أحدث المواضيع

يا مِصرُ لا تمَوتي ، بقلم / أسعد المصري

لَهَفي عَليكِ يا مِصرُ كأَنَكِ تحتضري

و يَنْتّظِرُ بجِوارِ مَضْجَعِكِ الأعدَاءُ

يَنْتّظِرون النَزْعَ الأخيرَ مُتأهبينَ شماتةً

ليمثِلوا بجُثةٍ مَكْلُومةٍ أَثْخَنَها البَلاءُ

و لَهَفي. أن الدَاءَ كَثيرُ من أبنائِكِ

الْمُتَفَيْهِقين . والمصيبةُ يكثرُ الجهلاءُ

وأراهم يا حسرَتي وقد ملكوا أَمرَّكِ

و طَبَبُوكِ جَهالةً بكأسِ سُمٍ بهِ الفَنَاءُ

ويظنون أَنْفُسَهم خيرَ ما أنبتي جَهالةً

ولكنهم مخبُولون هَدَامُون . بهم غباءُ

رفعوا السَفاهةَ و التَفاهةَ مَعِيشةً

و ارتَضُوهم كَـأنَهم طَعامُ و مَـاءُ

وتركوا الجِدَّ والعُلا و رَفْعَ الهامةِ

وكُلٌّ اِنصرفَ لمَِأرَبِه. فزادَ بكِ العناءُ

ونسيمُ حَياتكِ العِلمُ و قد كَبَّلْوهُ

لِتكونَ عَافيتُكِ و يمينُكِ ليس لهم بقاءُ

وتَكُوني في حَياةٍ كاذبةٍ و خَادِعةٍ

و في الاثنين الهَلاكُ . و ما فيهُم دواءُ

يا مصرُ انهضي و بأقدامِ العُلماءِ تشبثي

فهُم طَوْقُ النجاةِ . وفي رِضَائِهم رجاءُ

و تشبثي بالأيدِ الخَشِنةِ القويةِ تَسلمي

والْفُظي أشباهَ الرِجَالِ . عارٌ هُم وغُثاءُ

وبالذين سَقُوكِ أرواحهم كي لا تعطشي

و تَنْصُبي جَسَدَكِ حتى تَطولهُ السماءُ

هُم ذِراعيكِ وقدَمَيكِ و أُنْشُودَةُ عشقٍ

يَحترقونَ شمعاً في ليلٍ قـلَّ فيهِ الضياءُ

يجعَلونَ عَزِيمَتَكِ بعد وَهْنٍ .ضَارِبةٌ قويةٌ

جلمودٌ ممنوعةٌ . ممَّـا يريدهُ الأعداءُ

اُحضُنِيهم وتحتَ جَنَاحْيكِ ضُميهُم

ولا تتركِيهم. فهُم الصَادِقون. هُم الولاءُ

وَرُدّي إليهم أكليلَ الغارِ مُعطراً

وطيبي خَاطِرَ رِجَالِ صدقٍ . بهم وفاءُ

لو كنتِ يا مِصرُ تَمُوتين لماتَ الهرمُ

ولكنْ لكُما الخُلدَ . و في العالمينَ بقاءُ

ليست هناك تعليقات