ج 3 الحب أسير الحزن بقلم : أمل جمال النيلى
يالا قسوة قلبك الذى يقسو على فى لحظات الهيام، للحظات الألم والعذاب، أبعد تذوقى للحلو أذق المر؟؟.. حينما أرى طيفك فى لحظة تقترب منى ثم تبتعد، لماذا تراوغنى؟؟.. أرؤيتى لا تهمك؟ رؤيتى لك فيها حياتى...
أسبوع لم أشاهد طيفه، العذاب يمزقنى بشدة، لما تعلقت به؟... أأحببته؟؟.. ولو حدث أيستحق حبى؟
أنزل من المنزل كل يوم متمنية رؤيته كى يطمئن قلبى ،إختفى بعدما كنت أراه كل يوم، حرمنى من الإطمئنان عليه والشعور بالأمان برؤيته.
وبينما كنت عائدة ذات يوم، رأيت رجل كبير فى السن يجلس وأمامه شاب فى نفس طول نادر، أهو والده أم أحد أصدقائهم، أشار على فاستدار لينظر لى بابتسامته رقيقة ، كان وجهه عبوس وحينما نظر لي تحول لوجه متوهج من السعادة .
نظرت بطرف عين ، وعدت للنظر أمامي وانا أكمل طريقي ، كنت سأبتسم لولا تملكت أعصابى لحين مرورى، إبتسامته طوق النجاة التى أنقذ قلبى من الغرق، حولنى لأسعد فتاة على وجه الأرض.
بمجرد مروري بجواره واشتمم عطرة ، والشعور بأني فى حياته ، يفكر في كاد يفقدني اعصابي من المرح .
هيا يا زمن أرقص وغنى لم تعد أحلامى وحيدة ، دخلها من أعطاها روح الأمل ، كاد قلبى يتوقف من الفرحة، تأكدت أن الحب أجمل هبة فى الحياة، بعدما كنت من أشدة الناكرين لوجوده في هذا الزمن ، كنت أظنه انقرض .
أسرعت في العودة للمنزل ، بمجرد ما دخلت غرفتى، تملكتنى موجة من الفرح أدور وأدور فى أركان غرفتى، الصور ترقص، وأزهاري في النافذة تفوح بعطرها الخلاب ، واستمع أنغام أوراق الأشجار وهي تراقص الرياح أوراق الأشجار ، و تغنى بأجمل الألحان.
شعرت بالدوار من كثرة المرح ، فجلست أسترح على السرير ، جسدى يتخدر شئ فشئ، والنوم يداعبنى لكنى لن أدعه يعكر صفو سعادتى.
خلدت للنوم لتبدأ أحلامى تنسج ثوب السعادة، رأيته يمتطى جواده الأبيض يسير وهو يتمخطر فى عزة وشموخ ، لكننى استيقظت وهو يسير أمامى.
يا لك من منبه أيقظنى من أجمل أحلامى، معقول الساعة السابعة نمت كل هذا الوقت، بدلت ملابسى وذهبت كالمعتاد للمدرسة.
لم أستطع التفكير فى أى أمر من العجلة، بمجرد ما خرجت من منزلنا وجدته ينتظرنى فى شوق، سار بجانبى على الطرف الآخر للطريق.
أسترق النظرات لأروى شوق لا ينتهى ، لحين وصولنا للسيارة صعدت والفرحة تراقصنى لأجده بجانب شباك السيارة.
ـ صباح الخير يا منى.
ـ نورهان!!.... صباح الخير.
ـ ما بكى!!.. شكلك غريب!.. فى عينك إبتسامة جميلة لأول مرة أراها.
ـ هل الفرحة تظهر على؟؟..
ـ أجل تظهر بوضوح.. وجهك صبوح فى إبتسامته.. وجهك كالطفل البرئ حينما يضحك... وكأمرأة عجوز حينما تحزنى... أرى العالم أسود بلا نهاية.
لم أستطع منع نفسى بتلقائية نظرت نحوه، يقف أمام شباكى يراقب لا يزح عينه الباسمة عني ، فشاهدته نورهان فالحب لا تخفيه العيون يظهر ليعلن عن وجوده.
ـ بينما كنت تسيرى رأيتكما.. تسترقوا الأنظار.. ياله من شاب خارق أوقعك فى حبه...
"منى" الفتاة الرومانسية التى تضع مشاعرها خلف قضبان حديدية .... تعيش فقط بين أبطال الأفلام.
ـ أجل ولكنه يراقص قلبى بخفة حينما آراه.. لم أتخيل أننى سأنتظر لقاءه بشوق ولهيب.
ـ "منى" تمهلى... مازلتى تجهلى من يكون.
ـ لا يهم المهم قلبى إرتاح له... وعقلى لا يتوقف عن التفكير فيه... أصبحت أحب شروق الشمس يوم جديد كى أراه ، لتبدأ حياتي من جديد ، لكنها تخبو كل مساء حينما يحن موعد النوم ، أخاف يكون مجرد حلم ....
ـ هيا بنا وصلنا للمدرسة.. إتركيه هنا.. الدراسة أهم الآن منه... أرجوكى "منى"..
ـ حسنا سأحاول ولكن لا أوعدك.
مرت ساعات الدراسة، لا أفكر إلا فيه، أتخيل ماذا ستكون حياتنا لو أصبحنا واحد.
ـ الدروس اليوم كانت أسهل من الأمس.
ـ أجل .. أسهل.
ـ "منى" عقلك ليس معى... عقلك معه... حسنا هو ينتظرك هناك... يحبك بجنون والشوق واللهفة فى عينه... يا له من شاب لا يقاوم... نجح فى مهمة صعبة.
ـ بجد... أنا لا أتوهم الحب ظاهر عليه.
ـ أجل... كيف حدث ذلك؟؟.... هيا إروى لى.
ـ ليس الآن ستعودى معى... وفى البيت سأروى لكى كل صغيرة وكبيرة.
ـ حسنا سأتصل بأمى وأخبرها... لا تقلقى صعد فى السيارة التالية.
أكملنا الطريق والصمت يهيمن علينا، وفور وصولنا للبيت قبلت أمى ثم دخلنا غرفتى.
ـ هيا أخبرينى ولا تنسى صغيرة... هيا الفضول يقتلنى.
ـ حسنا... سأبدأ... بدأالأمر حين...........................
ـ كل هذا يحدث وليس عندى علم سوى بالقليل .. عقابك لن أساعدك فى البحث عن أصله وفصله.
ـ ماذا تقولى... أتستطيعى فعل ذلك؟... قولى نعم... هيا.. هيا.. أرجوكى نورهان.
ـ حسنا.. لدى صديقة من أقاربه... سأحاول معرفة أكبر قدر ممكن عنه.
مرت الأيام والأمل فى المعرفة يراقص عقلى، أسبوع لا جديد فيه غير اللهفة، وذات يوم تغيبت عن المدرسة فقلقت نورهان، جاءت لرؤيتى فى السادسة مساءا.
حينما سمعت الجرس توقعت والدى، لكن تبددت توقعاتى برؤية نورهان.
ـ لما لم تأتى للمدرسة اليوم؟... أراكى بصحة جيدة؟!! إذا ما الأمر؟...
ـ إستيقظت متأخرة.. هذا كل ما فى الأمر.. نورهان ألا توجد أخبار جديدة.... تعبت من الإنتظار.
ـ أتعرفى رأيته اليوم.
ـ بجد.. كيف حاله؟... بصحة جيدة... مشتاق... أين رأيته؟؟؟؟
ـ هو بخير.. رأيته جالس أمامى بسيارة الأجرة.. حينما رآنى ابتسم ثم نظر لى وبجانبى... تحول وجهه فجأة... بعدما الفرحة ملأته تمكله الحزن.
ـ لم أكن أعرف أنه سيفتقدنى بهذه الطريقة.
ـ من الواضح أنك لستى الوحيدة المشتاقة... بيشتقلك هو أيضا وبجنون.
ـ أحيانا أتمنى العودة بالزمن للوراء... ليتنى لم أتعلق به.. كنت مرتاحة وفى أتم سعادة... لكن دخوله جمل حياتى أكثر.. إيمانى بالحب أصبح من واقع تجربة... لم يظل حبر فى الروايات فقط.
ـ على قدر السعادة التى تملكتك... مرتاحة لتعرضك للحب... لكنى خائفة عليكى كثيرا.. فالحب مثلما يعرف الفرح يعرف الحزن... ضحكات وآهات... دموع وهمسات.. القلق من المجهول.
ـ حينما دخل حياتى تخليت عن القلق.. سأترك المجهول يأتى بما فيه.. يكفينى هذا الشعور.. لم أتخيل أننى سأرتوى منه.
ـ حسنا لقد تأخرت... أراكى غدا.. ومن الواضح أن والدك عاد من عمله... إلى اللقاء.
ـ إلى اللقاء..
ج 3 الحب أسير الحزن بقلم : أمل جمال النيلى
مراجعة بواسطة Unknown
في
3:23:00 م
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات