أحدث المواضيع

البعد الثالث للحياة ج ( 1 ) ، بقلم / رضا عفيفي السيد

البعد الثالث للحياة

( الجزء الاول )

( أهداء إلى روح أستاذي رائد أدب الخيال العلمي الراحل أ/ نهاد شريف )

قبل 20 عاماً في عام 2030 عندما ..

دخلت الأم لتضع ولديها بداخل كبسولات النجاة..التي أعدها الأب في سرية تامة , كان التوأم بهاء وقاسم قد أقتربا من عامهما الرابع.. عندما تغيرت ظروف المجرة , بعد تولي الرئيس الجديد , فمن الحرية والديمقراطية إلي السجون والمعتقلا ت لمن يتفوه ولو بكلمة علي سبيل المزاح .. وزاد الحرس الآلي الحاكم من نوع إكس 101 إلي أضعاف مضاعفه حتي أصبح أقرب إلي عدد البشر المحكومين تقريبا .. وبسبب تسرع الأب وتوتر الأ جواء من حولها .. شعرت بما لها من قدرة فائقة علي قراء ة أفكار الأخرين .

أن الخطر قادم في أية لحظه , وضعت الأم قاسم في الكبسوله الأولي وأحكمت غلقها بعد أن وضعت حول معصمه الميكروفيلم الذي يصور العائلة بالكامل مع نبذة عن إسم الوليد , وميلاده , فصيلة الدم , القدرات الخاصة والمعالجة جينياً .. وعندما همت بوضع بهاء في داخل الكبسولة وإعطائه المخدر ممتد المفعول وتوصيل جهاز التغذيه .. زادت حدة شعورها بإقتراب الخطر وأنه يقف تقريبا أمام المستعمرة التي عزلوا فيها بأمر الحاكم .. أسرعت إلي الكبسوله الأولي , نظرت إلي ولدها عبر الزجاج قائله .

.. لا تفعلها يا ولدي عندما تكون قادر عليها..

سمعت صوت إختراق الجنود للباب .. ثم أستغاثة .. صرخة ألم مفجعة من زوجها .. ضغطت زر الإطلاق الخاص به , ولكن قبل أن تصل إلي الكبسولة الثانية كان الجنود قد أخترقوا الباب .. وأمطروها بوابل من دفعات الليزر المميته ,, لم تجد أمامها غير أن تلقي بنفسها فوق الكبسوله الثانيه وبذراع مستميت ألقته فوق زر الإطلاق وهي متعلقة به .. ولثقل وزنها انحرفت الكبسوله عن المسار المحدد بعيداً عن الأرض , في إتجاه الكوكب الأحمر , وعندما تحولت الأم إلي غبار , كان الإتجاه غير معلوم .

*******************************

بلغ قاسم العشرين في منزل الكابتن والعالم الكبير مشرفه الأمير وزوجته عقب سقوط كبسولته في القطاع الشرقي والموضوع تحت حماية القائد الشجاع ممدوح الشيخ قائد حراس الأرض , وهو أحد أبرز قادة الحكومة العالميه الموحده للأرض .. وقد سلمه القائد للدكتور لمعرفته بمدي عشقه للأطفال

, وخصوصاً أنه يشبه صفات الإبن الراحل للدكتور .. ومن هم علي هيئة قاسم بعدما إطلع علي الميكروفيلم .. وقد حدد من خلال العلماء العاملين معه أن الكبسوله من الممكن أن تكون قد أطلقت فى إتجاه مجموعة كوكب الجبار ولكن ليس بالتحديد الدقيق , وأصبح قاسم شاباً فارع الطول .. قوي البنيان بصوره مذهله .. وهو و إن كان لا يبدو عليه ملامح القوة المفرطه من عضلات وغيرها من المزايا , إلا أنه كان سريع ردة الفعل والتحرك المفاجأ , وكانت درجات ذكائه عاليه .. وبرغم هذه القوة لكنه كان طيب القلب مولع بدراسة الكمبيوتر وتطويره.. وتعلم من والده العالم أدق تفاصيل الذرة والتحكم في الإشعاع النووي , وعمل هو علي تحديث عمل إستغلال الطاقة الكهرومغناطيسية وقدم مع والده العشرات من الأبحاث المختلفه والمميزه في هذا المجال ..

وأخترع لنفسه كمبيوتر صغير الحجم , وضعه داخل ساعتة وأحتفظ بسر هذا الإختراع لنفسه , ولم يعترض قائد حكومة العالم علي ذالك , وأصبح قاسم من علماء الكوكب المرموقين ..

***********************************

فوق الكوكب الأحمر ..

أسرع العلماء إلي مصنع الإنسان الآلي الحربي بعد الخبر المشؤم .. لقد تم تدمير مركبة الكابتن بهاء .. أحد أهم مجموعة القتال الخاصه عقب إنفجار مفاجئ بالمحرك , والذي كان مرشح من قبل المجلس لتولي منصب قيادة الجيش .. لقد أصيب الكابتن بهاء بإصابات بالغه وخطيره فوضع علي الفور بداخل أحد الأجهزة التعويضيه .. وكان أمامهم خمس ساعات فقط لإنتاج أجزاء تعويضيه آليه معدنيه بديلة , وإلا ..

قال أحد العلماء :

.. إن الأجزاء المطلوبة موجودة بالفعل في المعمل ( إكس 1 )

.. إنها قيد التجربة دكتور بيجن وهي معدة للإنسان الآلي

.. ربما , لكنها فرصة مناسبة لتجربتها علي إنسان عادي

وبرغم الحيره تمت التجربه لضيق الوقت ولإصرار بيجن علي العمليه لانه في داخل نفسه كان ينوي أن يجري تلك التجربه في مرحلة ما ثانيه وتم تركيب الأجهزة في رأس ويد وقدم كابتن بهاء القائد الشجاع كما كانوا يطلقون عليه , وتحول الحلم إلي حقيقه فأصبح أسرع وأكثر شراسه وقسوه .. أعطته البذله الطائره والمغطاه بصواريخ دفع متناهيه في الصغر وبأعداد مكثفه القدره علي الطيران .. حتي في الفضاء الخارجي , وعقب تدميره لما يقرب من مائة حارس آلي عالي التسليح والذكاء الآلي أطلق عليه ( المقاتل الآلي رقم1 0) . تم أستدعاؤه للمجلس فوراً .. أضأت شاشات القاعه .

جلس .. ظهر زعماء المجلس بشكلهم المميز ابداً . ذقونهم كثيفة الشعر والقلنسوه المعدنية السوداء الصغيره يعتمرونها فوق رؤسهم الصلعاء ..

ودون تردد قال أحدهم :

.. لقد قررنا إرسالك في مهمة عاجلة إلي كوكب الأرض .. صمت .. تململ في جلسته وحرك كرسيه وأستدار دورة كاملة .. وومض في صدره طيف فرحة حبيسة .. ردد لغزو الأرض .. قال عضو أخر :

.. نحن نريد إقتطاع جزء من الأرض ليصبح مملكتنا قبل إنهيار الكوكب الأحمر .

قام في صمت .. مضي نحو الباب .. وقبل أن يصرخوا طالبين منه العودة , إستدار .

.. موافق

نشرت بمجلة العلم التابعة للمركز القومي للبحوث

عدد نوفمبر 2003 العدد 326

الكتابة انتهت 12/1/1999

( مجموعة لقاء من نوع خاص )

ليست هناك تعليقات