يسير في الصالة متوترا ينظر في ساعته ويضم يده اليمنى ويضرب بها يده اليسرى المنبسطة يبدو عليه علامات الضجر يسأل عنها في المكتب فترد زميلتها :لم تأت بعد يا أستاذ ،وقد سألت عنها كثيرا فماذا نفعل نحن معك ومع غيرك ؟
يسألها :أليس منكم من يقوم بعملها ؟فترد عليه :كل له اختصاصه ولا يقوم أحد بعمل الآخر
يخرج ممتعضا بشفتيه وينظر في ساعته :يكذب ساعته فيخرج محموله ليتأكد من صدق ساعته ثم يعود فيضم يده اليمنى ويضرب بها اليسرى
وبعد دقائق إذا بالعامل يقول في جلبة :لقد وصلت :فيلتفت الجميع إلى الباب القادمة منه وتبدو ككرة من الدهون تتثاقل في مشيتها تحمل رجلا وتنزل رجلا في تأن :يجري إليها العامل لتستند عليه لتصعد السلم تهوي عليه كالغريق الذي وجد قشة تنتشله من الغرق و تسير برفقته كسلحفاة فتؤثر عليه في مشيته :تصل إلى مكتبها بعدعناءويسندها العامل وزملاؤها لترتمي على مكتبها كجثة هامدة ولا يظهر شئ من الكرسي الذي تجلس عليه لبدانتها
تشكو إلى زملائها ما تعانيه من آلام المرض وقد اعتادوا منها ذلك كما اعتادت منهم مواساتها
يتسابق المنتظرون لتنهي لهم أوراقهم فتجمعها وتقول لهم عودوا إليَّ في نهاية اليوم وسأنهيها كلها يصيح الرجل :بعد كل هذا الانتظار ننتظر ثانية
فتصيح :وماذا أفعل معكم هل أنا قطار ؟
فيرد في نقسه : لا بل أنت سلحفاة.
ثم يجد شيخا كبيرا يوصيه بالصبر فينصرف ويذهب كل المنتظرين ،وتضع الأوراق جانبا وتغط على مكتبها في نوم عميق .....
ليست هناك تعليقات