أحدث المواضيع

لقاء وسيادته ، بقلم / ايهاب صالح الشعراوي


قابلته ....؟ !

شاحبُ اللون .. تجاعيدُ يديه .. نظرةُ عينيه .. كلماتٌ تتهته من بين شفتيه ..

جالسا .. غير قادر على النهوض .

سألني : ألست معي ؟

قلت : بلى .

ساعدته على النهوض ...قام يستند بي ... يده على كتفي ... رأسه على كتفي ... أحتضنه بذراعيَّ ..أُربت بيدى على كتفه .

حَضرَت واحدة ٌ أعرفها جيداً قائلة : (لماذا فعلت كل هذا بنا ؟)

قلت لها : انصرفي .. سامجيه .. انصرفت .

حدَّثتُه ...أردت تطييب خاطره ..

حدثنى بلغة الأب المحتاج لشفقة ... أما تساندني ؟

قلت : بلى .

أخذتُه في غرفة أسفل المنزل ( هي غرفة منفردة لها باب وشباك يحتاجان لإصلاح .. خالية الأثاث ..ولا حتى شيء يجلس أوينام عليه )

................ البرد قارس ..يمسك كتفيه بيديه .....( ليُدفِئهُما )

نظرتُ له من ثقب في الشباك ..وجدته ..يرتجف .. يرتعش..

تكاد عيناه تدمع ...بكيتُ حزنا ... عز ....... ذُل .

ثم ...

صَعدتُ لأُحضِر شيئا يضعه على جسمه ..ليدفئ ..

طرقتُ الباب ...(الباب لم يكن له قفلا ولا مسك )

دفعته ... وضعت البطانية على كتفيه ...جلست بجانبه ( حزينا عليه )

قال : اصعد .

قلت : أحب لقاءك .

قال :لا تخف علىَّ .

قلت :والمستندات .

قال : حتى ولو وقَّعتُ على صحتها ...لن يُعمل بها .

قلت : أتمنى .

نهضتُ ...قدميغير قادرة على المشي ومغادرته ... خرجتُ ... أغلقتُ الباب ... لكنني ظللتُ واقفا ... أنظر إليه من تقب الباب ... رأيتُ ...تجاعيد وجهه بارذة ...تزداد أرقا ... والدموع من بينها تسيل ...

وقفتُ أبكي خلف الباب ..حتى استيقظت ُ .

لم أكن ....!

لم يخطر ببالي رؤياكفي هذا المشهد الأليم ...فلماذا؟

تصاعدت الأمور لتصل لهذا ....

الظلم ... الاستبداد ... التوريث

ثلاثة هدمت عرشا المفترض فيه العظمة .

ليست هناك تعليقات