ليلُ من الغم أم فجر من الكمد ،، واه ضيعة الأخلاق فيك اليوم يا زمنى ،،، أبكى لقومى أم أقضى على ألمى ،، شجن بحلقى و أجبالاً على كبدى ،،،
هكذا تستمر الحياة و تسير على درب التأثر و الإنحلال بكل روية و تمهل ،،، و نبتعد عن صراط الرشاد و الفلاح و رَكب الفضيلة ،،، المأسى كثيرة و الوقائع الموحشة أعم و أشمل لمن يتفكر و يتدبر ،،، هل نظرنا إلى عواقب أمرنا ،،، وعن ما آل اليه حالنا إذا ما تخلينا عن الفضيلة و العفة و الطهارة ،،، فى واقع الأمر تتملكنى الحيرة أكثر و أكثر ،،، فكلما نظرت إلى ما حولى تنتابنى الدهشة ويتملكنى الحزن ، وكلما عمدت لمداوة جرح و فتق فى ثوب الأخلاق و الفضيلة نزف جرح أخر و تفتق الثوب ليكشف سوأة أخرى ،،، كلما حاولت أن أسد ثغرة فى قيمنا و مبادئنا التى نشأنا عليها وفق شريعتنا السمحاء فإذا بها تنفتح علي أبوابٌ من الأسى و الغم ،، أمورٌ مبكية و حياة محزنة فى طريق موحش ، قل فيه المعين و تعثر فيه الصديق البار و ندر الناصح الأمين ،، و كلما نظرت إلى جهة من الأرض وصوبت النظر ،، وجدت ما يبكينى و يستمطر أدمعى ،، نشكو إلى الله من دهياء كالحةً ، أعيت بصائرنا عن مسلك الرشد ، فَيُبتر فينى الإحساس بالسعادة ، مما غزا ديار المسلمين من الإنحراف و البؤس ،،، إن الفضيلة لم تنهار إلا عندما أصبحت المرأة ألعوبة فى يد المستغربين و الإعلام المتحرر و وسائل الغزو الفكرى ، ولكن هل نعلم من هو المتحكم و سيد الموقف فى الحُكمِ على تلك الممرات العابرة و الروايات الفاترة و أصبحنا نرى جسر التهاوى بأُم أعيننا و لم نجزع أو نتحرك ،،، إن الواقع محزن و مؤسف جداً ،،، إننا نجنى الثمار الخبيثة من شجر التفلت الأخلاقى ،،، فلا نتجاوز المحنة إلا للسقوط فى محنة أخرى ،،، وإن أخشى ما نخشاه أن تؤول ديار المسلمين إلى ما آلت إليه بلاد الغرب إذا ما اتبعنا أبواق العلمانيين والإباحيين وتخلينا عن الفضيلة والعفة والأخلاق التي يضعها ديننا في صورة منهج كامل للحياة ،،، فهل أحترزنا من هذا الطوفان الجارف ،،، و مع هذا أجد إننا نفقد أخلاقاً تمسكنا بها و أمرنا بها ديننا ،، ومع الخير العظيم الذى خلفه لنا النبى صل الله عليه و سلم و لكننا أعرضنا عنه ،، ما بال دينك ترضى ان تدنسه يوماً و ثوبك مغسول من الدنس ،،، قبل زمنٍ ليس بالبعيد كانت تتجلى فى مجتمعاتنا صور مشرقة ،، تعكس ما كان عليه الناس من التمسك بالأخلاق العالية و الفضيلة الحقة ،، ولو جلست مع من أدرك هذا الزمان و لم ينسلخ من مبادئه الكريمه و وطلبت منه أن يحدثك عن أحوال الناس أنذاك ،، لحدثك حديثا مصحوباً بالتنهدات و الزفرات الحارة ، هذا إن لم يعلو صوته نشيبٌ و بكاء ،، لعل إنحدار الدمع يعطى بُراحةٌ من الوجب ،،، فلا تستغرب فإن طهارة الماضى صاحبتها رفقة فى القلوب و حنين لا ينقطع إلى الفضائل الحسنة ،،، فقد كانت المروءة و الحياء و مكارم الأخلاق هى السمة العامة لأهل هذا المجتمع ،،، و لكننا الأن أصبحا نتبع خطوات الغرب خطوة بخطوة و ذراعٌ بذراع و نحن نحسب أن هذا هو التقدم و الرقى و لا نعلم أنه إنتكاس للفطرة السليمة و إغتيال للفضيلة و سقوطاً إلى الهاوية ،،، فأصبحنا نرى المنكر معروفاً و المعروف منكراً ،،، و عندما نتحدث عن هذا الأمر و نبين الحجة قيل لنا أنتم رجعيون و متخلفون و لا تعرفون للتقدم سبيلا ،،، و كأن التقدم لا يكون إلا بتهدم الحياء و المروءة و الأخلاق و إهدار دم الفضيلة على الطرقات ،،، قاتل الله المفاهيم العوجاء ،،، قال النبي صلى الله عليه وسلّم (تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء و أى قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء ، حتى تصير القلوب على قلبين ، أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السمارات و الأرض ، و الأخر أسود كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرب من هواه
هكذا الأمر فى الحياة نضع فى حقائبنا المر و العلقم و ننتظر منها أن تثمر ريحانا و زهراً ،،، فلا ترنو بنظرك لعظيم الأجر و أنت تخالط القلب بسواد ما أكتسبته يداك ،،، و تطبع على فؤادك التنكر و حب التفرد و الجمال و إكتمال الخلق و حسن التصرف و أنت أقرب ما يكون من النقصان ،،، لا تملأ كتابك إلا بأحرف النور و التقرب إلى الله ،،، لا تكن جليس السوء ،،، و لا تخالل إلا الصادق صاحب الفضيلة ،،، و إياك من إلف المعصية و إيلاف المنكرات ،،، حتى لا تكتوى بنار خطيئتك فى الدنيا قبل الأخرة ،،، فحياتك هى روايتك القصيرة ،،، و إسدال الستار عليها ربما يحين فى تلك اللحظة أو بعد قليل ،،، و لكنه أقترب لا محالة ،،، فألتزم ثم أستقم على درب الصواب ،،، و أجعل نفسك ممن يصون الأخلاق و كن حصنا للزود عن الشرف و الأمانة و ألتحف برداء الفضيلة و المروءة و الحياء ،،، و تفوه بالصدق حتى لا تصبح شيطاناً أخرس و لا تركن إلى الباطل ،،، و تلك الأيام دول نداولها بين الناس وما كان لك سيصبح غداً عليك و ما فى يدك سيؤول لغيرك ،،، إلا ما أقترفت يداك فكلها أجبالاً عليك ،،، و ما أحسنت من عمل سيكون فى ميزانك يوم تقف أمام الله ترجو الخلاص والجنة ،،، و لا ترنو إلى الذنوب الصغيرة بلا مبالاة فمعظم النار من مستصغر الشرر ،،، يقول المولى عز و جل
ليست هناك تعليقات