ضيف غريب /. خالد زلط

1.                      ضيف غريب                      

أيها الحب الكريم، إنه لشرف عظيم أن تقبل دعوتى بعد تلك السنين، إياك أن تتركنى هذه المرة وتردنى خائبا، فما من يوم دعوتك فيه إلا وخذلتنى، وما اعتمدت عليك فى شىء إلا وجرحتنى.
"أنا الحب"، لم أخذل أحدا على الإطلاق ولم أقترف ذنبا فى حياتى إلا بسببك أنت، فكم من المرات التى جمعت فيها بينك وبينى ثم تركتنى وحيدًا وداريت وجهك عنى، فقد سخرت نفسى بين يديك وجلست راكعا تحت قدميك، فما كان لك إلا أن جعلتنى شحاذا أتسول العطف، أرأيت كيف وصلت معك من ذل ومهانة "الحب يتسول العطف.. إنها لسخرية القدر".
خوفك منى جعلك تعتقد بأننى تاجر هموم أشترى الفرح بالدموع، لكن كرامتى أبت ذلك وقررت أن أرد لك بعض من خطايك، فما كان لك أعطيته لغيرك وما حلمت به حرمته على نفسك، إنها أقدار وقدرى أن أبتعد عنك للأبد، .. اذهب عن وجهى، فقد حان الوقت لكى أخرج من سجنى وأرحل عن عالمك.
أستحلفك بالله لا تذهب وتتركنى حزينًا، فقد حلمت بتلك اللحظة طيلة حياتى، ضع يدك على صدرى ومرر سحرك إلى قلبى، وإن كنت قد اقترفت ذنبا فى يوم من الأيام فلدى ما يشفع لى، فقد عشت زوجًا مخلصا وأبا صالحًا وطفلا حالما، كل مأساتى فى الحياة إننى انشغلت بهذه الأشياء، وتركت الحب ضيفًا غريبًا فى بيتى.