أحدث المواضيع

محاكمة قاتل ، بقلم / رضا عفيفي السيد

جلس في قفص الأتهام ببرود يحسد عليه , نظرأليه القاضي وسأله:

.. انك معترف بالجريمة

.. نعم وبكل تفاصيلها

.. لماذا أرتكبت تلك الجريمة البشعة . هل كنت تكرهها لهذه الدرجة .

.. لا

.. هل أكتشفت خيانتها لك ؟

.. لا

.. هل اكشفت هي خيانتك لها ؟

.. لا

.. هل أستولت على أموالك ؟

. . أبتسم وهو يجيب.. أنا لا امتلك شئ غالي وثمين غيرها .!!!

.. هل كانت تؤذي مشاعرك بالحديث مع رجال أخرين ؟

.. كانت لا تهمس حتى اعرف تهمس لمن وتخاف على مشاعري من النسيم

.. هل كانت أمرأة متسلطة تؤذيك ؟

.. لا لا , كانت عصفورة وديعة تغرد صباح مساء كي تشعرني بالسعادة

زاد تعجب القاضي وكاد يجن :

.. لماذا قتلتها أذن ؟!!

أغرورقت عيناه بالدموع ثم أجهش في البكاء بحرقة . وعندما هداء من خلال حقنة أعطاها له الطبيب

قال القاضي أجب الأن عن سؤالي .

... لأني كنت حين تذهب للعمل وأنا جالس في المنزل دون عمل , أشعر بألم بشع يجتاح جسدي في غيابها , وفي ذالك اليوم غابت طويلا وتأخرت . . وتمزقت أحشائي من شدة غيرتي عليها . . وعندما عادت ووجدتها تبتسم في وجهي , لم أكن أسمعها من قسوة الآلم الذي أجتاح عقلي وجسدي فقتلها كي أشعر بالراحة .

. . وهل تشعر بالراحة الأن ؟

صمت واضعاً رأسه بين قدميه

.. رفعت الجلسة للنطق بالحكم .

توحد

هناك دائما لحظة تفرق بين الوجود والعدم .. والوجود هو عدم الحب والعدم هو الزواج.. هكذا كان كل صباح يقول لنفسه الوحيدة ..

في يوم من الأيام جلس يتناول فنجان قهوته الصباحية كالعادة في مقهي مقابل لعمله , ولأول مرة يراها تدخل المكان , شئ ما جعله لا يرفع عينيه عنها بل ويتفحصها , أبتسمت , تركت مكانها ودون مقدمات جلست إلى طاولته .. وأمسكت فنجان قهوته وتناولت رشفة منه , ظل كل منهما يحكي للأخر عن نفسه وحياته حتى كادت الشمس أن تغيب , كان حب جارف بمعنى الكلمة , هل يعطي الطوفان وقت لأحد كي ينقذ حياته .. ؟!

ليست هناك تعليقات