أحدث المواضيع

موعد مع الحلم..! ، بقلم / عقيل هاشم

تقف على شرفة غيمة، تومئ لي. ضحكاتها تنتشر كالشذى، توقظ طفولتي المنسية في مكان ما من ذاكرتي، يتقهقر الزمن، أغرق في صخب الألوان المرحة، تتلاشى بيننا الحدود والفواصل والأسوار.

إنها هي... مازلت أذكرها، تلك ملامحها، تفاصيلها، صوتها المتراقص، وجهها المتفتح كالوردة، هاهي ذي تقف على الشرفة، قريبة مني. لا يفصلني عنها سوى أمتار. إنها تلوح لي، تدعوني. كدتُ أنسى نفسي في غمرة النشوة،لوحت لها، رميت إليها بقبلة، فعلت كما فعلت، ناديتها، ونادتني باسمي. إذن عرفتني.

المهم أننا التقينا، شاهد كلّ منا الآخر، بعد غياب مديد، غياب لا ندري بعض أسبابه، مازلت واثقاً أننا كنا متقاربين دائماً من حيث الزمان والمكان، وعناصر أخرى. لكن أشياء كانت تحجب كلاً منا عن الآخر بوحشية وقسوة وطغيان. أشياء لا تحصى كانت تمنع أحدنا من رؤية الآخر، ومحاولاتنا العنيدة للقاء والعناق.

صرخت:

- كيف نلتقي؟

- الآن.. اهبط، سأنتظرك عند الباب..

- ونمضي معاً؟

- هيا اهبط.. سأتبعك.. إذا ترددت فسأرحل؟!

-لا...لا...أرجوك... لا حياة لي إلا معك...

وهبطت بسرعة.. كانت تقف عند المدخل... اقتربتُ منها، فتحت ذراعيها لاحتضاني ، عانقتها .

اجتمع الناس حولي، يرقبون وجهي وحركاتي وكلماتي..صرخت بها..طلبت مني أن ألحق بها. سارت.سرت وراءها، وسار الناس ورائي ركضتُ..ركضتْ.ركضوا...وغابت كأنها غيمة رقيقة.

ليست هناك تعليقات