عقيل هاشم....... !!معلقاً في الفراغ..!!
معلقاً في الفراغ..!!
...................
من خلال النافذة العريضة الممتدة أمام ناظريها أسعدها دور المراقبة لما يدور من خلال نوافذ القطار الزجاجية في محطة القطار بانتظار غائبها ,ارتاحت لهذا الدور المسلي.. فبدت مستسلمة تملؤها الغبطة وقد عقدت مصالحة مؤقتة بين ناظريها وحوارات الركاب. سنوات طويلة مشحونة بالمواقف والحكايات عاشتها ,امتلأ رأسها بالاستسلام والاطمئنان.. واحتفظت بظل ابتسامة على شفتيها الرقيقتين. وفي ليلة تبشر بالمطر.. والأرض الجرداء تستجدي منابع الغيث أن تأتي.غرقت وحدها في لحظات الدفء.. وأنستها الراحة، التي تنعم بها للحظات هموم الحياة. الريح هزت أشرعة النوافذ، ولسعت وجوه المارة بفيض برودتها. مدت بصرها إلى البعيد.. حط القطار من جديد ..المجهول.. يختفي خلف هذا الأفق المتعرج، الذي رسمته..!
مشاعر متضاربة ومتفاوتة في الشدة، تركها في صدرها هذا اليوم الشتوي المعربد. كانت تجد نفسها في كل مرة أمام مفارق الطرق.. وفي كل مرة كانت تشعر بأيد خفية تسحبها صاغرة، وتمضي بها إلى حيث تشاء..همست لنفسها من جديد: فلقد بنيت حياتي على أوهام كاذبة.. صنعت بيتاً.. وأنجبت أطفالاً.
وفي لحظة ,انتزعت نفسها من أحضان غطائها الصوفي الناعم. قاست بقدميها الحافيتين ممرات البيت جيئة وذهاباً.. هزتها ثورة غضب واحتجاج..حين حط قطار الليلة . أشعلت كل ما سكن في روحها من مواجع. لم تجد أمامها مخرجاً سوى ارتداء ملابسها بسرعة جنونية، غادرت المنزل ، وقد غطت عنقها النحيل وأعلى كتفيها بغطاء سميك.. وهرولت في الأزقة وهي تحمل همومها، ونوبات جنونها تسابق قطار الليلة الهارب..!
...................
من خلال النافذة العريضة الممتدة أمام ناظريها أسعدها دور المراقبة لما يدور من خلال نوافذ القطار الزجاجية في محطة القطار بانتظار غائبها ,ارتاحت لهذا الدور المسلي.. فبدت مستسلمة تملؤها الغبطة وقد عقدت مصالحة مؤقتة بين ناظريها وحوارات الركاب. سنوات طويلة مشحونة بالمواقف والحكايات عاشتها ,امتلأ رأسها بالاستسلام والاطمئنان.. واحتفظت بظل ابتسامة على شفتيها الرقيقتين. وفي ليلة تبشر بالمطر.. والأرض الجرداء تستجدي منابع الغيث أن تأتي.غرقت وحدها في لحظات الدفء.. وأنستها الراحة، التي تنعم بها للحظات هموم الحياة. الريح هزت أشرعة النوافذ، ولسعت وجوه المارة بفيض برودتها. مدت بصرها إلى البعيد.. حط القطار من جديد ..المجهول.. يختفي خلف هذا الأفق المتعرج، الذي رسمته..!
مشاعر متضاربة ومتفاوتة في الشدة، تركها في صدرها هذا اليوم الشتوي المعربد. كانت تجد نفسها في كل مرة أمام مفارق الطرق.. وفي كل مرة كانت تشعر بأيد خفية تسحبها صاغرة، وتمضي بها إلى حيث تشاء..همست لنفسها من جديد: فلقد بنيت حياتي على أوهام كاذبة.. صنعت بيتاً.. وأنجبت أطفالاً.
وفي لحظة ,انتزعت نفسها من أحضان غطائها الصوفي الناعم. قاست بقدميها الحافيتين ممرات البيت جيئة وذهاباً.. هزتها ثورة غضب واحتجاج..حين حط قطار الليلة . أشعلت كل ما سكن في روحها من مواجع. لم تجد أمامها مخرجاً سوى ارتداء ملابسها بسرعة جنونية، غادرت المنزل ، وقد غطت عنقها النحيل وأعلى كتفيها بغطاء سميك.. وهرولت في الأزقة وهي تحمل همومها، ونوبات جنونها تسابق قطار الليلة الهارب..!
عقيل هاشم....... !!معلقاً في الفراغ..!!
مراجعة بواسطة محمدلبيب
في
5:03:00 ص
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات