هذا العام تيقظت بداخلى جميع الالام
تساقط الشعر من رأسى كأوراق الخريف
وإكتسى الحاجب بلون الثلج
وهاج على الشوق فزادنى أوجاعا وآلام
رحل الأصدقاء جملة دون إلقاء السلام
ورحلت شريكة العمر معهم إلى دار السلام
إنشغل الأبناء بحياتهم وزوجاتهم وأولادهم
وصرت مصدر إزعاج لهم وموضعا للملام
لا أتذكر من ماضيى إلا القليل
فلقد بلغت من العمر الثمانين
تلاشت منى الذكريات وتغير المكان
أسير منحنى على عصاتى للأمام
كأنِ حين أتحدث للآخرين كأنى لهم خادم
يتوارون منى ويتقاعسون عن مساعدتى أو رد السلام
هاجرت جارتى مع ولدها
وتركت شرفتها مليئة بذكريات مسامرة
لم نملها ولم تكتمل مع الأيام
أذكرها على كرسيها الهزاز تتأرجح
وهى تحيك التريكوا أشبه بأنثى اليمام
كنت أقضى نهارى فى شرفتى
مع جريدتى وقهوة أحتسيها من فنجان
نتبادل أطراف حديث آخر النهار حتى مغيب الشمس
ونكمل الأمسية بالهاتف أمام المدفأة والتلفاز حتى وقت المنام
كم كنت أعشق حديثها وجرأتها وأسلوبها المهذب فى الكلام
لم نكن نعترى لملامة أو لتعليق سخيف من الجيران
ومن يبالى بإثنان قال الجميع لهما.. ( حسن الختام)
إنذويت وحدى بغرفتى أتأمل وجهى
الذى ملئته تجاعيد العمر والأيام
تساقطت أسنانى ونواجزى وأضراس
كنت يوما أفتخر بقوتها صار فمى فارغا كذاكرة الأيام
أكاد أتذكر الأشياء بصعوبة
وأكاد أغفو حتى أهب مستيقظا مذعورا
خوفا من أن يزورنى الموت فى المنام
جفت دموعى من كثرة البكاء
وصرت أشبه بشجرة توت
فى خريف يوم عاصف
تساقطت أوراقها وصارت منكمشة من برودة الجو كالأقزام
محمد حسانين
خريف رجل ، بقلم محمد حسانين
مراجعة بواسطة
عبده جمعة مدير تحرير رؤية قلم
في
6:31:00 م
التقييم:
5
ليست هناك تعليقات