لَهَفي عَليكِ يا مِصرُ كأَنَكِ تحتضري
و يَنْتّظِرُ بجِوارِ مَضْجَعِكِ الأعدَاءُ
يَنْتّظِرون النَزْعَ الأخيرَ مُتأهبينَ شماتةً
ليمثِلوا بجُثةٍ مَكْلُومةٍ أَثْخَنَها البَلاءُ
و لَهَفي. أن الدَاءَ كَثيرُ من أبنائِكِ
الْمُتَفَيْهِقين . والمصيبةُ يكثرُ الجهلاءُ
وأراهم يا حسرَتي وقد ملكوا أَمرَّكِ
و طَبَبُوكِ جَهالةً بكأسِ سُمٍ بهِ الفَنَاءُ
ويظنون أَنْفُسَهم خيرَ ما أنبتي جَهالةً
ولكنهم مخبُولون هَدَامُون . بهم غباءُ
رفعوا السَفاهةَ و التَفاهةَ مَعِيشةً
و ارتَضُوهم كَـأنَهم طَعامُ و مَـاءُ
وتركوا الجِدَّ والعُلا و رَفْعَ الهامةِ
وكُلٌّ اِنصرفَ لمَِأرَبِه. فزادَ بكِ العناءُ
ونسيمُ حَياتكِ العِلمُ و قد كَبَّلْوهُ
لِتكونَ عَافيتُكِ و يمينُكِ ليس لهم بقاءُ
وتَكُوني في حَياةٍ كاذبةٍ و خَادِعةٍ
و في الاثنين الهَلاكُ . و ما فيهُم دواءُ
يا مصرُ انهضي و بأقدامِ العُلماءِ تشبثي
فهُم طَوْقُ النجاةِ . وفي رِضَائِهم رجاءُ
و تشبثي بالأيدِ الخَشِنةِ القويةِ تَسلمي
والْفُظي أشباهَ الرِجَالِ . عارٌ هُم وغُثاءُ
وبالذين سَقُوكِ أرواحهم كي لا تعطشي
و تَنْصُبي جَسَدَكِ حتى تَطولهُ السماءُ
هُم ذِراعيكِ وقدَمَيكِ و أُنْشُودَةُ عشقٍ
يَحترقونَ شمعاً في ليلٍ قـلَّ فيهِ الضياءُ
يجعَلونَ عَزِيمَتَكِ بعد وَهْنٍ .ضَارِبةٌ قويةٌ
جلمودٌ ممنوعةٌ . ممَّـا يريدهُ الأعداءُ
اُحضُنِيهم وتحتَ جَنَاحْيكِ ضُميهُم
ولا تتركِيهم. فهُم الصَادِقون. هُم الولاءُ
وَرُدّي إليهم أكليلَ الغارِ مُعطراً
وطيبي خَاطِرَ رِجَالِ صدقٍ . بهم وفاءُ
لو كنتِ يا مِصرُ تَمُوتين لماتَ الهرمُ
ولكنْ لكُما الخُلدَ . و في العالمينَ بقاءُ
يا مِصرُ لا تمَوتي ، بقلم / أسعد المصري
مراجعة بواسطة
عبده جمعة مدير تحرير رؤية قلم
في
12:07:00 م
التقييم:
5
ليست هناك تعليقات