أحدث المواضيع

مباغتة أوراق الليل ، بقلم / عبده جمعه

أقف مرتاباً على شاطىء البحر ،

و أنظر للهباء المنثور على الموج القادم ،

وأراه يقبل رمال الشاطىء قبلةً من فم الموتى ،

أخاطر بالإقتراب من فاصل الشجن فى تلك الصورة ،

و لا أتجزأ عن هذا المشهد ،

أنت أيها البحر إشتباهاً للغرائب ،

لا تحمل إلا الغرق فى الذكريات ،،،

و أطلق على هذا الحرمان ،

ترياق الشوق ،

لأقرع أبواب الحلم فى مباغتة تهز أوراق الليل ،

و أترك اليد فى عنان البحث لتجد ما قد ضاع منى ،

سراديب و مجاهل فى الحنايا ،

و أشجاراً من خريف قادم

تقبع فى هولة هذا المختفى تحت نطاق المدى ،

و تضيق العبارات من أحرف التكرار المؤلم ،

فأرى صحراء الرجفة تتسع ،

و يراود القلب الرمال عن لهاث العطش ،

فلا ترتوى إلا برنين الدم المبتل بوداع تلك الصورة ،

فتلك سجية عمرى ، لا يقترب من الحلم

إلا بمباعدةٍ توقظ القلب فى ربوع المستحيل ،

و أتوسد تل الثلج لعل نيران التحقق تخبو رويداً ،

و أعود لأقف على شاطىء البحر متأملاً ما قد مضى ،

فأجد أثار أقدامى على الشاطىء كما هى بذات العمق ،

رغم مرور موج الحلم عليها ،،

و لا أتجزأ عن هذا المشهد ،

و لا أنفصل عن تلك الصورة ،،،

لأبقى هكذا للأبد ،،،

مرتاباً حد الإقتراب من الغرق فى الإغتراب

ليست هناك تعليقات