعتي، لأني أدركت أن للمرأة خصوصية في حياتها، وفي مشاعرها في الثقافة، التي تربَّتْ عليها، وفي مفاهيم العيب للمجتمع، التي نشأت فيه، وهذا كله ينعكس على ما تكتبه .@هل تعتقد السيدة إيمان بان التقدم بالاتصالات، وخاصة الشبكة العنكبوتية خدمت الأدباء والكتاب بشكل عام؟؟؟؟ نعم، خدمته في أنها رحمته من هيمنة الإعلام، او الصحافة التي تسيطر على الشللية والنفاق، أيضاً، يسَّرتْ له سبل التعرف على أدباء عرب، ممكن أن يستفيد من تجاربهم في الحياة والكتابة، خصوصا للإنسان، الغير قادر على السفر، والتعرف على وجوه وأفكار جديدة، لكنها أيضاً سرقته من نفسه ومن القراءة الورقية المتأنية، والخلوة بنفسه، فأصبح شديد التعلق بهذا العالم الافتراضي، واشد إدماناً عليه.@هل تعتقد الشاعرة أيمان بوجود اختلافات بالموضوعات الشعرية التي تتناولها المرأة في أشعارها عن موضوعات الرجل، التي يتناولها في أشعاره؟؟؟ اعتقد أن كل شاعر وشاعرة، تناول موضوع الحب، والثورة، والوطن، فيما يكتب، لكن كيفية التناول عند كل منهما، تختلف، فلكل منهما ما يميزه، ليس كامرأة أو رجل، وإنما كتفوق إنساني في خصوبة المخيلة، والقدرة على خلق مفردات جديدة وخاصة. @من هم في رأيك، أهم الأدباء في اليمن عامة، خاصة من النساء؟؟ لن أقول من منهن الأهم، لأن هذا دور النقد الغائب في اليمن، لكن بالإمكان أن أقول لك، لمن أحب أن اقرأ، أحب كثير شعر فاطمة العشبي، وهدى ابلان، وابتسام المتوكل، وغادة الحرازي وسوسن العريقي، وإيمان العذري، لا تساعدني ذاكرتي لسرد مزيد من الأسماء .ـ ـ@ ما هو تعليقك على قوله تعالى} والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ؟؟ظلكنك يا أخي الكريم لم تكمل ما قال الله عز وجل: " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وذكروا الله كثيراً ..." أظن أن الله عز وجل، قصد بها الشعراء الذين يمدحون بالباطل، او من يهجون ويكتسبون بالهجاء، ولكن لا ننسى أن حسان بن ثابت، كان شاعر الرسول، أيضاً يقال أن الخنساء أنشدت الشعر أمام الرسول، فلم يمنعها، بل مدح شعرها، وقصة زهير بي أبي سلمى الذي خلع له الرسول صلى الله عليه وسلم بردته، بعد العفو عنه، عما بدر منه بحق نساء المسلمين، وهجاءه للرسول، وتكريماً له على القصيدة التي قالها.@كيف يخدم الأدب القضايا التي تؤمنين بها، وتدافعي، عنها، وخاصة قضايا المرأة اليمنية؟؟؟الأدب عموماً، مرآة يرى فيه كل مجتمع نفسه، مثلاً بطل قصة الثلاثية (سي احمد عبد الجواد) والست أمينة..وهي الرواية التي تم تمثيلها، جعلت المجتمع ينفر من شخص (سي أحمد عبد الجواد) والكثير ممن يقرؤون في السيرة النبوية، يعلمون أن القوامة ليست القسوة، ولا الجبروت، فكرهوا شخصية احمد عبد الجواد، إذن العرض هنا يحدث نوع من التطهير، والتطهير يكون في البداية بالاعتراف بالذنب، ومحاولة المشاهد أن لا يكون سي السيد، ولا تكون المرأة أمينة، وأنا اكتب أتمنى أن يحدث ما اكتبه تغيير ايجابي، أن لم يكن اليوم، ففي الغد .@كيف تعللي تبوأ الشعراء في العصور الماضية، مراكز مرموقة عند الحكام والملوك، بينما تراجعت مراكزهم بالعصر الراهن؟؟؟كان الشاعر هو وسيلة الإعلام الوحيدة، التي تخدم الملك، هذا ما لا يستطيع إنكاره احد، الشاعر من البداية وهو في خدمة السياسي، الآن هناك الإذاعة والتلفزيون، والصحافة، التي تظل تعدد سجاياهم وفضلهم، على شعوبهم!لذلك لم يعد للشاعر تلك المكانة التي كان فيها الشاعر، هو بمثابة وزارة الإعلام، والمؤرخ للحوادث والحروب.@ ماذا عن عادة تخزين القات في اليمن، وهل النساء والرجال والأطفال يخزنون القات، وهل أنت مع تخزين القات، وهل تعتقدين أن القات غير مضر بالصحة، وما هو شعور الشخص عند تخزين القات بشكل عام؟؟؟ القات، مصيبة اليمن الكبرى، احتل مزارع البن والعنب، ويستهلك مياه كثيرة، نحن في اشد الحاجة إليها، وخصوصاً، أن صنعاء مثلا، مهددة بالجفاف وشح المياه الجوفية، لأننا نعتمد على الأمطار، ويأخذ من الناس وقتهم ومالهم، وصحتهم، بالنسبة لي، لست مع التخزين، يعتقد الشخص المخزن، أن القات، يساعده على التركيز والنشاط، لذلك نجد الكثير من الطلاب، يخزنون أثناء المذاكرة، هو يشعرك بالنشاط والتركيز، لأنه يجعل الدم يتدفق إلى الدماغ، وهذا ما يعلل برودة أطراف من يخزن القات، وربما أنهى قراءة الكتاب في فترة قياسية، لأنه يجعلك تستقر في مكانك، لكن عن اليوم التالي، ينهض وهو يشعر بأنه مرهق فاقد للشهية، ولا نستطيع أن نقول عن القات انه مسكر، أو يغيب العقل، لأن هناك من عمال البناء من يخزن أثناء البناء، وهو على ارتفاع شاهق، ويقوم الكثير من المحاسبين المعتمدين في الشركات، بالتخزين أثناء عمل الحسابات، عيب القات انه مضيعة للمال، وخصوصاً، للأسر الفقيرة، وأيضاً، مضر بالصحة، فهو المسبب لأمراض السرطان، بسبب الأسمدة المستخدمة، والتي تعجل بموعد القطف، ومضر بالأسنان أيضاً. @هل يمكنك إعطاء معلومات عن ثقافة ووعي المرأة اليمنية بشكل عام، وعن معاملة الرجل اليمني لها، وهل أنت راضية عن هذه المعاملة، وكيف تودين ان يعامل الرجل المرأة اليمنية؟؟؟ المرأة اليمنية نالت جزء من حقوقها، وبقي الجزء الأكبر، اكبر نسبة أمية بالتأكيد هي من الإناث، وحين يثقل حمل المتطلبات المدرسية على رب الأسرة، فالبنت هي التي يجب أن تترك المدرسة، ليدرس الأولاد، بالنسبة لكيفية معاملة الرجل اليمني للمرأة، فهذا يتوقف على وعيه وثقافته وأخلاقه، أنا لست راضية عن المرأة، لأنها المربية للرجل، المرأة تربي ابنها على انه من العيب أن يشتغل بأعمال البيت، وان له امتيازات تفوق امتيازات أخته، ويحق له ما لا يحق لها، تربي فيه، أن الأنثى بعض متاعه، وأنها لا تملك الأهلية في اتخاذ القرار، لأنها إنسان ناقص، يحتاج إلى الوصاية، نخلق فيهم ما نكره، ثم نستغرب منهم القسوة والأنانية! هناك عبارة لا ادري لمن لكنها رائعة يقال: "من يتعامل مع المرأة على أنها ملكة، فقد تربى على يد ملكة " وهذا هو رأيي، لا يمكن لأمة أن تلد حراً، والرجل الحر، هو المحب والمترفع في كل تعاملاته. @ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمنين تحقيقها؟؟؟أتمنى حياة حرة كريمة في وطني اليمن، تتوفر لي ولغيري، على الصعيد الشخصي، أتمنى أن أقدم في الأدب شيء يستحق الذكر.انتهى موضوع: حوار مع الأديبة اليمنية ايمان حميد
أنا اعمل في الإعلام التربوي، من مواليد العام 1977م، اكتب المقالة، والقصة القصيرة، والقصيدة، عملت في صحيفة الوحدة لمدة عامين تقريباً، محررة ثقافية، وعضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.@ما هي القيم والمباديء التي تؤمن بها الشاعرة وتدافع عنها؟؟؟ هي قيمة واحدة، ومبدأ واحد، غاب من حياتنا، وهو الصدق، صدق الإنسان مع نفسه، ومع الآخر، نحن نعيش حياتنا للأسف، كيفما اتفق، بسبب الكذب، لنبدأ من البداية، من النواة المكونة لمجتمع أجده مختل، الرجل يحب امرأة، ويتزوج أخرى، والمرأة بالمقابل، تتزوج بعدها رجل، أي رجل، فقط كي لا يشير المجتمع إلى عجزها عن الارتباط بزوج، النتيجة كل منهما يعيش مع إنسان لا يجده مكملاً له، ولا نصفه الحقيقي، الذي يأنس بصحبته، وبرأيه وبفلسفته في الحياة، ما النتيجة برأيك ؟ يكبر الكذب في حياتنا، ويصبح على مستوى أوسع كذبه، في عمله مع رئيسه، في العمل، تملق، تمرير لكل قبيح، من تهاون وامتهان للنفس، تتسع الدائرة، فتجد شعوب تسب حكامها، وتعدد مثالبهم، ويوم الاقتراع، لا ينتخبون سواه! كذب..كذب..والكذب مرض، وضعف، وقلة حيلة، وانعدام مروءة، ليس اعتباطاً أن يكون رسولنا الذي وصف بالخلق العظيم، كان على رأس تلك الصفات، الصدق، بالنسبة لي أجمل ما وصفت به الجنة، لا يسمعون فيها لغواً ولا كذباً، لذلك تجدني أحب أن اكتب عن الأطفال، أبطال مجموعتي، ذنوب الملائكة، كلها أطفال، الطفولة هي ارسخ واهم وأخر محطات الصدق، في حياتنا .@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ومنذ متى بدأت القراءة والكتابة الجدية؟؟؟ علاقتي بالكتابة، هي علاقة الصديق بالصديق، القراءة والكتابة، صديق اسمع له، وأتحدث إليه، بصراحة، من طفولتي كنت اشعر بغربة بين من هم في سني، لم ترق لي الألعاب التي يلعبونها، كنت أجدها مملة وتافهة، وكنت أميل للعزلة في فترة المراهقة، تمنيتُ لو كنت راعية أغنام، رغم قلة صبري، لكن، ربما أحببت هذه الحرفة، لأنها دون سواها، تدع لك مجال لتأمل آيات الله وإشارته في الكون، والتأمل، قراءة واستنطاق لما حولك، ومعرفة ماهيته، والحكمة من وجوده، بدأت القراءة من الصف الخامس، القصص الملونة، ماجد وميكي ماوس، ثم القصص البوليسية، ثم روايات عبير، ثم اتسع الاهتمام، فأحببت الاطلاع على كل ما تقع عليه يدي، من المسرح العالمي، شكسبير، وجان راسين، وارثر ملير، وجورج برناردشو، وانطوت تشيخوف....إلخ والروايات العربية، من محمد عبد الولي، إلى نجيب محفوظ، إلى حنا مينه، إلى أحلام مستغانمي الخ، عن الكتابة، لا اذكر بالضبط متى كتبت أول قصة، لكن بدأت التوثيق، لما كتبت في المرحلة الجامعية. لي مجموعتين قصصيتين، الأولى بعنوان: هجرنـ وتعني في اللغة السبأئية المدينة، والمجموعة الثانية، بعنوان ذنوب الملائكة، ثم النوافذ المطلة عليْ، وهي مجموعة شعرية @ هل شاركت بمؤتمرات ومهرجانات عربية ودولية، وحصلت على جوائز تكريمية؟؟؟ شاركت في العديد من مهرجانات القصة في اليمن، عن المشاركات الخارجية لم استطع رغم أني قد دعيت للمشاركة، لكن نظراً لظروف خاصة، لم اذهب، لم احصل على أي جوائز تكريمية، لأني ببساطة لست مهتمة بذلك .@ما هي بداياتك بالكتابة، هل بدأت بكتابة الشعر فوراً أم كنت تكتبي عن كل شيءْ؟؟؟ بدأت بكتابة الشعر، ونظراً لجهلي في الوزن والتفعيلة، لذلك اتجهت للقصة القصيرة، بعدها قرأت لشعراء، أعجبني شعرهم، وكان أجمل ما فيه، اللغة الراقية، والصورة الحية، وليس القالب! مثل يوسف الخال، ومحمد الماغوط، وانسي الحاج، هذا شجعني أن اكتب، لا أقول شعر، وإنما اسميها نصوص، أعجبتْ الكثير من شعراء اليمن والعرب، مما شجعني على المواصلة .@من هم الكتاب والأدباء والشعراء العرب التي تأثرت بكتاباتهم وقرأت لهم ودفعوك لكتابة الشعر؟؟؟ في البداية، قرأت للشابي الذي كانت مجموعته مثل الحرز، الذي لا يفارقني، كنت اشعر أن الشابي يشبهني في غربته، او إحساسه بالغربة، ثم بعد ذلك، أحببت كثير شعر ألبياتي، وهي المرحلة التي صار للرمز في الشعر ألقه، بالنسبة لي، ولشدة حبي لقصائد عبد الوهاب ألبياتي، خففت من حد اندفاعي لقراءته، لأني أحب أن يكون عندما اكتب، نكهة خاصة بي، فقرأت أمل دنقل، وهو شاعر عظيم، أعود لقرأته بين الحين والحين، وقرأت لغيرهم، لكن هؤلاء، هم أكثر من أحببت من الشعراء.@هل أنت عاشقة للشعر أم عاشقة للكتابة بشكل عام؟؟؟أنا عاشقة للأكثر قدرة على إيصال ما أريد، والحقيقة أن هناك مقالات أنا شديدة الاعتزاز بها، لأنها كانت أوضح وأسهل لرجل الشارع، واعشق بعض النصوص التي كتبتها، او القصائد إن جاز لي قول ذلك، وعشقها لحالة الالتباس بين الواقع والخيال، والنشوة والصحو، وهو التباس شهي وممتع ! أما القصة، فتحتوي على الذاكرة المؤثثة، والحدث، وأبطال، تعتقد انك تعرفهم، او مرواً بك يوماً، وقد خدمتني القصة أيضاً، لذلك، أنا اعشق الكتابة جملة وتفصيلاً. @ ما علاقتك سيدتي بكتابة الومضة الشعرية؟؟؟ وما هو في رأيك سيدتي أسباب ظهورها وانتشارها؟؟؟ جربتها في القصة، والشعر، واجدها مناسبة أكثر من غيرها للنشر، في المواقع الالكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي. اعتقد أنها تتناسب في قصرها والتكثيف فيها مع سرعة القراءة في شبكة التواصل الالكترونية، سواءً في منتديات او صفحات التواصل الاجتماعي. @ هل أنت مع كتابة القصيدة العمودية أم مع الحداثة في كتابة الشعر؟؟؟أنا مع الشعر، مع القصيدة التي تمنحك صورة حية، بلغة راقية، تقرأها، فتشعر أنها منحتك ضوء، او سلبته منك ! مع القصيدة التي تبكيك للصدق، الذي فيها، او التي تخرج منها في خفة الفراشة، وهذا شعرت به مثلاً مع ديوان محمود درويش، في حالة حصار، الذي اشعر كلما قرأته بالرغبة في البكاء، لغة متجددة مثل النهر، وصور تنبض بالحياة، والحيوية، أيضاً في قصائد معين بسيسو، وكذلك في بعض الشعر الكلاسيكي مثل البردوني، ومحمود سامي البارودي، او أبو العتاهية، وابن عربي، طالما لم يتحول القالب الذي يحرص عليه بعض الشعراء إلى تابوت مزخرف !@ما هي الموضوعات التي تتطرقين لها بأشعارك بشكل عام، غير الحب ؟؟؟محور ما اكتب هو الحب، الحب هو عقيدتي، الحب ولاء وتضحية في سبيل من نحب، وأنا اكتب عن اليمن، ومشاكلها السياسية، فهو بالتأكيد، بدافع الولاء والحب، وحين اكتب عن الحرية والحياة الكريمة، فهو بدافع الحب، اذكر أن أمل دنقل قال في قصيدة لا تصالح:ـ كيف تنظر في عيني امرأة..أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ لذلك اعتقد أن أكثر من يحمي الأوطان والكرامة والحرية هم العشاق.@ هل للسياسة مجال في كتاباتك الشعرية؟؟؟ وكذلك هل للمرأة مجال في كتاباتك الشعرية أيضا؟؟بالتأكيد، فيما اكتب عموماً، لأن السياسة تدخل في كل شيء، رغيف الخبز، والتعليم، والصحة، حتى في الإبداع، بقدر ارتفاع سقف الحرية، التي تمنحه السياسة، يرتفع سقف الإبداع، ليس في الأدب فقط، وإنما في الطب والفيزياء والفلسفة والفكر. @ هل تعتقد السيدة إيمان بوجود أدب نسائي وآخر ذكوري ، وهل هناك فرق بينهما؟؟؟ في البداية، لم أكن مؤمنة بشيء اسمه أدب نسائي، كنت اعتقد إما أن يكون أدب جيد، ويقرأ أو لا، بغض النظر عن نوع الكاتب، الآن تغيرت قناعتي، لأني أدركت أن للمرأة خصوصية في حياتها، وفي مشاعرها في الثقافة، التي تربَّتْ عليها، وفي مفاهيم العيب للمجتمع، التي نشأت فيه، وهذا كله ينعكس على ما تكتبه .@هل تعتقد السيدة إيمان بان التقدم بالاتصالات، وخاصة الشبكة العنكبوتية خدمت الأدباء والكتاب بشكل عام؟؟؟؟ نعم، خدمته في أنها رحمته من هيمنة الإعلام، او الصحافة التي تسيطر على الشللية والنفاق، أيضاً، يسَّرتْ له سبل التعرف على أدباء عرب، ممكن أن يستفيد من تجاربهم في الحياة والكتابة، خصوصا للإنسان، الغير قادر على السفر، والتعرف على وجوه وأفكار جديدة، لكنها أيضاً سرقته من نفسه ومن القراءة الورقية المتأنية، والخلوة بنفسه، فأصبح شديد التعلق بهذا العالم الافتراضي، واشد إدماناً عليه.@هل تعتقد الشاعرة أيمان بوجود اختلافات بالموضوعات الشعرية التي تتناولها المرأة في أشعارها عن موضوعات الرجل، التي يتناولها في أشعاره؟؟؟ اعتقد أن كل شاعر وشاعرة، تناول موضوع الحب، والثورة، والوطن، فيما يكتب، لكن كيفية التناول عند كل منهما، تختلف، فلكل منهما ما يميزه، ليس كامرأة أو رجل، وإنما كتفوق إنساني في خصوبة المخيلة، والقدرة على خلق مفردات جديدة وخاصة. @من هم في رأيك، أهم الأدباء في اليمن عامة، خاصة من النساء؟؟ لن أقول من منهن الأهم، لأن هذا دور النقد الغائب في اليمن، لكن بالإمكان أن أقول لك، لمن أحب أن اقرأ، أحب كثير شعر فاطمة العشبي، وهدى ابلان، وابتسام المتوكل، وغادة الحرازي وسوسن العريقي، وإيمان العذري، لا تساعدني ذاكرتي لسرد مزيد من الأسماء .ـ ـ@ ما هو تعليقك على قوله تعالى} والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ؟؟ظلكنك يا أخي الكريم لم تكمل ما قال الله عز وجل: " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وذكروا الله كثيراً ..." أظن أن الله عز وجل، قصد بها الشعراء الذين يمدحون بالباطل، او من يهجون ويكتسبون بالهجاء، ولكن لا ننسى أن حسان بن ثابت، كان شاعر الرسول، أيضاً يقال أن الخنساء أنشدت الشعر أمام الرسول، فلم يمنعها، بل مدح شعرها، وقصة زهير بي أبي سلمى الذي خلع له الرسول صلى الله عليه وسلم بردته، بعد العفو عنه، عما بدر منه بحق نساء المسلمين، وهجاءه للرسول، وتكريماً له على القصيدة التي قالها.@كيف يخدم الأدب القضايا التي تؤمنين بها، وتدافعي، عنها، وخاصة قضايا المرأة اليمنية؟؟؟الأدب عموماً، مرآة يرى فيه كل مجتمع نفسه، مثلاً بطل قصة الثلاثية (سي احمد عبد الجواد) والست أمينة..وهي الرواية التي تم تمثيلها، جعلت المجتمع ينفر من شخص (سي أحمد عبد الجواد) والكثير ممن يقرؤون في السيرة النبوية، يعلمون أن القوامة ليست القسوة، ولا الجبروت، فكرهوا شخصية احمد عبد الجواد، إذن العرض هنا يحدث نوع من التطهير، والتطهير يكون في البداية بالاعتراف بالذنب، ومحاولة المشاهد أن لا يكون سي السيد، ولا تكون المرأة أمينة، وأنا اكتب أتمنى أن يحدث ما اكتبه تغيير ايجابي، أن لم يكن اليوم، ففي الغد .@كيف تعللي تبوأ الشعراء في العصور الماضية، مراكز مرموقة عند الحكام والملوك، بينما تراجعت مراكزهم بالعصر الراهن؟؟؟كان الشاعر هو وسيلة الإعلام الوحيدة، التي تخدم الملك، هذا ما لا يستطيع إنكاره احد، الشاعر من البداية وهو في خدمة السياسي، الآن هناك الإذاعة والتلفزيون، والصحافة، التي تظل تعدد سجاياهم وفضلهم، على شعوبهم!لذلك لم يعد للشاعر تلك المكانة التي كان فيها الشاعر، هو بمثابة وزارة الإعلام، والمؤرخ للحوادث والحروب.@ ماذا عن عادة تخزين القات في اليمن، وهل النساء والرجال والأطفال يخزنون القات، وهل أنت مع تخزين القات، وهل تعتقدين أن القات غير مضر بالصحة، وما هو شعور الشخص عند تخزين القات بشكل عام؟؟؟ القات، مصيبة اليمن الكبرى، احتل مزارع البن والعنب، ويستهلك مياه كثيرة، نحن في اشد الحاجة إليها، وخصوصاً، أن صنعاء مثلا، مهددة بالجفاف وشح المياه الجوفية، لأننا نعتمد على الأمطار، ويأخذ من الناس وقتهم ومالهم، وصحتهم، بالنسبة لي، لست مع التخزين، يعتقد الشخص المخزن، أن القات، يساعده على التركيز والنشاط، لذلك نجد الكثير من الطلاب، يخزنون أثناء المذاكرة، هو يشعرك بالنشاط والتركيز، لأنه يجعل الدم يتدفق إلى الدماغ، وهذا ما يعلل برودة أطراف من يخزن القات، وربما أنهى قراءة الكتاب في فترة قياسية، لأنه يجعلك تستقر في مكانك، لكن عن اليوم التالي، ينهض وهو يشعر بأنه مرهق فاقد للشهية، ولا نستطيع أن نقول عن القات انه مسكر، أو يغيب العقل، لأن هناك من عمال البناء من يخزن أثناء البناء، وهو على ارتفاع شاهق، ويقوم الكثير من المحاسبين المعتمدين في الشركات، بالتخزين أثناء عمل الحسابات، عيب القات انه مضيعة للمال، وخصوصاً، للأسر الفقيرة، وأيضاً، مضر بالصحة، فهو المسبب لأمراض السرطان، بسبب الأسمدة المستخدمة، والتي تعجل بموعد القطف، ومضر بالأسنان أيضاً. @هل يمكنك إعطاء معلومات عن ثقافة ووعي المرأة اليمنية بشكل عام، وعن معاملة الرجل اليمني لها، وهل أنت راضية عن هذه المعاملة، وكيف تودين ان يعامل الرجل المرأة اليمنية؟؟؟ المرأة اليمنية نالت جزء من حقوقها، وبقي الجزء الأكبر، اكبر نسبة أمية بالتأكيد هي من الإناث، وحين يثقل حمل المتطلبات المدرسية على رب الأسرة، فالبنت هي التي يجب أن تترك المدرسة، ليدرس الأولاد، بالنسبة لكيفية معاملة الرجل اليمني للمرأة، فهذا يتوقف على وعيه وثقافته وأخلاقه، أنا لست راضية عن المرأة، لأنها المربية للرجل، المرأة تربي ابنها على انه من العيب أن يشتغل بأعمال البيت، وان له امتيازات تفوق امتيازات أخته، ويحق له ما لا يحق لها، تربي فيه، أن الأنثى بعض متاعه، وأنها لا تملك الأهلية في اتخاذ القرار، لأنها إنسان ناقص، يحتاج إلى الوصاية، نخلق فيهم ما نكره، ثم نستغرب منهم القسوة والأنانية! هناك عبارة لا ادري لمن لكنها رائعة يقال: "من يتعامل مع المرأة على أنها ملكة، فقد تربى على يد ملكة " وهذا هو رأيي، لا يمكن لأمة أن تلد حراً، والرجل الحر، هو المحب والمترفع في كل تعاملاته. @ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمنين تحقيقها؟؟؟أتمنى حياة حرة كريمة في وطني اليمن، تتوفر لي ولغيري، على الصعيد الشخصي، أتمنى أن أقدم في الأدب شيء يستحق الذكر.انتهى موضوع: حوار مع الأديبة اليمنية ايمان حميد
حوار مع الأديبة اليمنية ايمان حميد الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
مراجعة بواسطة محمدلبيب
في
1:06:00 ص
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات